
دعاوه عند الصباح و المساء
«1» الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ و النَّهَارَ بِقُوَّتِهِ «2» و مَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ «3» و جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً ، و أَمَداً مَمْدُوداً «4» يُولِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ ، و يُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ بِتَقْدِيرٍ مِنْهُ لِلْعِبَادِ فِيما يَغْذُوهُمْ به ، و يُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ «5» فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ من حَرَكَاتِ التَّعَبِ و نَهَضَاتِ النَّصَبِ ، و جَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا من رَاحَتِهِ و مَنَامِهِ ، فَيَكُونَ ذَلِكَ لَهُمْ جَمَاماً و قُوَّةً ، و لِيَنَالُوا به لَذَّةً و شَهْوَةً «6» و خَلَقَ لَهُمُ النَّهَارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ من فَضْلِهِ ، و لِيَتَسَبَّبُوا إِلَى رِزْقِهِ ، و يَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ ، طَلَباً لِمَا فِيهِ نَيْلُ الْعَاجِلِ من دُنْيَاهُمْ ، و دَرَكُ الآْجِلِ فِي أُخْرَاهُمْ «7» بِكُلِّ ذَلِكَ يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ ، و يَبْلُو أَخْبَارَهُمْ ، و يَنْظُرُ كَيْفَ هم فِي أَوْقَاتِ طَاعَتِهِ ، و مَنَازِلِ فُرُوضِهِ ، و مَوَاقِعِ أَحْكَامِهِ ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا ، و يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى . «8» اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما فَلَقْتَ لَنَا من الْإِصْبَاحِ ، و مَتَّعْتَنَا به من ضَوْءِ النَّهَارِ ، و بَصَّرْتَنَا من مَطَالِبِ الْأَقْوَاتِ ، و وَقَيْتَنَا فِيهِ من طَوَارِقِ الآْفَاتِ . «9» أَصْبَحْنَا و أَصْبَحَتِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَكَ سَمَاؤُهَا و أَرْضُهَا ، و ما بَثَثْتَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، سَاكِنُهُ و مُتَحَرِّكُهُ ، و مُقِيمُهُ و شَاخِصُهُ و ما عَلَا فِي الْهَوَاءِ ، و ما کَنَّ تَحْتَ الثَّري «10» أَصْبَحْنَا فِي قَبْضَتِكَ يَحْوِينَا مُلْكُكَ و سُلْطَانُكَ ، و تَضُمُّنَا مَشِيَّتُكَ ، و نَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِكَ ، و نَتَقَلَّبُ فِي تَدْبيِرِکَ . «11» لَيْسَ لَنَا من الْأَمْرِ إِلَّا ما قَضَيْتَ ، و لا من الْخَيْرِ إِلَّا ما أَعْطَيْتَ . «12» و هَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ ، و هو عَلَيْنَا شَاهِدٌ عَتِيدٌ ، إِنْ أَحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْدٍ ، و إِنْ أَسَأْنَا فَارَقَنَا بِذَمٍّ . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و ارْزُقْنَا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ ، و اعْصِمْنَا من سُوءِ مُفَارَقَتِهِ بِارْتِكَابِ جَرِيرَةٍ ، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ «14» و أَجْزِلْ لَنَا فِيهِ من الْحَسَنَاتِ ، و أَخْلِنَا فِيهِ من السَّيِّئَاتِ ، و امْلَأْ لَنَا ما بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْداً و شُكْراً و أَجْراً و ذُخْراً و فَضْلًا و إِحْسَاناً . «15» اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الکاتبِينَ مَؤُونَتَنَا ، و امْلَأْ لَنَا من حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا ، و لا تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا . «16» اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ من سَاعَاتِهِ حَظّاً من عِبَادِكَ ، و نَصِيباً من شُكْرِكَ و شَاهِدَ صِدْقٍ من مَلَائِكَتِكَ . «17» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و احْفَظْنَا من بَيْنِ أَيْدِينَا و من خَلْفِنَا و عَنْ أَيْمَانِنَا و عَنْ شَمَائِلِنَا و من جَمِيعِ نَوَاحِينَا ، حِفْظاً عَاصِماً من مَعْصِيَتِكَ ، هَادِياً إِلَى طَاعَتِکَ ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِکَ . «18» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و وَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا و لَيْلَتِنَا هَذِهِ و فِي جَمِيعِ أَيَّامِنَا لِاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ ، و هِجْرَانِ الشَّرِّ ، و شُكْرِ النِّعَمِ ، و اتِّبَاعِ السُّنَنِ ، و مُجَانَبَةِ الْبِدَعِ ، و الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، و النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، و حِيَاطَةِ الْإِسْلَامِ ، و انْتِقَاصِ الْبَاطِلِ و إِذْلَالِهِ ، و نُصْرَةِ الْحَقِّ و إِعْزَازِهِ ، و إِرْشَادِ الضَّالِّ ، و مُعَاوَنَةِ الضَّعيِفِ ، و اِدْرَاکِ اللّهيِفِ «19» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اجْعَلْهُ أَيْمَنَ يَوْمٍ عَهِدْنَاهُ ، و أَفْضَلَ صَاحِبٍ صَحِبْنَاهُ ، و خَيْرَ وَقْتٍ ظَلِلْنَا فِيهِ «20» و اجْعَلْنَا من أَرْضَى من مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ و النَّهَارُ من جُمْلَةِ خَلْقِكَ ، أَشْكَرَهُمْ لِمَا أَوْلَيْتَ من نِعَمِكَ ، و أَقْوَمَهُمْ بِمَا شَرَعْتَ من شرَائِعِكَ ، و أَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ من نَهْيِكَ . «21» اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ و كَفَى بِكَ شَهِيداً ، و أُشْهِدُ سَمَاءَكَ و أَرْضَكَ و من أَسْكَنْتَهُمَا من
الحمد لله الذى خلق الليل و النهار بقوته و قوه الله لا تحد انها مطلقه فى الاشياء و الازمنه و الامكنه لا تحتاج الى سبب و لا يقف حاجز او مانع فى تحقيق ما يريد و الليل و النهار بقوته خلقهما ضمن هذا النظام الدقيق البديع...
ماز الشى ء عن الشى ء: فرق بينهما و فصل.
و ميز بينهما بقدرته فجعل لكل واحد خصوصيه معينه افردته عن صاحبه فجعل الليل مظلما بقدرته و النهار مبصرا بقوته...
الامد: جمعه آماد، الغايه و منتهى الشى ء، الاجل.
و جعل لكل واحد منهما حدا محدودا و امدا ممدودا فهناك حدود فاصله بين النهار و الليل و من المعروف ان هناك شروقا للشمس و لعله به يبتدى ء النهار و بغروبها ينتهى و يبتدى ء الليل فهذا حد عرفى و لعله شرعى فى بعض الاحيان- بغير شهر رمضان... اما فى شهر رمضان فان النهار يبتدى ء بظهور الفجر الصادق الذى هو عباره عن الضوء المعترض فى الافق من جهه الشرق فعندما يظهر يبتدى ء النهار و يجب الصوم ابتداء منه و الى غروب الشمس الذى يعرف بذهاب الحمره المشرقيه فعندما تنعدم هذه الحمره يبتدا الليل و على كل حال فهناك اتفاق شرعى و عرفى على تحديد النهار و الليل بحدود معينه و كل واحد منهما له امد معين ينتهى عنده.
ينشئهم عليه: يربيهم عليه.
يولج كل واحد منهما فى صاحبه اى يدخل الليل فى النهار و النهار فى الليل و ذلك حيث ان النهار و الليل يتساويان فى بعض ايام السنه ثم ياخذ النهار بالزياده و ينقص الليل بمقدار هذه الزياده التى ياخذها النهار و هكذا حتى يصبح النهار اربع عشره ساعه او ازيد ثم تنعكس الامور فياخذ النهار بالنقصان و يبتدى ء النهار باسترداد ما فقده بل لا يكتفى باخذ ما فقد حتى ياخذ من النهار ثاره و يزيد فترتفع ساعاته الى اربع عشره ساعه او ما يزيد و هكذا يولج الليل بالنهار و النهار فى الليل و هذا هو نص الايه القرآنيه القائله... ذلك بان الله يولج الليل فى النهار و يولج النهار فى الليل و ان الله سميع بصير.
و يولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به و ينشئهم عليه فهذا الايلاج للنهار فى الليل و كذلك العكس انما هو لفائده المخلوقات الحيه فى الحياه هو من اجل ان تنمو النباتات و تطلع الاثمار و تجنى المحصولات بل من اجل هذا الانسان كى ينمو و يستطيع الحركه...
يولج: يدخل.
يغذوهم به: و غذوته بالشى ء جعلته له غذاء و هو ما يغتذى به من طعام و شراب.
ليسكنوا: ليقروا.
نهضات: جمع نهضه من نهض بمعنى قام.
النصب: التعب.
جماما: راحه و نشاطا.
نالوا: اصابوا.
فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب و نهضات النصب فى الليل يخلد الانسان الى الراحه... يستريح فى هدوء الليل من تعب النهار و حركه الحياه المثقله بالهموم... سبحان من خلق الليل للراحه و السكون فان هذا الجسد له حق على صاحبه و لا يرتاح تمام الراحه الا اذا نامت عيناه فى فحمه الدجى و الدعاء الكريم ماخوذ من الايه القرآنيه: فالق الاصباح و جعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم.
و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه فانهم يستريحون فيه و ينامون فيكون ذلك لهم جماما و قوه راحه للابدان من الاتعاب و اذا ارتاح البدن قوى و استطاع ان يكمل المسيره و لينالوا به لذه و شهوه فان الليل بسكونه و هدوئه و عتمته و نيام عيون الناس عن الزيارات و المراجعات يستطيع الانسان ان ينال لذته من المحللات له من النساء...
ليبتغوا: ليطلبوا و ليبحثوا.
تسبب اليه: توصل اليه من السبب و هو الحبل الذى يتوصل به.
يسرحوا: يقال سرحت الماشيه ذهبت ترعى.
عجل: عجلا: و عجله: اسرع و منه العاجله للساعه الحاضره.
درك: لحق و وصل.
و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله فجعله الله منيرا يرى الانسان فيه الاشياء على حقيقتها و يطلبها فى مظانها فيدركها، و يسعى فيه لينال ما عند الله و من فضله فتراه يعمل و يكد و يجد فى نهاره و تراه يطلب فى سعيه ما يصون به وجهه و يكف يده عن الحاجه الى الناس و هذا مصداق الايه الكريمه القائله: و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آيه الليل و جعلنا آيه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب و كل شى ء فصلناه تفصيلا.
و ليتسببوا الى رزقه يطلبوا اسباب الرزق من الصناعه و الزراعه و غيرها من الاسباب التى يتوصل بها الى رزق الله.
و يسرحوا فى ارضه فى طلب الرزق و ما عند الله من سبل الطاعه طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم من دور و قصور و مال و عقار و درك الاجل فى اخراهم حيث يحجون و يصلون ارحامهم و يتصدقون و يعينون الضعفاء و يسعون لراحه اهل الحاجه و المسكنه.
احسنوا باطاعه الله و اقامه فروضه و واجباته بالحسنى و هى الجنه و ما فيها من خير و بركه و نعيم دائم مقيم...
الشان: الحال و الامر.
يبلو: يختبر.
الفروض: الواجبات.
و بكل ذلك يصلح شانهم ليعيشوا بارتياح و هدوء دون خلل او اضطراب او فوضى و يبلو اخبارهم يختبر اعمالهم و ما يقومون به من خير و شر و من طاعه و عصيان لكى لا يكون لاحد حجه عليه تعالى اذا ادخله النار فانه لم يدخله النار الا بعمله السى ء القبيح.
و ينظر كيف هم فى اوقات طاعته ففى مواسم الطاعه و اوقاتها كموسم الحج و اوقات الصلوات و فى المواقف التى يطلب منه ان يكون فيها و منازل فروضه كم يودى مما وجب عليه من الفروض فهو مامور ان يودى واجبا سبع عشره ركعه و ان يصوم شهر رمضان كله و يحج مره واحده و يودى خمس امواله فهل يودى ذلك او يبعض فيها فيقوم ببعض هذه و يترك بعضه الاخر...
و مواقع احكامه مما هو مفروض منه مما لم يفرض و هل يتبع الانسان ما فرض دون غيره او يهمل الامر و يتركه...
ليجزى الذين اساوا بما عملوا نار جهنم و عذابها و يجزى الذين
اللغه:
فلقت: شققت.
بصرتنا: اعلمتنا.
الاقوات: جمع قوت ما يوكل ليمسك رمق الانسان.
و وقيتنا: حميتنا و دفعت عنا.
طوارق الافات: حوادث المصائب و البليات.
اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الاصباح و متعتنا به من ضوء النهار و بصرتنا من مطالب الاقوات و وقيتنا فيه من طوارق الافات فان انفلاق الليل عن الصبح نعمه عظيمه.
ففى الصباح ينطلق الانسان الى عمله و يرى الحياه حركه ناشطه و ينشرح لما يرى من مخلوقات الله حيث يبصرها و يبصر السبل المسهله الى رزقه و قوته و بهذا النهار المبصر يرى ما يضره فيجتنبه و يبتعد عنه و يجتنب المصائب و النوائب التى يمكن ان ترد فى الليل على حين غفله من الاعين لكنه يبصرها فى النهار و يحترز من وقوعها...
بثثت: نشرت و فرقت.
شاخصه: متنقله و متحركه.
كن: استتر و اختفى.
الثرى: التراب و الارض.
اصبحنا نحن البشر و اصبحت الاشياء كلها بجملتها لك ثم فسر هذه الاشياء و بينها سماوها و ارضها و ما بثثت نشرت و فرقت و اوجدت فى كل واحد منهما ساكنه كالحجر و المدر و متحركه كالحيوانات الصامته و الناطقه و مقيمه ملازمه لمكانها كالشجر و شاخصه متحركه كالهواء و ما علا فى الهواء كالطيور و ما كن تحت الثرى ما اختبا من الهوام تحت الارض...
قبض الشى ء: اخذه بكفه.
تضمنا: تجمعنا.
مشيئتك: ارادتك.
اصبحنا فى قبضتك فنحن تحت سلطانك تملك التصرف بنا كيف تشاء لا يقف فى وجهك احد و لا يمنعك احد يحوينا ملكك و سلطانك فنحن على ارضك و تحت سمائك و ناكل من رزقك و نعيش بعطائك و تحت حكمك و تضمنا مشيتك فبارادتك و مشيئتك اجتمعنا و التقينا.
و نتصرف عن امرك فنحن نتحرك فى الحياه كما تامر و تريد حيث جعلت لنا حريه الاختيار و الحركه و نتقلب فى تدبيرك فانت المدبر لهذا الكون الذى نتحرك فيه و انت الذى اعطيتنا القوه التى نتحرك بها و انت الذى منحتنا من عطاياك ما نستطيع به السير من مكان الى آخر.
ليس لنا من الامر الا ما قضيت فبقضائك استطعنا ان نتحرك و بما سمحت لنا استطعنا ان نجول كتبت ان يكون احدنا غنيا و الاخر فقيرا و هذا جميلا و الاخر قبيحا و هذا طويلا و الاخر قصيرا.
و لا من الخير الا ما اعطيت فانت الذى قسمت العقول و وزعتها على عبادك و ارضيتهم بما قسمت.
عتيد: حاضر.
و هذا يوم حادث لم يكن ثم كان جديد لم نعهده من قبل و هو علينا شاهد عتيد يحضر علينا و يشهد لنا او علينا بما جنت ايدينا فيه و ما اجترحته اعضاونا و جوارحنا ان احسنا و دعنا بحمد فانه يحمدنا يوم القيامه بشهادته لنا ان احسنا و عملنا صالحا و اطعنا الله و رسوله و ان اسانا فارقنا بذم يذمنا حيث اوقعنا معاصينا فيه...
- و عن الصادق جعفر بن محمد قال: ان النهار اذا جاء قال: يا ابن آدم اعمل فى يومك هذا خيرا اشهد لك به عند ربك يوم القيامه فانى لم آتك فيما مضى و لا آتيك فيما بقى فاذا جاء الليل قال مثل ذلك...
- و فى حديث آخر عنه ع قال: ما من يوم ياتى على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم: يا ابن آدم انا يوم جديد و انا عليك شهيد فافعل فى خيرا و اعمل فى خيرا اشهد لك يوم القيامه فانك لن ترانى بعدها ابدا...
اعصمنا: احفظنا.
جريره: جنايه، ذنب.
اقتراف: مساوره و عمل.
اللهم صل على محمد و آله و ارزقنا حسن مصاحبته و حسن مصاحبته يتمثل بطاعه الله فيه و عدم معصيته بان نقوم بواجباتنا المفروضه فيه من صلاه و صيام و اداء للفرائض و اجتناب عن المحرمات من السرقه و الغش و النميمه و الغيبه...
و اعصمنا من سوء مفارقته اجعلنا محفوظين عند مفارقته من كل سوء و هو المعصيه المخالفه لامر الله بان لا نرتكب حراما فيه حتى يفارقنا بدون سوء... و فسر مفارقته بالسوء بقوله.
بارتكاب جريره جنايه من قتل او ضرب او من مطلق الذنب.
او اقتراف صغيره او كبيره من ممارسه ذنب صغير او كبير و معصيه كبيره او صغيره.
اجزل: اكثر و افض و اوسع.
اخلاه: جعله خاليا: اى فارغا.
و اجزل لنا فيه من الحسنات و فقنا لزياده الحسنات فيه من عمل البر و الاحسان للناس و طاعه الله و امتثال امره.
و اخلنا فيه من السيئات بان لا نرتكب فيه محرما مهما كان صغيرا او كبيرا.
و املا لنا ما بين طرفيه من اوله الى آخره من طلوعه الى غروبه.
حمدا و شكرا لله و اجرا و ذخرا و فضلا و احسانا ثوابا لذخره ليوم الحاجه و هو يوم الاخره و افضالا منك و احسانا من جودك...
اللهم يسر على الكرام الكاتبين موونتنا اللهم خفف ثقلنا على الملائكه الموكلين بكتابه ما نعمله و التيسير انما يكون بالحسنات التى نعملها فانهم يسرون بها و يفرحون بكتابتها عكس السيئات فانها تولمهم.
و املا لنا من حسناتنا صحائفنا فلا تكتب علينا السيئات و لا تسود صحائفنا بها بل اجعل كل صحائفنا مملوه بالحسنات.
و لا تخزنا عندهم بسوء اعمالنا فان العمل الشى ء يخجل منه الانسان و يعير به بل يقعد ملوما محسورا.
اللهم اجعل لنا فى كل ساعه من ساعاته حظا من عبادك اجعل لنا فى كل وقت خدمه لعبادك و مساعده لهم و قدره على اعانتهم و قضاء حاجتهم و ما يمكن ان نوديه اليهم من خدمات...
و نصيبا من شكرك بان نودى شكرك فى بعض اوقات النهار.
و شاهد صدق من ملائكتك يشهدون لنا بالصدق فيما اتينا من اعمال صالحه حتى نفوز بالجنه...
اللهم صل على محمد و آله و احفظنا من بين ايدينا و من خلفنا و عن ايماننا و عن شمائلنا و من جميع نواحينا حفظا عاصما من معصيتك هاديا الى طاعتك مستعملا لمحبتك و هذا توجه الصالحين فانهم باستمرار ينظرون الى الله و يطلبون منه الحمايه من كل معصيه... يطلبون منه تعالى ان يعينهم حتى لا يعصوا فى شى ء من جوانبهم لا يعصون بما امامهم و لا بما وراءهم و لا بما عن ايمانهم و شمائلهم... يطلبون من الله ان يسددهم ليكونوا فى خط الله و رعايته...
اللغه:
الهجران: الترك و الاعراض عن الشى ء.
السنن: الطرق و المقصود هنا ما سنه رسول الله و شرعه.
البدع: جمع بدعه ما احدث على غير مثال، ادخال ما ليس فى الدين على انه من الدين.
حياطه الاسلام: حفظ الاسلام و حمايته.
الضال: غير المهتدى و ضل الطريق لم يهتد اليها.
ادراك: اغاثه.
اللهيف: المضطر الذى يستغيث و يتحسر.
اللهم صل على محمد و آله و وفقنا فى يومنا هذا وليلتنا هذه و فى جميع ايامنا لاستعمال الخير و هجران الشر فاليوم الحاضر و الليله الحاضره هى اقرب ما تكون لهذا الانسان و لذا يطلب من الله التوفيق فيها ان يكون فى طاعه الله و خدمه عباده ثم ينطلق منها ليكون مع الله فى جميع ايامه بما فيها لياليه و هذا الدعاء وقفه وجدانيه كى يعود الانسان الى الله و يلتزم بامره و يعمل بقوله و ليس مجرد قراءه عباره يرددها المسلم دون ان يلتزم بها فعندما يدعو الله ان يوفقه الى استعمال الخير و هجران الشر ينبغى ان يفتش عن الطريق الموصل الى الخير و الشر فيمشى ليصل الى الخير و يعرف طريق الشر ليمتنع عن سلوكه.
و شكر النعم و شكر النعم استعمالها فيما اراد الله و احب و عدم الانحراف بها عن و جهتها التى ارادها الله.
و اتباع السنن و هى كل ما جاء على لسان رسول الله و الائمه الهداه سواء كان واجبا او مستحبا.
و مجانبه البدع و البدع جمع بدعه و هى كل امر مستحدث و شرعا عباره عن ادخال ما ليس فى الدين على انه من الدين و البدعه محرمه لانها تشريع لم ياذن به الله و تعد على مقام الالوهيه فان لله وحده حق التشريع و التقنين و اما البشر فليس لهم هذه الصلاحيه... و من هنا كانت الحمله على المبتدعين و وجوب البراءه منهم و سبهم و حطهم عن مراتبهم و انزالهم عن منازلهم...
- قال رسول الله ص: اذا رايتم اهل الريب و البدع من بعدى فاظهروا البراءه منهم و اكثروا من سبهم و القول فيهم و الوقيعه و باهتوهم كيلا يطمعوا فى الفساد فى الاسلام و يحذرهم الناس و لا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدرجات فى الاخره...
- و قال رسول الله ص: كل بدعه ضلاله و كل ضلاله سبيلها الى النار.
و الامر بالمعروف و النهى عن المنكر و هو ان ترى منكرا يعمل به و معصيه تمارس فلا ترضى بها و تعمل على ازالتها بحسب الظروف و الامكانات المتاحه لك تاره بالاعراض عن فاعلها و اخرى بالموعظه له و نصحه و ثالثه باستعمال اليد و الوسائل الرادعه و هكذا دواليك...
و اذا رايت معروفا اعنت عليه رايت فقيرا بحاجه الى مال فتمد يدك اليه بالاعانه و تامر غيرك بالاعانه و هكذا ايضا تبقى تمارس هذه الفريضه حتى تحقق رضى الله.
و حياطه الاسلام بان يكون همك حفظ هذا الدين و رعايته فتبحث عما يكون به عزيزا و قويا فتسعى فى سبيل ذلك و هذا اهم امر فيجب ان يكون نظر المسلم دائما الى حفظ هذا الدين و تقويته بان ينظر الى كل قضيه تعززه فيساندها و الى كل موقف يدعمه فيقف معه و يرى فى المقابل ما يوهنه فلا يرضى به بل يحاربه و يقاتل من اجل ازالته...
و انتقاص الباطل و اذلاله و لا يمكن ان يقوم الحق و ياخذ دوره الا بهدم الباطل و ازالته و المسلم يجاهد فى سبيل الحق و يدعمه و يقويه و هو فى نفس الوقت يعمل فى هدم الباطل و ازالته فلا يكفى ان تدعو الى العدل الا ان تدعو فى نفس الوقت الى رفع الظلم و لا يمكن ان تنادى بالحريه الا اذا حاربت الاستعباد و الاستبداد... فانتقاص الباطل ببيان معايبه و مساويه و ما يحمله من اضرار و مفاسد. بل و اذلاله مطلب مهم يجب ان يمشى الى جانب تقويه الحق و دعمه.
و نصره الحق و اعزازه و يتحقق نصره الحق بالكلمه الموثره التى تنطلق امام اهلها فى موقعها و يتحقق نصرته بالموقف الشجاع الذى يرفض الانسان فيه المساومه على الحق عندما تلتقى الاشرار لشراء صوتك و اسكاتك عن الكلام... و يتحقق بالجهاد المسلح الذى يثبت الحق و يعزه و ينصره...
و ارشاد الضال تهدى من كان ضالا فى طريقه و فكره و سلوكه فتاخذ بيده لتوصله الى الحق و الرشاد... و قد قال اميرالمومنين على ع: لما وجهنى رسول الله ص الى اليمن قال: يا على لا تقاتل احدا حتى تدعوه الى الاسلام و ايم الله لان يهدى الله عز و جل على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس و غربت و لك و لاوه.
و معاونه الضعيف فتعينه بحمل ما لا يقدر عليه او توضح امام صاحب الراى الضعيف ما يقوى ضعفه فى دينه و عقيدته.
و ادراك اللهيف و هذا بعد اسلامى ينظر اليه الامام و هو اعانه المضطر المستغيث و هو على حد الطاعه لله بل قد يفوق فى بعض مصاديقه كثيرا من موارد العباده المتمحضه فى العباديه.
- قال الامام الصادق ع: من اغاث اخاه المومن اللهفان عند جهده فنفس كربته و اعانه على نجاح حاجته كتب الله عز و جل له بذلك اثنتين و سبعين رحمه من الله يعجل له منها واحده يصلح بها امر معيشته و يدخر له احدى و سبعين رحمه لا فزاع يوم القيامه و اهواله.
اليمنى: بالضم البركه.
اللهم صل على محمد و آله و اجعله ايمن يوم عهدناه اجعله افضل ايامنا الى الان و هكذا يتحسس المومن و يرغب فى ان يكون يومه افضل من امسه و غده افضل من يومه.
- و عن الصادق ع قال: من استوى يوماه فهو مغبون و من كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط و من كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون و من لم ير الزياده فى نفسه فهو الى النقصان و من كان الى النقصان فالموت خير له من الحياه.
و افضل صاحب صحبناه فالاصحاب كثيرون منهم الاشخاص و منها الامكنه و منها الازمنه و اجعل اللهم هذا اليوم افضل من صحبناه فلا نرتكب فيه معصيه و لا نهم بظلم احد من الناس فيه...
و خير وقت ظللنا فيه خير وقت كنا فيه و استقررنا فى زمانه و الانسان يتمنى ان يكون وقته الذى فيه احسن اوقاته و اقرها لعينه...
اوليته: منحته.
اوقفهم: من وقف اى توقف و امسك عنه.
و اجعلنا من ارضى من مر عليه الليل و النهار من جمله خلقك اجعلنا من ارضى خلقك بامرك و نهيك و ما تريد منا و الرضا بما اراد الله و قدر يريح الانسان فى الدنيا و يسعده فى الاخره.
- عن الامام على انه كان يقول: لا يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطيه و ان ما اخطاه لم يكن ليصيبه و ان الضار النافع هو الله.
و بين موارد الرضا.
اشكرهم لما اوليت من نعمك فكل نعمه اعطيتنا اياها نشكرك عليها باحسن ما شكرك احد عليها.
و اقومهم بما شرعت من شرائعك اشدهم قياما بما شرعت من احكامك فسبحانك قد وضعت الصلاه و الصوم و الجهاد و كل الاوامر التى طلبتها فاجعلنا اشد الناس التزاما بها و امتثالا لها...
و اوقفهم عما حذرت من نهيك اشدهم وقوفا عن المحرمات التى نهيت عنها كالغش و السرقه و النميمه و غيرها.
قائم بالقسط: قائم بالعدل، مقيم له.
اللهم انى اشهدك و كفى بك شهيدا عن كل شاهد فانت الذى ترى الامور على حقيقتها و تعلم النوايا و ما ينطوى فى النفوس.
و اشهد سماءك التى تظلنا و لا نستطيع ان نخرج منها.
و ارضك التى تقلنا و التى لا نستطيع الخروج عنها.
و من اسكنتهما من ملائكتك و سائر خلقك الصامت و الناطق.
فى يومى هذا الذى انا فيه و ساعتى هذه التى انا فيها و مستقرى هذا مكان استقرارى الذى اقيم عليه...
انى اشهد شهاده خالصه من القلب انك انت الله الواحد الاحد
الذى لا اله الا انت قائم بالقسط مقيم للعدل فيما يقسم من الارزاق و الاجال و يثيب و يعاقب و ما يامر به عباده من انصاف بعضهم و العمل على السويه فيما بينهم... مقيم للعدل فى خلق السموات و الارض و ما فيها...
عدل فى الحكم و العدل من اخص صفاته و اظهرها لان الظلم مما حكمت بقبحه العقول و الله منزه عن كل قبيح بل هو العادل فيما يتولى من الحساب يوم القيامه... و العدل فى دار الدنيا فلا يظلم مستحقا حقه و لا يجور على احد من خلقه...
روف بالعباد و الرافه ارق من الرحمه و هى محبوبه مطلقا و من رافه الله بعباده انه لم يترك لهم سبيلا ينجيهم الا وهداهم اليها و دعاهم لسلكوها...
مالك الملك المالك الحقيقى لكل ملك فكل من ادعى انه مالك لشى ء فالله فى الحقيقه هو المالك له و لما ملك...
رحيم بالخلق و الرحمه صفه وجدانيه فى الانسان و هى الرقه... و اما فى الله فتعنى الثواب و النعيم و رحمته تعالى تتجسد فى اناره الطريق امام مخلوقاته و تبين الحق لهم و ارشادهم اليه و تزيينه لهم...
اداها: اوصلها.
النصيحه: الدعوه لما فيه الخير.
و ان محمدا عبدك و العبوديه لله تعنى التحرر من كل ما عداه... فان الالتزام بامر الله و الخضوع له و الاستسلام لحكمه يعنى العبوديه لله و بمقدار هذه العبوديه يتحرر الانسان و ينطلق فى الحياه و يرفض معه ان يكون عبدا لغير الله سواء كان ذلك انسانا او صنما او زعيما او هوى النفس و شهواتها...
و رسولك الذى ارسلته الى عبادك فكان الواسطه بينك و بينهم.
و خيرتك من خلقك لان الرسول لا يمكن ان يكون الا اصلح البشر و اطهرهم و انقاهم نفسا وجيبا و قد امتاز رسول الله محمد بانه خيره الله من الخلق جميعا فليس هناك انسان- نبى او ولى- يضاهيه او يشابهه...
حملته رسالتك فاداها فان الله ارسل محمدا بالاسلام و الدين و بهذه الرساله فاداها الى الناس كما هى بدون زياده او نقيصه و بلغها اليهم و اوصلها الى اهلها كما نزلت...
و امرته بالنصح لامته فنصح لها بان يظهر لها كل ما ينفعها و يفيدها فى امر آخرتها و دنياها و قد بين رسول الله كل ما يصلح الناس و ينفعهم و يقربهم من الله...
آتيه: اعطيه.
الجزاء: المقابله على الفعل ان خيرا فخير و ان شرا فشر.
اللهم فصل على محمد و آله اكثر ما صليت على احد من خلقك ارحمه برفع درجاته فى الاخره و شرفه كما رفعت درجته فى الدنيا و شرفته. و آته عنا افضل ما اتيت احدا من عبادك تول يا رب عطاءه عنا من الثواب و الاجر و الدرجه الرفيعه افضل ما اعطيت احدا من عبادك.
و اجزه عنا نتيجه اتعابه علينا و هدايته لنا افضل و اكرم ما جزيت احدا من انبيائك عن امته لانه لم يوذ نبى كما اوذى رسول الله محمد حتى قال هو ذلك عن نفسه و يكفى فى جهاده هدايه هذه الامم و الشعوب التى نعمت ببركه جهاده بنعمه الاسلام و الايمان.
المنان: من المن و هو العطاء و الانعام.
الجسيم: العظيم.
الغافر: من الغفر و هو الستر.
انك انت المنان بالجسيم المعطى و المغدق على عبادك بالخير الكثير و الثواب الجزيل.
الغافر للعظيم الغافر للذنب العظيم مهما كان عظيما و جسيما فانك انت الغفور الرحيم.
و انت ارحم من كل رحيم فللرحمه حدود عند الناس ينتهون اليها و يتوقفون عندها و لكن رحمتك اوسع من كل رحمه و اعظم من كل رحمه.
فصل على محمد و آله الطيبين الطاهرين الاخيار الانجبين ختم الدعاء بالصلاه على محمد و آله ليكون ختامه مسكا و وصفهم باوصافهم التى هم اهل لها طيبون لا يدنسهم جهل او انحراف طاهرون من كل عيب او دنس اختارهم الله و صفاهم و اكرم نفوسهم.
مَلائِكَتِكَ و سَائِرِ خَلْقِكَ فِي يَوْمِي هَذَا و سَاعَتِي هَذِهِ و لَيْلَتِي هَذِهِ و مُسْتَقَرِّي هَذَا ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، قَائِمٌ بِالْقِسْطِ ، عَدْلٌ فِي الْحُكْمِ ، رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ، مَالِکُ الْمُلْکِ ، رَحيِمٌ بِالْخَلْقِ . «22» و أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ و رَسُولُكَ و خِيَرَتُكَ من خَلْقِكَ ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَكَ فَأَدَّاهَا ، و أَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِأُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا «23» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، أَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ من خَلْقِكَ ، و آتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ ما آتَيْتَ أَحَداً من عِبَادِكَ ، و اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ و أَكْرَمَ ما جَزَيْتَ أَحَداً من أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ «24» إِنَّكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْجَسِيمِ ، الْغَافِرُ لِلْعَظِيمِ ، و أَنْتَ أَرْحَمُ من كُلِّ رَحِيمٍ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْاَخْيَارِ الْاَنْجَبيِنَ