لطفا منتظر باشید

فى الاستسقاء

«1» اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ ، ‌و‌ انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ ‌من‌ السَّحَابِ الْمُنْسَاقِ لِنَبَاتِ أَرْضِكَ الْمُونِقِ فِي جَمِيعِ الْافَاقِ . «2» ‌و‌ امْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ بِإِينَاعِ الَّثمَرَةِ ، ‌و‌ أَحْيِ بِلَادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ ، ‌و‌ أَشْهِدْ مَلَائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ بِسَقْيٍ مِنْكَ نَافِعٍ ، دَائِمٍ غُزْرُهُ ، وَاسِعٍ دِرَرُهُ ، وَابِلٍ سَرِيعٍ عَاجِلٍ . «3» تُحْيِي ‌به‌ ‌ما‌ قَدْ مَاتَ ، ‌و‌ تَرُدُّ ‌به‌ ‌ما‌ قَدْ فَاتَ ‌و‌ تُخْرِجُ ‌به‌ ‌ما‌ ‌هو‌ آتٍ ، ‌و‌ تُوَسِّعُ ‌به‌ فِي الْأَقْوَاتِ ، سَحَاباً مُتَرَاكِماً هَنِيئاً مَرِيئاً طَبَقاً مُجَلْجَلًا ، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ ، ‌و‌ ‌لا‌ خُلَّبٍ بَرْقُهُ . «4» اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيعاً مُمْرِعاً عَرِيضاً وَاسِعاً غَزِيراً ، تَرُدُّ ‌به‌ النَّهِيضَ ، ‌و‌ تَجْبُرُ ‌به‌ الْمَهِيضَ «5» اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْياً تُسِيلُ مِنْهُ الظِّرَابَ ، ‌و‌ تَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبَابَ ، ‌و‌ تُفَجِّرُ ‌به‌ الْأَنْهَارَ ، ‌و‌ تُنْبِتُ ‌به‌ الْأَشْجَارَ ، ‌و‌ تُرْخِصُ ‌به‌ الْأَسْعَارَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ ، ‌و‌ تَنْعَشُ ‌به‌ الْبَهَائِمَ ‌و‌ الْخَلْقَ ، ‌و‌ تُكْمِلُ لَنَا ‌به‌ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ ، ‌و‌ تُنْبِتُ لَنَا ‌به‌ الزَّرْعَ ‌و‌ تُدِرُّ ‌به‌ الضَّرْعَ ‌و‌ تَزِيدُنَا ‌به‌ قُوَّةً إِلَي قُوَّتِنَا . «6» اللَّهُمَّ ‌لا‌ تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سَمُوماً ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنَا رُجُوماً ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْ مَاءَهُ عَلَيْنَا أُجَاجاً . «7» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ ارْزُقْنَا ‌من‌ بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ ‌و‌ الْأَرْضِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ
 
 اللغه:
 الاستسقاء: استفعال بمعنى طلب السقى ‌و‌ يقال استسقيت فلانا اذا طلبت منه ‌ان‌ يسقيك.
 الجدب: المحل ‌و‌ القحط.
 عند الشدائد ‌و‌ ‌فى‌ الازمات... عندما تمنع السماء قطرها ‌و‌ الارض خيرها... عندما تضيق بهذا الانسان الحياه مع رحبها وسعتها ‌و‌ يتعذر عليه القوت ‌و‌ ضروريات العيش، عندها يتصل بالله قهرا عنه... يرفع اليه يديه بالدعاء... يبتهل... يتضرع... يستغيث... يناجى... يطلب ‌من‌ الله بحراره ‌و‌ صدق ‌ان‌ يرحمه ‌و‌ يرزقه ‌و‌ يدر عليه ‌من‌ عطائه ‌و‌ خيره ‌و‌ فيض جوده... ‌و‌ عندما يرى الله صدق العبد ‌و‌ صحه توجهه اليه عندما يرى ذله ‌و‌ مسكنته... يرسل ابواب رحمته ‌من‌ كرمه... يرسل السماء عليه مدرارا ‌و‌ يامر الارض ‌ان‌ تخرج له كنوزها فتدب الحياه ‌فى‌ الاموات ‌و‌ ينتعش ميت البلاد... انها رحمه الله ‌و‌ قدرته تتجسد ‌فى‌ صلاه الاستسقاء.
 
 صلاه الاستسقاء:
 
 صلاه الاستسقاء... صلاه يطلب بها ‌ان‌ يرسل الله المطر على قوم اجدبوا ‌و‌ ضاقت بهم سبل الحياه... عندما تشح السماء بعطائها فتمنع قطرها يتوجه هذا الانسان بهذا الصلاه الى الله فتنفتح ابواب الرحمه الالهيه فينزل الغيث ‌و‌ تروى البلاد ‌و‌ العباد ‌و‌ الحيوانات ‌و‌ البهائم ‌و‌ تعودلهم الحياه... ‌و‌ كيفيتها كما يذكرها الفقهاء رضوان الله عليهم بصوره موجزه...
 1- اولا ‌ان‌ يتوب الناس عن المعاصى ‌و‌ الاثام ‌و‌ يردوا المظالم الى اهلها.
 2- صوم ثلاثه ايام يكون ثالثها يوم الاثنين.
 3- يخرجون ‌فى‌ اليوم الثالث الى الصحراء ‌و‌ ‌ان‌ كانوا بمكه فالى المسجد الحرام حفاه ‌و‌ نعالهم ‌فى‌ ايديهم بسكينه ‌و‌ وقار متخشعين مستغفرين.
 4- يخرجون الشيوخ ‌و‌ الصبيان ‌و‌ البهائم ‌و‌ اهل الزهد ‌و‌ الصلاح.
 5- يفرقون بين الامهات ‌و‌ اولادها...
 فاذا حضروا يقولون بدل الاذان، الصلاه ثلاثا.
 يصلى الامام بالناس ركعتين يقرا ‌فى‌ الاولى بعد الحمد سوره جهرا ثم يكبر ‌و‌ يقنت عقيب كل تكبيره ‌و‌ يدعو ‌فى‌ القنوت بالاستغفار ‌و‌ طلب الغيث ‌و‌ انزال الرحمه ‌و‌ ‌من‌ الماثور قوله: اللهم اسق عبادك ‌و‌ امائك ‌و‌ بهائمك ‌و‌ انشر رحمتك ‌و‌ احى بلادك الميته ثم يكبر السادسه ‌و‌ يركع ‌و‌ يسجد سجدتين ثم يقوم الى الركعه الثانيه فيفعل مثل ‌ما‌ فعل ‌فى‌ الاولى الا ‌ان‌ التكبيرات فيها اربع ‌و‌ يقنت اربعا ايضا عقيب التكبيرات ثم يكبر الخامسه ‌و‌ يركع ‌و‌ يسجد ‌و‌ يتشهد ‌و‌ يسلم...
 فاذا فرغ ‌من‌ الصلاه يصعد المنبر ‌و‌ يحول رداءه فيجعل الذى على يمينه على يساره ‌و‌ الذى على يساره على يمينه.
 ثم يخطب بخطبتين ثم يستقبل القبله فيكبر الله مائه مره رافعا بها صوته.
 ثم يلتفت الى يمينه فيسبح الله مائه مره رافعا بها صوته.
 ثم يلتفت الى يساره فيهلل الله مائه مره رافعا بها صوته.
 ثم يستقبل الناس بوجهه فيحمد الله مائه مره رافعا بها صوته.
 ‌و‌ الناس يتابعونه ‌فى‌ الاذكار دون الالتفات الى الجهات فان سقوا ‌و‌ الا عادوا ثانيا ‌و‌ ثالثا ‌و‌ ‌ان‌ افطروا فبصوم مستانف...
 
 قد يقال:
 
 قد يقال: كيف يتم انزال المطر بالدعاء؟!... ‌و‌ هل هذا الا وهم ‌لا‌ اساس له...؟!...
 نقول: ‌ان‌ الله سبحانه ‌و‌ تعالى قادر على كل شى ء ‌و‌ ‌لا‌ يعجزه شى ء اذا اراد شيئا قال له ‌كن‌ فيكون...
 فربما جعل نزول المطر متوقفا على الدعاء... ‌و‌ طالما ‌ان‌ بيده الامور فكما ينزله ‌فى‌ الشتاء ينزله ‌فى‌ الصيف ‌و‌ كما ينزله بدون دعاء ينزله بالدعاء...
 نعم اذا قيل كيف ينزله بلا غيم؟
 قلنا: لم نقل ذلك بل ‌هو‌ الذى يثير الرياح فتحمل الغيم ‌و‌ ينزل منها المطر على ‌من‌ يشاء ‌من‌ عباده ‌و‌ بلاده...
 
 التجربه:
 
 ‌و‌ يروى التاريخ ‌و‌ الاحاديث ‌و‌ السيره قائمه على ‌ان‌ المسلمين قد استسقوا فسقوا ‌فى‌ زمن رسول الله برسول الله حيث يقول فيه ابوطالب:
 ‌و‌ ابيض يستسقى الغمام بوجهه
 ثمال اليتامى عصمه للارامل
 ‌و‌ استسقى المسلمون بعد النبى باهل بيته فسقوا كما ‌و‌ سقوا بعدهم بصالح المومنين ‌و‌ ‌لا‌ تزال جاريه هذه السنه الى يومنا هذا ‌فى‌ بعض البلاد الاسلاميه عندما تشح السماء ‌و‌ يمتنع الماء.
 
 ذنوب موجبه لمنع القطر:
 
 ‌فى‌ بعض الروايات ‌و‌ الاخبار ‌ان‌ الله يمنع عن الناس المطر بسبب بعض المعاصى الكبيره... لانها محرمات امرهم بالاجتناب عنها فبادروا اليها ‌و‌ انتهكوا حرمتها فعاقبهم الله بحرمانهم ‌من‌ المطر.
 - عن الصادق ع قال: اذا فشت اربعه ظهرت اربعه: اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، ‌و‌ اذا امسكت الزكاه هلكت الماشيه، ‌و‌ اذا جار الحاكم ‌فى‌ القضاء امسك المطر ‌من‌ السماء، ‌و‌ اذا خفرت الذمه نصر المشركون على المسلمين.
 - ‌و‌ عن رسول الله ص قال: خمس ‌ان‌ ادركتموهن فتعوذوا بالله منهن: لم تظهر الفاحشه ‌فى‌ قوم قط حتى يعلنوها الا ظهر فيهم الطاعون ‌و‌ الاوجاع التى لم تكن ‌فى‌ اسلافهم الذين مضوا، ‌و‌ لم ينقصوا المكيال ‌و‌ الميزان الا اخذوا بالسنين ‌و‌ شده المونه ‌و‌ جور السلطان، ‌و‌ لم يمنعوا الزكاه الا منعوا القطر ‌من‌ السماء ‌و‌ لولا البهائم لم يمطروا، ‌و‌ لم ينقضوا عهد الله ‌و‌ عهد رسوله الا سلط الله عليهم عدوهم ‌و‌ اخذوا بعض ‌ما‌ ‌فى‌ ايديهم ‌و‌ لم يحكموا بغير ‌ما‌ انزل الله الا جعل الله باسهم بينهم...
 
 بالنمله سقوا:
 
 - عن ابى عبدالله ع قال: ‌ان‌ سليمان ‌بن‌ داود خرج ذات يوم مع اصحابه ليستسقى فوجد نمله قد رفعت قائمه ‌من‌ قوائمها الى السماء ‌و‌ هى تقول: اللهم انا خلق ‌من‌ خلقك لاغناء بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بنى آدم.
 فقال سليمان لاصحابه: ارجعوا قد سقيتم بغيركم.
 
 ‌و‌ الظبيه تستغيث فتغاث:
 
 روى الرازى عن رجل انه قال: اصاب الناس ‌فى‌ بعض الازمنه قحط شديد فاضحروا يستسقون فلم يستجب لهم، قال الراوى فاتيت ‌و‌ قتئذ الى بعض الجبال فاذا بظبيه قلقه ‌من‌ كثره العطش ‌و‌ شده الهيام مبادره نحو غدير هناك، فلما وصلت الى الغدير ‌و‌ لم تجد فيها ماء تحيرت ‌و‌ اضطربت ‌و‌ رفعت راسها الى السماء تحركه ‌و‌ تنظر اليها فبينما هى كذلك رايت سحابه ارتفعت ‌و‌ امطرت حتى امتلاء الغدير فشربت منه وارتوت ثم رجعت.
 
الغيث: المطر.
 انشر علينا رحمتك: ابسطها علينا.
 المغدق: الغدق بالتحريك ماء الكثير المطر ‌و‌ اغدودق المطر كثر قطره.
 السحاب: الغيم.
 المونق: انق الشى ء راع حسنه ‌و‌ اعجب.
 الافاق: النواحى.
 اللهم اسقنا الغيث اسقنا المطر الذى نرتوى به...
 ‌و‌ انشر علينا رحمتك بغيثك المغدق ابسط علينا رحمتك التى تتجلى بكثره الخيرات بسبب مطرك الكثير... فاذا نزل المطر بكثره ازدادت البركات ‌و‌ الخيرات فاخرجت الارض ثمراتها...
 ‌من‌ السحاب المنساق لنبات ارضك المونق ‌فى‌ جميع الافاق لان الغيوم هى التى تحمل المطر ‌و‌ تسوقه الى النبات فيخضر ‌و‌ ينتعش ‌و‌ تحسن صورته ‌و‌ تعشقها العيون ‌و‌ الابصار فيطلب الامام ‌من‌ الله ‌ان‌ ينزل هذا الغيث الكثير التى تحمله الغيوم الى النباتات ‌فى‌ جميع النواحى فيحسن منظرها ‌و‌ يروق للناظرين...
 
امنن: ‌من‌ المن ‌و‌ ‌هو‌ العطاء.
 ايناع الثمره: نضجها ‌و‌ اوان قطافها.
 الزهره: نور النبات.
 السفره: جمع سفير ‌و‌ ‌هو‌ الموصل للخبر بين الطرفين ‌و‌ هنا الكتبه.
 غزره: ‌من‌ غزر بمعنى كثر.
 درره: سيلانه ‌و‌ كثرته.
 وابل: مطر شديد.
 ‌و‌ امنن على عبادك بايناع الثمره تكرم على عبادك ‌و‌ احسن اليهم بان تسلم لهم ثمراتهم ‌و‌ توصلها الى اوان نضجها حتى يستفيدوا منها ‌و‌ ينعموا بها...
 ‌و‌ احى بلادك ببلوغ الزهره بان تزهر النباتات فتلبس الارض ثوبا ورديا جميلا ‌و‌ تستفيد مخلوقاتك كل بحسبه منها فالنحله تجنى الاريج ‌و‌ اصحاب الحاجه ياخذون حاجتهم...
 ‌و‌ اشهد ملائكتك الكرام السفره احضر ملائكتك الكرام الذين ‌هم‌ واسطه بينك ‌و‌ بين عبادك ‌فى‌ ايصال الخير عن ايديهم الى خلقك... احضرهم حتى يقوموا.
 بسقى منك نافع يتولون ‌من‌ فضلك سقيهم وريهم ريا نافعا منجعا لهم ‌و‌ لدوابهم ‌و‌ لكل ‌ما‌ يفيد ‌من‌ مخلوقاتك.
 دائم غزره مستمر نزوله كثير ماوه ‌و‌ مطره حتى يروى.
 واسع درره بحيث يشمل سيلانه البقاع ‌و‌ الفيافى فيعم.
 ‌و‌ ابل سريع عاجل مطر غزير عظيم ياتى سريعا ‌و‌ هذه اوصاف للمطلوب ‌من‌ المطر.
 
الاقوات: جمع قوت ‌ما‌ يوكل.
 طبقا: ‌من‌ اطبق اذا عم.
 مجلجلا: الجلجله صوت الرعد.
 ملث: مقيم.
 ‌و‌ دقه: مطره.
 برق خلب: الخلب البرق الذى ‌لا‌ يحمل مطرا.
 تحيى ‌به‌ ‌ما‌ قد مات ‌من‌ الارض ‌و‌ ‌ما‌ فيها ‌من‌ اشجار ‌و‌ نبات ‌و‌ ازهار ‌او‌ ‌ما‌ اشرف على الموت.
 ‌و‌ ترد ‌به‌ ‌ما‌ قد فات تعوض عما فات ‌من‌ المنافع ‌و‌ الخيرات حيث كان قد جف الضرع ‌و‌ ‌قل‌ النتاج ‌و‌ غار الماء ‌و‌ لم يعد ينبت شى ء...
 ‌و‌ تخرج ‌به‌ ‌ما‌ ‌هو‌ آت ‌ما‌ سوف نزرعه ‌و‌ نغرسه ‌من‌ اشجار ‌و‌ خضار ‌و‌ زروع فيكون هذا المطر ‌هو‌ السبب لخروجها ‌و‌ نضرتها ‌و‌ ازدهارها.
 ‌و‌ توسع ‌به‌ ‌فى‌ الاقوات تجعل اقوات مخلوقاتك كثيره سابغه واسعه.
 سحابا متراكما ‌اى‌ بعضه فوق بعض فانه يكون اعظم عطاء ‌و‌ اكثر خيرا ‌و‌ نزولا...
 هنيئا مريئا طبقا مجلجلا ليس فيه سوء ‌و‌ ‌لا‌ اذى ينفع ‌و‌ يفيد سهل ميسور عام لجميع الافاق يخرج منه اصوات الرعد التى هى دليل ‌و‌ بشاره على قربه ‌و‌ وجوده ‌و‌ كثرته...
 غير ملث ‌و‌ دقه ‌و‌ ‌لا‌ خلب برقه ‌لا‌ تجعل مطره دائما مقيما لانه يفسد الزرع ‌و‌ يتلف الخيرات ‌و‌ تتعطل الاعمال ‌و‌ الاشغال ‌و‌ ‌لا‌ تجعل برقه خاليا ‌من‌ المطر بل اذا ابرق اتبعه المطر...
 
مريعا: خصيبا.
 ممرعا: مخصبا.
 النهيض: ‌من‌ نهض اذا قام ‌و‌ استوى.
 المهيض: المكسور بعد الجبور.
 اللهم اسقنا غيثا مغيثا اللهم اسقنا مطرا يغيثنا ‌و‌ يعيننا على مشقات الحياه ‌و‌ اتعابها ‌و‌ ‌ما‌ انتابنا ‌من‌ هموم الجدب ‌و‌ القحط...
 مريعا ممرعا خصيبا مخصبا.
 عريضا واسعا غزيرا عريضا يعم البلاد ‌و‌ الافاق واسعا يشمل كل المناطق ‌و‌ النواحى غزيرا تروى ‌به‌ البلاد...
 ترد ‌به‌ النهيض ترد الحياه للنبات حتى يستوى بعد انخفاضه ‌و‌ يرتفع بعد ذبوله.
 ‌و‌ تجبر ‌به‌ المهيض تصلح ‌به‌ الكسير ‌من‌ النبات الذى التوى ‌من‌ قله الماء...
 
الظراب: الروابى الصغيره.
 الجباب: جمع جب ‌و‌ ‌هو‌ البئر.
 تدر: ‌من‌ الدر ‌و‌ ‌هو‌ الكثره ‌و‌ السيلان يقال ناقه درور ‌اى‌ كثيره اللبن.
 الضرع: الضرع للحيوان بمثابه الثدى للانسان.
 اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الظراب اللهم اسق بلادنا ‌و‌ ارضنا سقيا عظيما مفيدا بحيث يجرى ‌من‌ الروابى ‌و‌ التلال ‌و‌ ‌هو‌ كنايه عن كثرته ‌و‌ بركته.
 ‌و‌ تملا منه الجباب تمتلى ء ‌من‌ هذا الغيث الابار التى جفت ‌و‌ لم يعد فيها ماء ‌و‌ متى امتلات الابار سقى منها الناس ‌و‌ المواشى.
 ‌و‌ تفجر ‌به‌ الانهار ‌و‌ تنبت ‌به‌ الاشجار تخرج ينابيع الانهار بحيث تجرى ‌و‌ تروى الارض ‌و‌ البهائم ‌و‌ العباد ‌و‌ تنبت الاشجار فتخرج الى دنيا الوجود...
 ‌و‌ ترخص ‌به‌ الاسعار ‌فى‌ جميع الامصار لانه متى نزل المطر ارتوت الارض ‌و‌ اخرجت خيراتها فازدهرت المواسم ‌و‌ اتت باضعاف ‌ما‌ كانت تحمل
 ‌و‌ تعطى ‌من‌ الغلات ‌و‌ الفواكه ‌و‌ الخضار ‌و‌ متى كانت المواسم جيده ‌و‌ كثرت الخيرات تدنت الاسعار ‌فى‌ جميع الامصار التى شملها ‌و‌ عمها الخير.
 ‌و‌ تنعش ‌به‌ البهائم ‌و‌ الخلق تجدد نشاط الحيوانات ‌و‌ تقويها ‌و‌ تجعلها نشطه متحركه ‌و‌ كذلك الانسان.
 ‌و‌ تكمل لنا ‌به‌ طيبات الرزق تخرج لنا ‌به‌ ‌ما‌ طاب ‌من‌ الارزاق بان يكون طيب الطعم هنيئا مريئا...
 ‌و‌ تنبت لنا ‌به‌ الزرع تخرج ‌به‌ المزروعات ‌من‌ قمح ‌و‌ عدس ‌و‌ ارز ‌و‌ غيرها ‌من‌ النباتات.
 ‌و‌ تدر ‌به‌ الضرع تكثر ‌به‌ اللبن ‌و‌ تزيده حتى يرتوى منه العباد.
 ‌و‌ تزيدنا ‌به‌ قوه الى قوتنا فتضيف الى قوتنا التى نملكها قوه اكثر ‌و‌ اكبر حتى نستطيع مواجهه الحياه ‌و‌ التغلب على الصعاب.
 
ظله: الظل ‌من‌ السحاب ‌ما‌ وارى الشمس منه ‌او‌ سواده.
 سموما: السموم بالفتح الرياح الحاره ‌و‌ بالضم السم القاتل.
 حسوما: الحسوم بالضم الشوم ‌او‌ المتتابع.
 الصوب: نزول المطر.
 رجوما: ‌من‌ الرجم ‌و‌ ‌هو‌ الرمى بالحجاره.
 اجاجا: ملحا مرا.
 اللهم ‌لا‌ تجعل ظله علينا سموما باعتبار ‌ان‌ المطر ‌لا‌ يكون بدون غيم ‌و‌ هذا الغيم له ظلل يحجب الشمس عن الظهور ‌و‌ ‌هو‌ يحمل احد امرين اما ‌ان‌ يكون رحمه حيث ينزل المطر فترتوى الارض ‌و‌ تحيا البلاد ‌و‌ العباد ‌و‌ اما ‌ان‌ يحمل معه العذاب كما حمله لبعض الامم السالفه ممن قص ذكرهم فقال: فكذبوه فاخذهم عذاب بوم الظله فالامام يسال الله ‌ان‌ ‌لا‌ يجعله عذابا يحمل معه ريحا حارا ضارا يفتك بالاحياء...
 ‌و‌ ‌لا‌ تجعل برده علينا حسوما ‌لا‌ تجعله علينا شوما فتهلكنا به.
 ‌و‌ ‌لا‌ تجعل صوبه علينا رجوما ‌لا‌ تجعل نزوله علينا عذابا فكما ‌ان‌ المرجوم ‌و‌ ‌هو‌ المرمى بالحجاره معذب مهان فلا تجعل المطر كالرجم لنا عذابا ‌و‌ هوانا.
 ‌و‌ ‌لا‌ تجعل ماءه علينا اجاجا مرا مالحا ‌لا‌ يستساغ بل اجعله هنيئا مريئا.
 
اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ ارزقنا ‌من‌ بركات السموات ‌و‌ الارض مطرا ‌و‌ نباتا.
 انك على كل شى ء قدير بقدرتك تحول المضار الى منافع ‌و‌ المفاسد الى خيرات.
 

برچسب ها :
نظرات کاربران (0)
ارسال دیدگاه