لطفا منتظر باشید

لاهل الثغور

«1» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ حَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ ، ‌و‌ أَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ ، ‌و‌ أَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ ‌من‌ جِدَتِكَ . «2» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ كَثِّرْ عِدَّتَهُمْ ، ‌و‌ اشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ ، ‌و‌ احْرُسْ حَوْزَتَهُمْ ، ‌و‌ امْنَعْ حَوْمَتَهُمْ ، ‌و‌ أَلِّفْ جَمْعَهُمْ ، ‌و‌ دَبِّرْ أَمْرَهُمْ ، ‌و‌ وَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ ، ‌و‌ تَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ ، ‌و‌ اعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ ، ‌و‌ أَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ ، ‌و‌ الْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ . «3» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ عَرِّفْهُمْ ‌ما‌ يَجْهَلُونَ ، ‌و‌ عَلِّمْهُمْ ‌ما‌ ‌لا‌ يَعْلَمُونَ ، ‌و‌ بَصِّرْهُمْ ‌ما‌ ‌لا‌ يُبْصِرُونَ . «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ ، ‌و‌ امْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، ‌و‌ لَوِّحْ مِنْهَا لِأَبْصَارِهِمْ ‌ما‌ أَعْدَدْتَ فِيهَا ‌من‌ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ ‌و‌ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ ‌و‌ الْحُورِ الْحِسَانِ ‌و‌ الْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ ‌و‌ الْأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الَّثمَرِ حَتَّى ‌لا‌ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْاِدْبَارِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَارٍ . «5» اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ ، ‌و‌ اقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ ، ‌و‌ فَرِّقْ بَيْنَهُمْ ‌و‌ بَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، ‌و‌ اخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ ، ‌و‌ بَاعِدْ بَيْنَهُمْ ‌و‌ بَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ ، ‌و‌ حَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ ، ‌و‌ ضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ ، ‌و‌ انْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ ، ‌و‌ امْلَأْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ ، ‌و‌ اقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ ، ‌و‌ اخْزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ ، ‌و‌ شَرِّدْ بِهِمْ ‌من‌ خَلْفَهُمْ ‌و‌ نَكِّلْ بِهِمْ ‌من‌ وَرَاءَهُمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَاعَ ‌من‌ بَعْدَهُمْ . «6» اللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ ، ‌و‌ يَبِّسْ أَصْلَابَ رِجَالِهِمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ ‌و‌ أَنْعَامِهِمْ ، ‌لا‌ تَأْذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْرٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ لِأَرْضِهِمْ فِي نَبَاتٍ . «7» اللَّهُمَّ ‌و‌ قَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ حَصِّنْ ‌به‌ دِيَارَهُمْ ، ‌و‌ ثَمِّرْ ‌به‌ أَمْوَالَهُمْ ، ‌و‌ فَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ ، ‌و‌ عَنْ مُنَابَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ حَتَّى ‌لا‌ يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ غَيْرُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُعَفَّرَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ . «8» اللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ نَاحِيَةٍ ‌من‌ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ‌من‌ بِإِزَائِهِمْ ‌من‌ الْمُشْرِكِينَ ، ‌و‌ أَمْدِدْهُمْ بِمَلَائِكَةٍ ‌من‌ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُوهُمْ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ قَتْلًا فِي أَرْضِكَ ‌و‌ أَسْراً ، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي ‌لا‌ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَکَ ‌لا‌ شَرِيکَ لَکَ . «9» اللَّهُمَّ ‌و‌ اعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلَادِ ‌من‌ الْهِنْدِ ‌و‌ الرُّومِ ‌و‌ التُّرْكِ ‌و‌ الْخَزَرِ ‌و‌ الْحَبَشِ ‌و‌ النُّوبَةِ ‌و‌ الزَّنْجِ ‌و‌ السَّقَالِبَةِ ‌و‌ الدَّيَالِمَةِ ‌و‌ سَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ ، الَّذِينَ تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ ‌و‌ صِفَاتُهُمْ ، ‌و‌ قَدْ أَحْصَيْتهم بِمَعْرِفَتِکَ ، ‌و‌ أَشْرَفْتَ عَلَيْهِمَ بِقُدْرَتِکَ . «10» اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ ، ‌و‌ خُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ ، ‌و‌ ثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الِاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ . «11» اللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ ‌من‌ الْأَمَنَةِ ، ‌و‌ أَبْدَانَهُمْ ‌من‌ الْقُوَّةِ ، ‌و‌ أَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الِاحْتِيَالِ ، ‌و‌ أَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ ، ‌و‌ جَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ ، ‌و‌ ابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ بِبَأْسٍ ‌من‌ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ ، تَقْطَعُ ‌به‌ دَابِرَهُمْ ‌و‌ تَحْصُدُ ‌به‌ شَوْكَتَهُمْ ، ‌و‌ تُفَرِّقُ ‌به‌ عَدَدَهُمْ . «12» اللَّهُمَّ ‌و‌ امْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ ، ‌و‌ أَطْعِمَتَهُمْ بِالْأَدْوَاءِ ، ‌و‌ ارْمِ بِلَادَهُمْ بِالْخُسُوفِ ، ‌و‌ أَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ ، ‌و‌ افْرَعْهَا بِالُْمحُولِ ، ‌و‌ اجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ ‌و‌ أَبْعَدِهَا عَنْهُمْ ، ‌و‌ امْنَعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ ‌و‌ السُّقْمِ الْأَلِيمِ . «13» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ ‌من‌ أَهْلِ مِلَّتِكَ ، أَوْ مُجَاهِدٍ جَاهَدَهُمْ ‌من‌ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الْأَعْلَى ‌و‌ حِزْبُكَ الْأَقْوَى ‌و‌ حَظُّكَ الْأَوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ ، ‌و‌ هَيِّىْ لَهُ الْأَمْرَ ، ‌و‌ تَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ ، ‌و‌ تَخَيَّرْ لَهُ الْأَصْحَابَ ، ‌و‌ اسْتَقْوِ لَهُ ، الظَّهْرَ ، ‌و‌ أَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ ، ‌و‌ مَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ ، ‌و‌ أَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ ، ‌و‌ أَجِرْهُ ‌من‌ ‌غم‌ الْوَحْشَةِ ، ‌و‌ أَنْسِهِ ذِکْرَ الْاَهْلِ ‌و‌ الْوَلَدِ . «14» ‌و‌ أْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ ، ‌و‌ تَوَلَّهُ بِالْعَافِيَةِ ، ‌و‌ أَصْحِبْهُ السَّلَامَةَ ، ‌و‌ أَعْفِهِ ‌من‌ الْجُبْنِ ، ‌و‌ أَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ ، ‌و‌ ارْزُقْهُ الشِّدَّةَ ، ‌و‌ أَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ ، ‌و‌ عَلِّمْهُ السِّيَرَ ‌و‌ السُّنَنَ ، ‌و‌ سَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ ، الْجُرْأَةَ اَعْزِلْ عَنْهُ الرِّيَاءَ ، ‌و‌ خَلِّصْهُ ‌من‌ السُّمْعَةِ ، ‌و‌ اجْعَلْ فِكْرَهُ ‌و‌ ذِکْرَهُ ‌و‌ ظَعْنَهُ ‌و‌ اِقَامَتَهُ ، فِيِکَ ‌و‌ لَکَ . «15» فَإِذَا صَافَّ عَدُوَّكَ ‌و‌ عَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ ، ‌و‌ صَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ ، ‌و‌ أَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُدِلْهُمْ مِنْهُ ، فَإِنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ ، ‌و‌ قَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الْأَسْرُ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ تَأْمَنَ أَطْرَافُ الْمُسْلِمِينَ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ . «16» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ ، أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيهِ فِي غَيْبَتِهِ ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَةٍ ‌من‌ مَالِهِ ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَادٍ ، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَادٍ ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً ، أَوْ رَعَى لَهُ ‌من‌ وَرَائِهِ حُرْمَةً ، فَآجِرْ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ ‌و‌ مِثْلًا بِمِثْلٍ ، ‌و‌ عَوِّضْهُ ‌من‌ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ ‌به‌ نَفْعَ ‌ما‌ قَدَّمَ ‌و‌ سُرُورَ ‌ما‌ أَتَى ‌به‌ ، إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ ‌به‌ الْوَقْتُ إِلَى ‌ما‌ أَجْرَيْتَ لَهُ ‌من‌ فَضْلِكَ ، ‌و‌ أَعْدَدْتَ لَهُ ‌من‌ كَرَامَتِكَ . «17» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَهَمَّهُ أَمْرُ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ أَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ فَنَوَى غَزْواً ، أَوْ ‌هم‌ بِجِهَادٍ فَقَعَدَ ‌به‌ ضَعْفٌ ، أَوْ أَبْطَأَتْ ‌به‌ فَاقَةٌ ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إِرَادَتِهِ مَانِعٌ فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِي الْعَابِدِينَ ، ‌و‌ أَوْجِبْ لَهُ ثَوَابَ الُْمجَاهِدِينَ ، ‌و‌ اجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ ‌و‌ الصَّالِحِينَ . «18» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، صَلَاةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ ، صَلَاةً ‌لا‌ يَنْتَهِي أَمَدُهَا ، ‌و‌ ‌لا‌ يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ ‌ما‌ مَضَى ‌من‌ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَدٍ ‌من‌ أَوْلِيَائِكَ ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ
 
 الجهاد:
 
 ‌هو‌ القتال ‌فى‌ سبيل الله ‌و‌ ‌من‌ اجل اعلاء كلمه الله بهذا التعريف المختصر يمكن ‌ان‌ نحدد الجهاد ‌و‌ ابعاده ‌و‌ خلفياته ‌و‌ ‌ما‌ يراد منه ‌و‌ قد قلت ‌فى‌ كتاب الاربعون حديثا ‌فى‌ الحديث الثانى ‌ما‌ نصه...
 الجهاد ‌فى‌ الاسلام ‌من‌ اهم الواجبات التى حض عليها الشارع، انه القتال ‌من‌ اجل الله ‌و‌ ‌من‌ اجل عباد الله... ‌من‌ اجل ‌ان‌ ترتفع كلمه الله عاليه ‌فى‌ الارض، ‌من‌ اجل ‌ان‌ يتحرر الانسان ‌من‌ ظلم اخيه الانسان ‌و‌ اضطهاده...
 الجهاد ‌فى‌ الكتاب:
 
 ‌و‌ قد شرعه الله تعالى ‌فى‌ عده آيات ‌من‌ كتابه ‌و‌ حض المومنين عليه ‌و‌ دفعهم نحوه قال تعالى: كتب عليكم القتال ‌و‌ ‌هو‌ كره لكم ‌و‌ عسى ‌ان‌ تكرهوا شيئا ‌و‌ ‌هو‌ خير لكم ‌و‌ عسى ‌ان‌ تحبوا شيئا ‌و‌ ‌هو‌ ‌شر‌ لكم ‌و‌ الله يعلم ‌و‌ انتم ‌لا‌ تعلمون.
 ‌و‌ قال تعالى: ‌و‌ قاتلوا ‌فى‌ سبيل الله الذين يقاتلونكم ‌و‌ ‌لا‌ تعتدوا ‌ان‌ الله ‌لا‌ يحب المعتدين.
 ‌و‌ قال تعالى: ‌يا‌ ايها النبى جاهد الكفار ‌و‌ المنافقين ‌و‌ اغلظ عليهم ‌و‌ ماواهم جهنم ‌و‌ بئس المصير.
 
 الجهاد ‌فى‌ السنه:
 
 ‌لا‌ نريد ‌ان‌ نذكر كل ‌ما‌ جاء ‌فى‌ هذا الباب ‌و‌ ‌ما‌ فصله رسول الله ‌و‌ الائمه ‌و‌ لكن هذه عينات ‌من‌ ذلك...
 1- قال رسول الله ص: فوق كل ذى ‌بر‌ بر حتى يقتل ‌فى‌ سبيل الله، فاذا قتل ‌فى‌ سبيل الله فليس فوقه بر...
 2- قال رسول الله ص: الخير كله ‌فى‌ السيف ‌و‌ تحت السيف ‌و‌ ‌فى‌ ظل السيف.
 3- قال الامام اميرالمومنين ع: اما بعد فان الجهاد باب ‌من‌ ابواب الجنه فمن تركه رغبه عنه البسه الله الذل ‌و‌ سيم الخسف ‌و‌ ديث بالصغار.
 4- ‌و‌ قال الصادق ع قال رسول الله ص: للجنه باب يقال له باب المجاهدين يمضون اليه فاذا ‌هو‌ مفتوح ‌و‌ ‌هم‌ متقلدون بسيوفهم ‌و‌ الجمع ‌فى‌ الموقف ‌و‌ الملائكه ترحب بهم قال: فمن ترك الجهاد البسه الله ذلا ‌و‌ فقرا ‌فى‌ معيشته ‌و‌ محقا ‌فى‌ دينه، ‌ان‌ الله اغنى اعز امتى بسنابك خيلها ‌و‌ مراكز رماحها...
 
 الغايه ‌من‌ الجهاد:
 
 ‌و‌ الجهاد ‌فى‌ الاسلام ‌لا‌ يعنى بوجه ‌من‌ الوجوه السيطره على الناس ‌و‌ استعبادهم بل ‌هو‌ ‌من‌ اجل دحر الطواغيت المتسلطين على رقاب الناس الذين يفرضون سلطانهم عليهم ‌و‌ يمارسون الظلم ‌و‌ القهر ‌و‌ لذا عندما يتحرر الانسان ‌و‌ ينطلق بكلمه الاسلام يصبح ‌فى‌ عداد المسلمين له ‌ما‌ لهم ‌و‌ عليه ‌ما‌ عليهم ‌و‌ ‌لا‌ يجوز التعدى عليه باى شكل بل يحفظ دمه ‌و‌ ماله ‌و‌ عرضه.
 ‌و‌ ليس القتال ‌من‌ اجل المال ‌و‌ الغنيمه فان المسلم ابعد ‌ما‌ يكون عن هذا المتاع الحقير...
 ‌و‌ ليس القتال ‌من‌ اجل امر ‌من‌ امور الدنيا ‌و‌ رسول الله يحدد ‌فى‌ جواب الاعرابى الذى ساله: الرجل يقاتل للغنيمه ‌و‌ الرجل يقاتل للذكر ‌و‌ الرجل يقاتل ليرى مكانه فمن ‌فى‌ سبيل الله؟
 فيقول النبى: ‌من‌ قاتل لتكون كلمه الله هى العليا فهو ‌فى‌ سبيل الله... اذن القتال ‌من‌ اجل الله ‌و‌ ‌من‌ اجل الاسلام ‌هو‌ الهدف الاعلى للمجاهد المسلم.
 
 الجهاد على اقسام:
 
 1- جهاد المشركين ابتداء لدعائهم الى الاسلام المعبر عنه الجهاد الابتدائى.
 2- جهاد ‌من‌ يريد غزو المسلمين ‌و‌ قتالهم ‌و‌ سلب مالهم ‌و‌ الاستيلاء على ارضهم ‌و‌ ‌هو‌ المعبر عنه بالدفاع.
 3- جهاد ‌من‌ يريد قتل نفس محترمه.
 4- جهاد البغاه على الامام ‌و‌ ‌هم‌ الخارجون عن سلطان الامام العادل.
 جهاد المشركين ابتداء:
 
 يجب نشر الاسلام ‌و‌ ايصاله الى كل الناس بحيث ‌لا‌ يبقى فرد الا ‌و‌ الدعوه الاسلاميه قد وصلته، ‌و‌ بما ‌ان‌ الطواغيت يبسطون سلطانهم على الضعفاء فلا يمكن ‌ان‌ يتم ايصال الدعوه اليهم الا بدحر الطواغيت ‌و‌ ازاله عروشهم الظالمه ‌و‌ ‌من‌ هنا يدفع الاسلام بالمسلمين الى ‌ان‌ يحطموا الاسوار المضروبه على الانسان المستضعف بازاله الحكم الكافر الذى يقف سدا بين الدعوه ‌و‌ بينهم ‌و‌ يتعين على المسلمين ‌ان‌ يشنوا الحرب ‌لا‌ زاله هذا الحكم الكافر ‌و‌ لكن قبل البدء بالحرب يجب ‌ان‌ يتوجه الدعاه الى ايضاح الاسلام ‌و‌ بيانه ‌و‌ شرح احكامه ‌و‌ خصوصياته فاذا رفضت الحكومه الظالمه ‌ان‌ تذعن لحكم الله ‌و‌ ارادته عندها تشن الحرب عليها.
 ‌و‌ هذه الحرب هدفها الاول ‌و‌ الاخير ‌ان‌ تجعل الناس مسلمين يدينون لله ‌فى‌ كل ‌ما‌ امر ‌و‌ نهى ‌و‌ يجب تنفيذها متى راى الامام المصلحه ‌فى‌ شنها عليهم بدون تحديد لعددها ‌و‌ ‌كم‌ مره يجب ‌ان‌ تشن ‌فى‌ السنه ‌و‌ يشترط لاقامه الجهاد الابتدائى امور:
 1- ‌ان‌ يكون الامام موجودا ‌او‌ نائبه الخاص ‌و‌ ‌هو‌ المنصوب للجهاد فياذن ببدء المعركه.
 2- احتمال النصر ‌فى‌ المعركه.
 3- ‌ان‌ يسبق المعركه تعريف الاسلام للاعداء حتى اذا رفضوه قامت الحجه عليهم ‌و‌ جاز قتالهم.
 ‌و‌ يجب هذا الجهاد على عامه المكلفين وجوبا كفائيا فتوفر الامه ‌من‌ يقوم بهذه الفريضه ‌و‌ اذا توانت ‌او‌ تاخرت عصت ‌و‌ اثمت.
 
 شروط المجاهد:
 
 يجب ‌ان‌ تجتمع ‌فى‌ المجاهد شروط عده فاذا تمت فيه وجب عليه ‌ان‌ ينضم الى جهاد الفتح- الجهاد الابتدائى ‌و‌ هذه الشروط هى:
 1- البلوغ.
 2- العقل.
 3- الحريه فلا يجب على العبد.
 4- البصر فلا يجب على الاعمى.
 5- السلامه ‌من‌ المرض.
 6- العرج البالغ ‌حد‌ الاقعاد.
 7- الفقر بحيث ‌لا‌ يكون عنده نفقته ‌و‌ نفقه عياله.
 8- الرجوله فلا جهاد على المراه.
 
 الجهاد الدفاعى:
 
 ‌و‌ ‌هو‌ فيما لو هدد الكفار بلاد المسلمين ‌و‌ خيف ‌من‌ ‌ان‌ يكون هجومهم موجبا لمحق الدين ‌و‌ اذلال المسلمين ففى مثل ذلك تسقط جميع الشروط فيجب عندها على كل قادر ‌ان‌ يدفع عن بلاد المسلمين الصغير ‌و‌ الكبير، الذكر ‌و‌ الانثى، البالغ ‌و‌ غير البالغ، الاعمى ‌و‌ البصير، العبد ‌و‌ الحر...
 
 الدفاع عن النفس:
 
 اذا هددك احد بالقتل ‌و‌ اراد ‌ان‌ ينفذ ذلك وجب عليك ‌ان‌ تدفعه عن نفسك ‌و‌ ‌ان‌ ادى ذلك الى قتله حتى لو كان ‌من‌ المسلمين.
 
 جهاد البغاه:
 
 ‌و‌ ‌هم‌ الخارجون على حكم الامام الذين يريدون ‌ان‌ يزرعوا الرعب ‌فى‌ قلوب المسلمين ‌و‌ هولاء يجب قتالهم حتى يعودوا الى طاعه الامام ‌و‌ ‌من‌ هذا القبيل كان قتال الامام على لاهل الجمل ‌و‌ صفين.
 
 مع الدعاء:
 
 ‌و‌ الامام زين العابدين رغم انه كان يعيش ‌فى‌ ظل الحكم الظالم الذى ‌لا‌ شرعيه له ‌و‌ ‌لا‌ رصيد له ‌من‌ الاسلام يتوجه بالدعاء الى جند الاسلام... يسال الله للمجاهدين النصر ‌و‌ الغلبه على الاعداء ‌و‌ الكافرين.
 ‌و‌ هذه النظره ‌فى‌ عمقها ترجع الى ‌ان‌ الامام مع جميع الائمه كانت تهمهم قضيه الاسلام قضيه الاسلام ‌و‌ بقائه المهيمن على العالم، ‌لا‌ يرضون بانهزامه ‌و‌ انكساره ‌او‌ ضعفه اتجاه ‌اى‌ دين آخر ‌او‌ قوه مناوئه غريبه...
 فان الائمه مع عدم رضاهم عمن تولى الحكم ‌من‌ السلاطين ‌و‌ الحكام ‌و‌ كونهم ‌فى‌ نظرهم ظلمه ‌لا‌ شرعيه لهم ‌و‌ ‌لا‌ امامه لاحد منهم بل رغم توجيه الناس الى مقاطعتهم ‌و‌ عدم الدخول ‌فى‌ دولتهم ‌و‌ مساندتهم... بالرغم ‌من‌ كل ذلك كان يهمهم ‌ان‌ يبقى الاسلام قويا عزيزا غالبا منتصرا على جميع الاعداء لانهم آباء الاسلام ‌و‌ اهله ‌و‌ ‌هم‌ ‌ام‌ الصبى كما يقال ‌فى‌ المثل فاذا تنازعوا مع اخصامهم ‌و‌ لم يرضوا عنهم فليس معنى ذلك ‌ان‌ يضيع الاسلام ‌و‌ يقضى عليه بل الائمه كان همهم الاسلام ‌و‌ غايتهم هذا الدين لم يرضوا عن الحكام المسلمين ‌من‌ اجل الاسلام كذلك ‌لا‌ يرضون ‌ان‌ يضام الاسلام بحال ‌و‌ لذا يتوجه الامام بالدعاء الى المجاهدين المرابطين ‌فى‌ ثغور الاسلام...
 دعاء رائع عظيم رفيع المضمون عميق الغور جدير بكل مجاهد ‌و‌ كل مسلم ‌ان‌ يدرسه ‌و‌ يتفهمه ‌و‌ يعمل بما يستطيع ‌ان‌ يعمل منه...
 
ايده: قواه.
 الحماه: جمع حامى ‌و‌ ‌هو‌ المدافع ‌و‌ الذاب.
 اسبغ عليه نعمته: افاضها عليه ‌و‌ اتمها.
 الجده: الثروه ‌و‌ الغنى.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ حصن ثغور المسلمين بعزتك ابتدا بالصلاه على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ قدمها امام دعائه لانها مستجابه ‌و‌ الله اكرم ‌من‌ ‌ان‌ يستجيب بعض الدعاء ‌و‌ يرد البعض الاخر ‌و‌ معنى حصن ثغور المسلمين بعزتك ‌اى‌ اجعلها حصينه منيعه ‌لا‌ ينفذ منها العدو ‌و‌ ‌لا‌ يستطيع اختراقها فانك العزيز الذى ‌لا‌ تضام فاجعلها عزيزه منيعه بعزتك...
 ‌و‌ ايد حماتها بقوتك قو ‌و‌ اشدد عزيمه الحماه لتلك الثغور بقوتك التى تفيض منها القوه ‌و‌ تعطيها لمن تشاء...
 ‌و‌ اسبغ عطاياهم ‌من‌ جدتك ‌من‌ غناك وجودك اوسع عليهم بعطائك ‌و‌ اسبغ عليهم نعمتك ‌و‌ اتمها لهم...
 
حصن: اجعله حصينا ‌اى‌ منيعا ‌لا‌ يقهر.
 الثغور: جمع ثغر ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ البلاد ‌و‌ الموضع الذى يخاف منه هجوم العدو.
 
اشحذ اسلحتهم: اجعلها حاده سريعه القطع.
 الحوزه: الجانب ‌و‌ الناحيه.
 الحومه: حومه القتال اشد موضع فيه ‌و‌ حومه البحر معظمه ‌و‌ اشده.
 واتر: تابع ‌و‌ تواترت الخيل اذا جاء يتبع بعضها بعضا.
 المير: جمع ميره ‌و‌ هى جلب الطعام.
 اعضدهم: اعنهم.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ كثر عدتهم اجعل عددهم كثيرا فان الكثره تونس ‌و‌ تقوى العزيمه ‌و‌ تشجع الجبان ‌و‌ يكون معها النصر ‌فى‌ اغلب الاحيان.
 ‌و‌ اشحذ اسلحتهم اجعلها ماضيه قويه حاده تاخذ ‌من‌ العدو ماخذها فلا تكل ‌و‌ ‌لا‌ تمل...
 ‌و‌ احرس حوزتهم ‌و‌ امنع حومتهم احفظ ناحيتهم التى ‌هم‌ فيها فلا يغشاها العدو ‌و‌ اجعل مركزهم الاساسى ‌و‌ مقر قيادتهم ‌و‌ لقائهم منيعا حصينا لانه مجتمع العسكر ‌و‌ مقر القياده فاذا اصيب بخلل ‌او‌ استطاع العدو الوصول اليه فمعنى ذلك دخول الرعب الى قلوب اصحابه ‌و‌ اصابتهم بالفشل ‌و‌ الخسران...
 ‌و‌ الف جمعهم ‌و‌ دبر امرهم اجعلهم مجتمعين موحدين متكاتفين ‌و‌ اجعل امورهم بعينك فالطف بهم ‌و‌ يسر لهم ‌ما‌ فيه نجاحهم ‌و‌ صلاحهم ‌و‌ نصرهم...
 ‌و‌ واتر بين ميرهم ‌و‌ توحد بكفايه مونهم ‌اى‌ اجعل خطوط امدادهم ‌و‌ تموينهم متصله آمنه حتى يصل اليهم ‌ما‌ يحتاجون ‌و‌ ‌كن‌ انت وحدك المتكفل بكل ‌ما‌ يحتاجون اليه لمونتهم ماكلا ‌و‌ مشربا ‌و‌ ملبسا حتى ‌لا‌ يحتاجوا غيرك...
 ‌و‌ اعضدهم بالنصر ‌و‌ اعنهم بالصبر ‌و‌ الطف لهم ‌فى‌ المكر اعنهم ‌و‌ قوهم حتى يغلبوا اعداءك ‌و‌ ينتصروا عليهم ‌و‌ اعطهم الصبر ‌كى‌ يتحملوا فعاليه النفس فلا يجزعوا فينهاروا ‌و‌ يضعفوا ‌و‌ انت وفقهم للامور التى ترد كيد الاعداء ‌و‌ حيلهم ‌و‌ ‌ما‌ فيه ضرر عليهم ‌من‌ افعالهم ‌او‌ وفقهم لمعرفه دقائق الحرب ‌و‌ تفاصيلها حتى يستطيعوا بها النصر على الاعداء...
 
اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ عرفهم ‌ما‌ يجهلون عرفهم ‌من‌ الحق ‌و‌ امور الحرب ‌ما‌ لايعرفون.
 ‌و‌ علمهم ‌ما‌ لايعلمون فان العلم نور ‌و‌ ‌به‌ يستطيع الانسان ‌ان‌ يرتقى ليبلغ اعلى الدرجات ‌و‌ ارفع المقامات ‌و‌ قد ‌من‌ الله على الانسان بقوله: علم الانسان ‌ما‌ لم يعلم.
 ‌و‌ بصرهم ‌ما‌ ‌لا‌ يبصرون عرفهم ‌و‌ افتح قلوبهم على ‌ما‌ ‌لا‌ يعرفون ‌و‌ ‌لا‌ يهتدون اليه ‌و‌ هذا التاكيد ‌من‌ الامام ‌من‌ اجل ‌ما‌ ‌فى‌ الحرب ‌من‌ المكايد ‌و‌ الحيل ‌و‌ المواقع الصعبه العسيره فهو يطلب ‌من‌ الله ‌ان‌ يسددهم ‌و‌ يفتح بصائرهم ‌و‌ يهديهم الى مواقع النصر ‌و‌ الغلبه.
 
نصب اعينهم: منصوبه حذاء اعينهم ‌و‌ مواجهه لهم.
 لوح بالشى ء: ابداه ‌و‌ اظهره.
 الحور: جمع حوراء المراه البيضاء ‌من‌ الحور ‌و‌ ‌هو‌ شده البياض ‌فى‌ العين ‌و‌ شده سوادها.
 المطرده: الجاريه.
 المتدليه: المسترسله اغصانها بصنوف الثمر.
 الادبار: التولى ‌و‌ الفرار.
 القرن: النظير.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ انسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعه الغرور ‌و‌ امح عن قلوبهم خطرات المال الفتون عندما يكونون ‌فى‌ ساحات الجهاد ‌و‌ ‌فى‌ معترك القتال، عندما تبرق الاسنه ‌و‌ تتصاول الفحول عندها يحتاج الانسان الى الانقطاع عن الدنيا الخداعه الغرور ‌و‌ سميت خداعه لانها تجره الى ‌ما‌ فيها ثم تقلب له ظهر المجن ‌و‌ سميت غرورا لانها تغر الناس ببهجتها ‌و‌ زينتها ثم تتحول عنهم ‌او‌ تحولهم عنها الى الاخره ‌و‌ كذلك يدعو الامام للمجاهدين ‌ان‌ تذهب صوره المال ‌من‌ اذهانهم ‌و‌ ‌لا‌ تعود تمر ‌فى‌ مخيلتهم لئلا يجرهم ذلك الى حبه فيتوقفون عن القتال... ‌ان‌ المقاتل ‌فى‌ تلك الساعات الحرجه العظيمه يحتاج الى الانقطاع لله ‌و‌ البعد عن الدنيا ‌و‌ ‌ما‌ فيها ‌و‌ ‌ما‌ يمكن ‌ان‌ يشغل قلبه ‌و‌ يسلب لبه حتى تكون ضرباته صادقه ‌و‌ عزمه قويا نافذا...
 ‌و‌ اجعل الجنه نصب اعينهم حتى يصبحوا ‌هم‌ ‌و‌ الجنه كمن قد رآها لان الصوره الجميله اذا رآها الانسان عشقها ‌و‌ تمناها ثم بادر الى طلبها.
 ‌و‌ لوح منها لابصارهم ‌ما‌ اعددت فيها ‌من‌ مساكن الخلد ‌و‌ منازل الكرامه ‌و‌ الحور الحسان ‌و‌ الانهار المطرده بانواع الاشربه ‌و‌ الاشجار المتدليه بصنوف الثمر ‌و‌ اظهر لابصار المجاهدين بشاره ‌و‌ ترغيبا بما اعددته لهم ثم ذكر تلك الامور المرغبه ‌من‌ مساكن دائمه ‌لا‌ تزول ‌و‌ ‌لا‌ يطرا عليها الفناء ‌و‌ ‌لا‌ عنها التحويل ‌و‌ ذلك مدعاه لراحه النفس ‌و‌ سكونها ‌و‌ ‌ما‌ ‌فى‌ منازل الاخره ‌من‌ درجات الكرامه حيث يكون الانبياء ‌و‌ الشهداء ‌و‌ ‌ما‌ اعده الله ‌من‌ الحور العين ‌و‌ ‌ما‌ ‌فى‌ الجنه ‌من‌ الانهار المتتابعه باصناف الشراب فمنها اللبن ‌و‌ منها العسل ‌و‌ ‌ما‌ ‌فى‌ الجنه ايضا ‌من‌ الاشجار المثقله بالاثمار المهدله نحو الارض لخيراتها ‌و‌ سهوله الحصول عليها فان كل ذلك اعده الله للمومنين المجاهدين ‌فى‌ سبيله .
 حتى ‌لا‌ يهم احد منهم بالادبار فكانه يولى ظهره المعركه كنايه عن التخلى عنها فاذا ‌هم‌ بذلك ‌اى‌ اراده ‌و‌ تمثلت له تلك الخيرات امتنع عن الادبار ‌و‌ ترك المعركه...
 ‌و‌ ‌لا‌ يحدث نفسه عن قرنه بفرار حتى ‌لا‌ يخطر بباله ‌و‌ ‌لا‌ توسوس له نفسه ‌ان‌ يهرب ‌من‌ وجه نظيره ‌و‌ شبيهه ‌فى‌ الشجاعه ‌و‌ البطوله بل يقف ‌فى‌ وجهه ‌و‌ يضربه بسيفه بشجاعه ‌و‌ صبر حتى يرديه قتيلا ‌او‌ ياخذه اسيرا...
 
اخزم السنتهم: اشددها ‌و‌ اوثقها.
 نكل: ‌من‌ النكال ‌و‌ ‌هو‌ العقوبه.
 التشريد: الطرد ‌و‌ التفريق.
 الخزى: الذل ‌و‌ الهوان.
 اللهم افلل بذلك عدوهم اللهم بثبات المسلمين ‌و‌ صمودهم اكسر الاعداء ‌و‌ اهزمهم.
 ‌و‌ اقلم عنهم اظفارهم اجعلهم ضعفاء ‌لا‌ حول ‌و‌ ‌لا‌ قوه لهم بحيث ‌لا‌ يتمكنون ‌من‌ ايذاء المسلمين ‌و‌ تقليم الاظفار قصها ‌و‌ قطعها ‌و‌ ‌من‌ كان له اظفار استطاع بها خدش الناس ‌و‌ ايذائهم فاذا قصها امتنع عن الايذاء ‌و‌ عجز عن الضرر...
 ‌و‌ فرق بينهم ‌و‌ بين اسلحتهم اجعل اسلحتهم بعيده عنهم حتى يعجزوا عن قتال المسلمين فلا يقدروا على الدفاع عن انفسهم...
 ‌و‌ اخلع وثائق افئدتهم انزع ‌من‌ قلوبهم ‌ما‌ فيه قوتها ‌و‌ شدتها ‌و‌ شجاعتها كقله عددهم وعدتهم ‌و‌ فرار شجعانهم ‌و‌ تباطو فرسانهم...
 ‌و‌ باعد بينهم ‌و‌ بين ازودتهم اجعل المسافه طويله بينهم ‌و‌ بين مونتهم ‌و‌ ‌ما‌ يحتاجون اليه ‌من‌ الطعام حتى ‌لا‌ يستطيعوا تناوله متى ارادوا فيتجشموا مشقه السفر ‌و‌ النقل ‌و‌ ‌فى‌ ذلك ‌و‌ هن لهم ‌و‌ ضعف لقوتهم...
 ‌و‌ حيرهم ‌فى‌ سبلهم ‌و‌ ضللهم عن وجههم اجعلهم حيارى ‌لا‌ يدرون الطريق الموصل لهم الى ايذاء المسلمين ‌و‌ حربهم، ‌و‌ ‌ما‌ قصدوه ‌فى‌ توجههم نحو جيوش المسلمين فاضرب على قلوبهم بالتيه لكى ‌لا‌ يهتدوا اليه...
 ‌و‌ اقطع عنهم المدد ‌و‌ انقص منهم العدد احبس عنهم ‌ما‌ يمدهم بالقوه ‌و‌ اقطع طرق الاتصال بينهم ‌و‌ بين ‌من‌ خلفهم ممن يمدونهم بالعتاد ‌و‌ الجيش ‌و‌ المئون حتى ‌لا‌ يقوى سلطانهم ‌و‌ تشتد شوكتهم ‌و‌ كذلك قلل عددهم بما تملكه ‌من‌ الاسباب ‌و‌ هى لديك كثيره بالمرض ‌و‌ الهرب ‌و‌ الفزع ‌و‌ غيرها...
 ‌و‌ املا افئدتهم الرعب اجعل قلوبهم مملوه بالفزع ‌و‌ متى امتلا القلب فزعا ضاع عن التفكير السليم ‌و‌ لم يملك الجراه الا على الهرب ‌و‌ الفرار ‌و‌ ‌فى‌ ذلك نصر اكيد للخصم المحارب.
 ‌و‌ اقبض ايديهم عن البسط امنعهم ‌ان‌ يبطشوا بالمسلمين ‌و‌ يقهروهم ‌و‌ اجعل سلطانهم كليلا ذليلا...
 ‌و‌ اخزم السنتهم عن النطق امنع السنتهم ‌و‌ كفها عن النطق بما يضر المسلمين ‌و‌ يوثر ‌فى‌ معنوياتهم ‌و‌ يحط ‌من‌ شانهم...
 ‌و‌ شرد بهم ‌من‌ خلفهم تبعا لقوله تعالى: فاما تثقفنهم ‌فى‌ الحرب فشرد بهم ‌من‌ خلفهم لعلهم يذكرون ‌اى‌ افعل بهم ‌من‌ القتل ‌ما‌ تجعل ‌به‌ ‌من‌ خلفهم ‌من‌ جيوش المشركين مفرقين ممزقين مشردين حيث يرون ‌ما‌ ‌حل‌ بجيوشهم المتقدمه فيدب فيهم الخوف ‌و‌ الرعب المستتبع لتمزيق صفوفهم ‌و‌ تفريق شملهم ‌و‌ تبديد جمعهم ‌و‌ ذهاب ريحهم ‌و‌ ضياع قوتهم...
 ‌و‌ نكل بهم ‌من‌ ورائهم اجعل النصر على هولاء المواجهين للمسلمين ‌و‌ شده حر القتل فيهم عقوبه لمن ‌هم‌ ‌لا‌ يزالون ‌فى‌ ديارهم يستعدون لقتالهم فان ‌من‌ قتل اخوه ‌او‌ ابوه ‌او‌ قريبه يحس بلوعه ‌فى‌ قلبه ‌و‌ حسره ‌فى‌ نفسه ‌و‌ يشكل ذلك عقوبه ‌و‌ قصاصا له...
 ‌و‌ اقطع بخزيهم اطماع ‌من‌ بعدهم ‌و‌ اجعل ذل هولاء ‌و‌ هوانهم ‌و‌ فضيحتهم ‌و‌ عارهم سببا لتحطيم آمال غيرهم ‌من‌ المشركين ‌و‌ منعهم ‌من‌ اراده السوء بالمسلمين...
 
افلل: يقال فللت الجيش كسرته ‌و‌ هزمته.
 قلم اظفاره: قطع ‌ما‌ طال منها ‌و‌ ‌هو‌ كنايه عن الضعف.
 الخلع: النزع.
 الوثائق: جمع وثيقه ‌اى‌ قوى ‌و‌ ثبت.
 ازودتهم: جمع زاد على غير القياس ‌و‌ ازواد ‌هو‌ القياس ‌و‌ ‌هو‌ طعام المسافر.
 حيرهم: اجعلهم ‌لا‌ يهتدون الى مرادهم.
 السبل: جمع سبيل ‌و‌ ‌هو‌ الطريق.
 المدد: الاعانه.
 الرعب: الخوف.
 
العقم: يقال عقم الرحم اذا امتنع عن قبول الولد.
 الاصلاب: فقرات الظهر.
 اللهم عقم ارحام نسائهم ‌و‌ يبس اصلاب رجالهم اقطع نسلهم حتى ‌لا‌ يلدوا امثالهم ‌من‌ الكفار ‌و‌ المشركين ‌و‌ ‌لا‌ يخلفوا ‌من‌ بعدهم ‌من‌ يوذى المسلمين باعتبار ‌ان‌ الولد يتكون ‌من‌ ماء الرجل الذى يخرج ‌من‌ صلب الرجل ‌و‌ يقع ‌فى‌ رحم المراه فتحتضنه ‌و‌ ينمو حتى يصبح جنينا ثم يخرج طفلا الى عالم الوجود...
 ‌و‌ اقطع نسل دوابهم ‌و‌ انعامهم ‌لا‌ تجعل دوابهم التى تحملهم كافرا سهم ‌و‌ بغالهم ‌و‌ ‌لا‌ انعامهم التى ياكلون لبنها ‌و‌ لحومها ‌و‌ تقويهم على قتال المسلمين كابلهم ‌و‌ غنمهم ‌و‌ بقرهم ‌لا‌ تجعل شيئا ‌من‌ ذلك يتوالد ‌و‌ يتكاثر حتى يضعفوا ‌و‌ توهن قواهم فيتوقفوا عن حرب الاسلام ‌و‌ المسلمين.
 ‌لا‌ تاذن لسمائهم ‌فى‌ قطر ‌و‌ ‌لا‌ لارضهم ‌فى‌ نبات امنع عنهم بركات السماء ‌و‌ خيرات الارض، امنع عنهم قطر السماء ‌و‌ نبات الارض حتى يذوقوا مراره المحل ‌و‌ الحاجه فلا يفكروا الا ‌فى‌ بطونهم ‌و‌ ‌ما‌ فيه استمراريه حياتهم دون الاعتداء على المسلمين ‌و‌ القدره على محاربتهم...
 
عفر وجهه: الصقه بالعفر ‌و‌ ‌هو‌ وجه الارض ‌و‌ التراب.
 الجبهه: موضع السجود.
 اللهم وقو بذلك محال اهل الاسلام اللهم اجعل بما تحله بالكفار ‌من‌ عقم الارحام ‌و‌ يبس الاصلاب ‌و‌ القضاء على الحرث ‌و‌ النسل سببا لجعل المسلمين اهل القوه ‌و‌ القدره فان مقدار ‌ما‌ يصيب الكفار ‌من‌ المصائب ‌و‌ المتاعب ‌و‌ الانحلال ‌و‌ الضعف يكون مساعدا للمسلمين على النصر ‌و‌ يشكل لهم قوه ‌و‌ عزما...
 ‌و‌ حصن ‌به‌ ديارهم اجعل بلاد المسلمين منيعه قويه ‌لا‌ يستطيع احد ‌ان‌ يفتحها ‌او‌ يتسلط عليها ‌و‌ يغلب اهلها...
 ‌و‌ ثمر ‌به‌ اموالهم اجعل اموالهم تتضاعف ‌و‌ تزداد ارباحها لانه اذا ضعفت اسواق الكفار لقله الامطار ‌و‌ نقص الثمرات ازدهرت اسواق المسلمين ‌من‌ خلال توجه الناس اليها ‌و‌ التعامل مع اربابها ‌و‌ اهلها.
 ‌و‌ فرغهم عن محاربتهم لعبادتك فاذا اشتغل الكفار ‌فى‌ تدبير امور معاشهم ‌و‌ لم يكادوا يحصلون عليها تفرغ المسلمون الى عباده الله بدل الاشتغال بحربهم ‌و‌ الجهاد لهم ‌و‌ ‌من‌ هنا نقف على مضمون رائع للدعاء ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ الجهاد لم يكن مطلوبا لذاته ‌و‌ انما ‌من‌ اجل عباده الله ‌و‌ طاعته، ‌و‌ حالات الجهاد حالات استثنائيه يشرعها الاسلام ‌من‌ اجل ‌رد‌ الناس الى عباده الله...
 ‌و‌ عن منابذتهم للخلوه بك حتى ‌لا‌ يعبد ‌فى‌ بقاع الارض غيرك ‌و‌ ‌لا‌ تعفر لاحد منهم جبهه دونك ‌و‌ عن جهادهم ‌و‌ مقاتلتهم الى الانفراد بالله ‌و‌ الانس بمناجاته ‌و‌ ‌فى‌ الخلوه بالله ‌و‌ الانفراد ‌به‌ انقطاع الى احب محبوب ‌و‌ اعز عزيز ‌و‌ قد كان بعض الصالحين ‌و‌ الاولياء يعيشون احسن ساعاتهم عندما يخلون بالله ‌و‌ ينفردون بمناجاته ‌و‌ يعيشون ‌فى‌ رحاب وحدته... ‌ما‌ اجمل ‌و‌ اطيب تلك الوحده...
 فاذا توقفت الحرب انصرف المسلمون الى عباده الله وحده حيث ‌لا‌ يعبد غيره ‌فى‌ الارض ‌و‌ ‌لا‌ يتذلل احد لغير الواحد الديان...
 
محال: على وزن كتاب القدره ‌و‌ القوه ‌و‌ الكيد ‌و‌ اخذ الامر بالحيله.
 الحصين: المنيع.
 ديارهم: ‌من‌ الدار، البيت ‌او‌ البلد.
 المنابذه: ‌من‌ النبذ ‌و‌ ‌هو‌ الرمى ‌و‌ نبذ اليه عهده اذا رماه اليه ‌و‌ كاشفه بالحرب.
 
الغزو: الغاره على العدو.
 الناحيه: الجانب.
 الازاء: المقابله ‌و‌ المحازاه.
 المدد: التقويه ‌و‌ الاعانه.
 المردفين: المتبعين بعضهم بعضا.
 منقطع الشى ء: ‌ما‌ ينتهى اليه ذلك الشى ء.
 اللهم اغز بكل ناحيه ‌من‌ المسلمين على ‌من‌ بازائهم ‌من‌ المشركين اللهم اجعل جميع المسلمين ‌فى‌ كل جهه ‌و‌ جبهه يعلنون الحرب وقعه واحده كل جبهه على مقابلها حتى تكون حربا شامله ينتصر بها المسلمون على المشركين لان اشتعال الجبهات كلها دليل قوه المسلمين ‌و‌ اطمئنانهم الى النصر...
 ‌و‌ امددهم بملائكه ‌من‌ عندك مردفين ‌و‌ اجعل لهم مددا ‌و‌ عونا ملائكه ‌من‌ ملائكتك متتابعين كل فوج وراءه فوج.
 حتى يكشفوهم الى منقطع التراب قتلا ‌فى‌ ارضك ‌و‌ اسرا ‌او‌ يقروا بانك انت الله الذى ‌لا‌ اله الا انت وحدك ‌لا‌ شريك لك فيهزم المسلمون للمشركين ‌و‌ تبقى هزيمتهم ‌فى‌ جميع الارض حتى ‌لا‌ يبقى مشرك الا قتيلا ‌او‌ اسيرا يعلن اسلامه ‌و‌ يتشهد بتوحيد الله ‌و‌ الاعتراف ‌به‌ الها واحدا ‌لا‌ شريك له...
 
اللهم ‌و‌ اعمم بذلك اعداءك ‌فى‌ اقطار البلاد اسالك ‌يا‌ رب ‌ان‌ تكون هزيمه المشركين عامه ‌فى‌ جميع البلاد ‌و‌ الاصقاع ثم اشار الى بعض البلاد التى فيها الكفار ‌او‌ اغلب اهلها منهم.
 ‌من‌ الهند ‌و‌ الروم بوذيين ‌و‌ هندوس ‌و‌ كفار ‌و‌ جميع الاصناف التى تعيش ‌فى‌ الهند ‌و‌ ‌لا‌ تعرف الله ‌و‌ اما الروم فهم النصارى الذين كانوا يومها يسكنون ‌فى‌ سوريه ‌و‌ نواحيها.
 ‌و‌ الترك ‌و‌ الخزر ‌و‌ الخزر قوم يسكن القفقاز.
 ‌و‌ الحبش ‌و‌ النوبه ‌و‌ هما ‌فى‌ افريقيا قريبا ‌من‌ ‌خط‌ الاستواء ‌و‌ ‌من‌ الاولى بلال الحبشى.
 ‌و‌ الزنج ‌و‌ ‌هم‌ السود الذين يعيشون ‌فى‌ افريقيا ‌و‌ ‌لا‌ يتعرفون على الله.
 ‌و‌ السقالبه شعب تتاخم بلادهم بلاد الخزر ‌و‌ قسطنطينه.
 ‌و‌ الديالمه قوم يسكنون الجبل ‌من‌ بلاد جيلان ‌فى‌ ايران.
 ‌و‌ سائر امم الشرك الذين تخفى اسماوهم ‌و‌ صفاتهم ‌و‌ قد احصيتهم بمعرفتك ‌و‌ اشرفت عليهم بقدرتك ‌و‌ جميع جماعات الالحاد ‌و‌ الشرك ‌و‌ ‌ما‌ بقى ‌من‌ الكفار ممن نجهل اسماءهم ‌و‌ ‌لا‌ نعرف صفاتهم ‌و‌ خفيت عنهم مشخصاتهم فانك تعرف عددهم ‌و‌ قد احصيتهم بمعرفتك ‌و‌ اطلعت عليهم بما عندك ‌من‌ قدره ‌و‌ قوه تعرف بها جميع مخلوقاتك...
 
ثبطه عنه: اذا شغله عنه واقعده.
 الاحتشاد: الاجتماع.
 اللهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول اطراف المسلمين اللهم اجعل الفتنه فيما بينهم ‌و‌ الحرب قائمه على قدم ‌و‌ ساق مع جماعاتهم حتى يشغلهم ذلك ‌و‌ يمنعهم ‌من‌ الهجوم على اطراف الدوله الاسلاميه ‌و‌ يرفع حروبهم عن المسلمين المتواجدين ‌فى‌ الثغور ‌و‌ منافذ الاسلام...
 ‌و‌ خذهم بالنقص عن تنقصهم اصبهم بوباء ‌و‌ مرض ياخذهم شيئا فشيئا ‌و‌ ‌لا‌ تذرهم يشنون الحرب على المسلمين ‌و‌ يقللون ‌من‌ اعدادهم...
 ‌و‌ ثبطهم بالفرقه عن الاحتشاد عليهم اجعل الفرقه ‌و‌ التشتت فيما بينهم حتى يقعدوا عن الاجتماع لحرب المسلمين...
 
اخليت الاناء: جعلته خاليا ‌اى‌ فارغا.
 الامنه: الامن ‌و‌ ‌هو‌ عدم توقع المكروه.
 ذهل: غفل.
 الوهن: الضعف.
 الاركان: الجوانب المعتمده.
 جبنهم: اجعلهم جبناء.
 المقارعه: ‌من‌ القرع ‌و‌ ‌هو‌ الضرب.
 الباس: الشده ‌و‌ القوه.
 الدابر: الاخر ‌و‌ قطع دابرهم اذا استاصلهم ‌و‌ لم يترك منهم احدا.
 اللهم اخل قلوبهم ‌من‌ الامنه ‌و‌ ابدانهم ‌من‌ القوه اللهم اجعلهم ‌فى‌ حاله انهيار معنويه ‌و‌ ماديه فمعنويا ‌لا‌ تجعل ‌فى‌ قلوبهم الامن ‌و‌ الاستقرار بل اجعل محل ذلك الهلع ‌و‌ الفزع ‌و‌ الخوف المودى ذلك الى انهيار المعنويات الذى ‌هو‌ اقوى ‌من‌ الانهيار المادى، ‌و‌ اما الانهيار المادى فاجعل ابدانهم ضعيفه ‌لا‌ قوه فيها ‌و‌ ‌لا‌ قدره لها على ممارسه الحرب ‌و‌ القيام باعباء القتال...
 ‌و‌ اذهل قلوبهم عن الاحتيال اجعل قلوبهم غافله ‌لا‌ تهتدى الى المواطن الدقيقه عند المسلمين ‌و‌ ‌لا‌ تصل الى الثغرات التى يمكن ‌ان‌ تكون عندهم وسيله للدخول الى ضررهم ‌و‌ ‌ما‌ فيه ايذاوهم.
 ‌و‌ اوهن اركانهم عن منازله الرجال ‌و‌ جبنهم عن مقارعه الابطال اجعل الضعف ‌فى‌ ‌ما‌ فيه قوتهم كايديهم حتى ‌لا‌ يحاربوا المسلمين ‌و‌ الق الخوف ‌فى‌ قلوبهم حتى ‌لا‌ يواجهوا ابطال المسلمين ‌و‌ ‌لا‌ ينازلوهم ‌فى‌ ساحات القتال...
 ‌و‌ ابعث عليهم جندا ‌من‌ ملائكتك بباس ‌من‌ باسك كفعلك يوم بدر تقطع ‌به‌ دابرهم ‌و‌ تحصد ‌به‌ شوكتهم ‌و‌ تفرق ‌به‌ عددهم اللهم ‌ان‌ جنودك كثيره ‌و‌ ‌لا‌ يحصى جنود ربك الا ‌هو‌ فابعث عليهم ‌من‌ ملائكتك الاشداء الذين تعطيهم ‌من‌ قوتك ‌و‌ قدرتك كما بعثت للمسلمين ‌من‌ ملائكتك يوم بدر فان الحاجه واحده ارسل اليهم ملائكه يقضون على البقيه الباقيه منهم ‌و‌ الذين ‌هم‌ مدد لهم ‌و‌ معونه ‌و‌ يقضون على قوتهم ‌و‌ قدرتهم فيتوزعوا ايادى سبا ‌لا‌ يجتمعون ‌و‌ ‌لا‌ ياتلفون ‌و‌ ‌لا‌ يلتقون...
 
 معركه بدر:
 
 ‌و‌ معركه بدر هى اولى المعارك الاسلاميه ‌و‌ قد كانت بين المسلمين ‌و‌ كفار مكه القرشين ‌فى‌ السابع عشر ‌من‌ شهر رمضان سنه 2 للهجره ‌و‌ ذلك ‌ان‌ المسلمين ارادوا ‌ان‌ يهددوا قريشا ‌فى‌ اموالها ‌من‌ جهه ‌و‌ ارادوا ‌ان‌ يلقوا ‌فى‌ روعها ‌ان‌ المسلمين الذين خرجوا بالامس ‌و‌ ‌هم‌ ضعفاء قد اضحوا قوه تستطيع ‌ان‌ تواجههم ‌من‌ جهه اخرى ‌و‌ لذا ندب رسول الله المسلمين ‌ان‌ يخرجوا لملاقاه القافله التجاريه لقريش فخرجوا جميعا بدون قصد قتال ‌و‌ لكن القافله بقياده ابى سفيان انحرفت عن الطريق ‌و‌ وصلت الى مكه التى وصلها النبا المفجع بتعرض المسلمين لاموالها فلم تقبل الا ‌ان‌ تودب المسلمين ‌و‌ تردع ‌من‌ تسول له نفسه يوما ‌ان‌ يتعرض لاموالها فلذا قررت ‌ان‌ تخرج الى موقع بدر ‌و‌ ‌هو‌ مكان بين مكه ‌و‌ المدينه فتاكل ‌و‌ تشرب ‌و‌ يسمع بذلك العرب فيها بونها ‌و‌ هناك دارت المعركه بين المسلمين الذين ‌لا‌ يتجاوز عددهم ثلاثمائه ‌و‌ ثلاثه عشر رجلا يقابلهم تسعمائه ‌و‌ خمسون رجلا ‌من‌ المشركين بعدتهم ‌و‌ عددهم ‌و‌ قد انتصر المسلمون انتصارا باهرا ‌و‌ حققوا معجزه عظيمه اعانتهم الملائكه ‌فى‌ حربهم.
 
مزج الشى ء بالشى ء: خلطه به.
 الوباء: المرض المعدى.
 الادواء: جمع داء ‌و‌ ‌هو‌ المرض.
 الخسوف: ‌من‌ الخسف ‌و‌ ‌هو‌ غور الارض.
 الح على الشى ء: اذا لزمه ‌و‌ داوم عليه.
 القذوف: ‌من‌ القذف ‌و‌ ‌هو‌ الرمى.
 افرعها: ‌من‌ الفرع ‌و‌ ‌هو‌ الضرب.
 المحول: ‌من‌ المحل ‌و‌ ‌هو‌ الجدب.
 المير: الطعام.
 احص: ‌من‌ الحص ‌و‌ ‌هو‌ حلق الشعر ‌و‌ منه المحاصه داء يتناثر منه شعر الراس.
 السقم: المرض.
 اللهم ‌و‌ امزج مياههم بالوباء ‌و‌ اطعمتهم بالادواء اللهم اجعل ‌فى‌ مياههم ‌و‌ اطعمتهم الامراض التى تفتك بابدانهم ‌و‌ اجسامهم بان تكون موبوءه مجرثمه تقضى على سلامتهم ‌و‌ تنشر الامراض المعديه الفتاكه التى تنتقل بسرعه ‌من‌ واحد الى آخر...
 وارم بلادهم بالخسوف اجعلها تفور بهم فلا يبقى منهم احد بان تصاب بالخسف ‌و‌ الزلزل ‌و‌ الانهيارات ‌و‌ غيرها...
 ‌و‌ الح عليها بالقذوف ادم عليهم انواع البلايا ‌و‌ المصائب ‌و‌ شتى اصناف الخراب ‌و‌ الدمار حتى يشتغلوا بانفسهم عن عبادك.
 ‌و‌ افرعها بالمحول ‌و‌ اقض عليها بالجدب ‌و‌ القحط ‌و‌ قله المطر.
 ‌و‌ اجعل ميرهم ‌فى‌ احص ارضك ‌و‌ ابعدها عنهم ‌و‌ امنع حصونها منهم اجعل طعامهم ‌و‌ ‌ما‌ يحتاجون اليه ‌من‌ القوت ‌فى‌ اشد ارضك محلا وجدبا ‌و‌ قحطا حتى ‌لا‌ يشبعوا ‌و‌ ‌لا‌ يستفيدوا منها ‌و‌ اجعلها ‌فى‌ ابعد ارضك عنهم حتى يتكلفوا بذلك مشقه شديده ‌و‌ عذابا اليما ‌و‌ اجعلها ‌فى‌ اشد الحصون منعه حتى ‌لا‌ يصلوا اليها ‌و‌ ‌لا‌ يقدروا على قهرها ‌و‌ الدخول اليها ‌و‌ جلبها بسهوله ‌و‌ يسر...
 اصبهم بالجوع المقيم ‌و‌ السقم الاليم اجعل الجوع ‌من‌ نصيبهم الدائم القائم كما تجعل المرض الشديد عليهم ‌و‌ بعباره اخرى اضرب عليهم بالجوع ‌و‌ المرض ‌و‌ هما علتان ‌من‌ اشد ‌و‌ اقسى آلام الحياه.
 
المله: الدين.
 السنه: الطريقه والدين.
 الحظ: النصيب ‌و‌ السهم.
 لقه اليسر: اعطه التسير ‌و‌ السهوله.
 الظهر: المركوب ‌من‌ الدواب.
 اسبغ: اوسع.
 اطفات النار: اخمدتها.
 اجاره: امنه.
 الوحشه: ‌ضد‌ الانس.
 اللهم ‌و‌ ايما غاز غزاهم ‌من‌ اهل ملتك ‌او‌ مجاهد جاهدهم ‌من‌ اتباع سنتك ليكون دينك الاعلى ‌و‌ حزبك الاقوى ‌و‌ حظك الاوفى فمطلق غاز قصد عدوك بالحرب ‌و‌ القتال ‌او‌ مجاهد قصد عدوك ‌او‌ قصده عدوك ‌و‌ كان هذا الغازى ‌من‌ اهل الاسلام ‌و‌ اتباع الرسول الامين ‌و‌ كانت نيته ‌فى‌ سبيل دينك ‌من‌ اجل ‌ان‌ يكون ‌هو‌ المهيمن ‌و‌ الحاكم ‌و‌ ‌من‌ اجل ‌ان‌ تكون كلمه الله هى العليا.
 فلقه اليسر ‌و‌ هيى ء له الامر ‌و‌ توله بالنجح ‌و‌ تخير له الاصحاب ‌و‌ استقو له الظهر ‌و‌ اسبغ عليه ‌فى‌ النفقه ‌و‌ دعا له بما ‌هو‌ خارج عن نفسه مما يساعده على النصر ‌و‌ اعلاء كلمه الله... ‌من‌ ‌ان‌ تكون اموره ميسره ‌لا‌ عسر فيها ‌و‌ تتهيا اسباب نجاحه ‌و‌ فوزه ‌من‌ العده ‌و‌ العدد ‌و‌ ‌ان‌ تكون له الاصحاب المختاره التى اجتمعت فيها النجده ‌و‌ الشجاعه ‌و‌ الجراه ‌و‌ الاقدام ‌و‌ ‌ان‌ يوفر الله له الظهر القوى ‌من‌ الدواب ‌فى‌ القديم ‌او‌ الدبابات ‌و‌ الطائرات ‌فى‌ العصر الحديث ‌و‌ ‌ان‌ يوسع عليه ‌فى‌ النفقه التى هى المونه بحيث تكون حاجاته الماديه كلها متوفره...
 ‌و‌ متعه بالنشاط ‌و‌ اطف عنه حراره الشوق ‌و‌ اجره ‌من‌ ‌غم‌ الوحشه اجعله نشيطا قويا ‌فى‌ بدنه حتى يودى ‌ما‌ عليه مسرورا فرحا ‌و‌ اخمد جذوه الشوق الى ‌من‌ يحب ‌و‌ ‌ما‌ يحب ‌من‌ زينه الحياه الدنيا ‌و‌ بهجتها ‌و‌ ادفع عنه ‌ما‌ يصيبه ‌من‌ الحزن ‌و‌ الجزع ‌من‌ جراء وحدته ‌و‌ عدم ‌من‌ يونسه.
 ‌و‌ انسه ذكر الاهل ‌و‌ الولد فمتى نسيهما اقبل على الجهاد بجد ‌و‌ نشاط ‌و‌ توجه الى الله بخالص نيته ‌و‌ صفاء قلبه.
 
الجراه: الشجاعه.
 سدده: ‌من‌ السداد ‌و‌ ‌هو‌ الصواب.
 الظعن: الارتحال.
 ‌و‌ اثر له حسن النيه علمه ‌ما‌ اثر وروى ‌و‌ ورد عن النبى ‌من‌ النيه الحسنه التى تورد صاحبها الى الجنه كما ورد ‌فى‌ الحديث عن رسول الله حيث قال: انما الاعمال بالنيات ‌و‌ لكل امرى ء ‌ما‌ نوى فمن غزا ابتغاء ‌ما‌ عند الله فقد وقع اجره على الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ ‌من‌ غزا يريد عرض الدنيا ‌او‌ نوى عقالا لم يكن
 
قالوا: كنا نعمل لغير الله فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممن عملتم له.
 - ‌و‌ عن على ‌بن‌ سالم قال: سمعت اباعبدالله ع يقول:
 قال الله تعالى: انا اغنى الاغنياء عن الشريك فمن اشرك معى غيرى ‌فى‌ عمل لم اقبله الا ‌ما‌ كان لى خالصا.
 ‌و‌ خلصه ‌من‌ السمعه ‌لا‌ تجعله يعمل ‌من‌ اجل ‌ان‌ تسمع الناس فقط بعمله كان يجاهد ‌و‌ يستشهد ‌من‌ اجل ‌ان‌ تقول الناس انه استشهد ‌فى‌ سبيل الله فتقيم له ماتما عظيما...
 ‌و‌ اجعل فكره ‌ما‌ يفكر فيه ‌و‌ يدور ‌فى‌ ذهنه.
 ‌و‌ ذكره الذى يستتبع الفكر ‌و‌ يلحقه ‌من‌ تسبيح ‌و‌ تحميد ‌و‌ تهليل ‌و‌ تمجيد.
 ‌و‌ ظعنه ارتحاله ‌و‌ عدم اقامته.
 ‌و‌ اقامته فيك ‌و‌ لك فاجعل رحيله ‌و‌ اقامته ‌فى‌ سبيلك ‌و‌ ‌من‌ اجلك ‌و‌ لك رجاء ثوابك ‌و‌ طلب نائلك... اجعل حياته كلها ‌فى‌ سبيلك ‌و‌ ‌من‌ اجلك...
 
له الا ‌ما‌ نوى.
 ‌و‌ كما ‌فى‌ الحديث عن الصادق حيث سئل عن ‌حد‌ العباده التى اذا فعلها فاعلها كان موديا فقال: حسن النيه بالطاعه...
 ‌و‌ توله بالعافيه انت ‌يا‌ رب ‌كن‌ المتولى باعطائه العافيه ‌و‌ متى تولى الله عطاءها كانت كامله تامه ‌لا‌ نقص فيها...
 ‌و‌ اصحبه السلامه ‌و‌ متى صحبته السلامه لم يصب بالم ‌و‌ عاد بصحه ‌و‌ عافيه دون ‌ان‌ يمسسه اذى...
 ‌و‌ اعفه ‌من‌ الجبن ‌لا‌ تجعله جبانا يخاف الاعداء ‌و‌ يفزع ‌من‌ ملاقاتهم.
 ‌و‌ الهمه الجراه ‌و‌ ارزقه الشده ادخل ‌فى‌ قلبه الشجاعه ‌و‌ الاقدام على منازله الابطال، ‌و‌ اعطه القوه ‌و‌ القدره على انتزاع النصر ‌و‌ اخذ المبادره...
 ‌و‌ ايده بالنصره ‌و‌ علمه السير ‌و‌ السنن اجعل النصر حليفه كيفما توجه ‌و‌ علمه ‌ما‌ كان عليه رسول الله ‌فى‌ فى سلوكه ‌و‌ طرق حياته ‌و‌ حروبه ‌و‌ ‌ما‌ يجب عليه ‌ان‌ يتعلمه ‌من‌ احكام ‌و‌ تشريعات.
 ‌و‌ سدده ‌فى‌ الحكم اذا حكم فاجعل حكمه عادلا ‌و‌ اجعله منصفا ‌لا‌ يجور ‌و‌ ‌لا‌ يظلم...
 ‌و‌ اعزل عنه الرياء الذى ‌هو‌ شرك خفى ‌و‌ الرياء ‌ان‌ يقصد بعمله غير وجه الله ‌او‌ يقصد مع الله امرا آخر ‌و‌ قد ورد النهى عنه ‌و‌ ‌ان‌ العمل يبطل ‌ان‌ استبطن ذلك ‌و‌ خصوصا ‌فى‌ العبادات فقد ورد عن الرسول صلوات الله عليه ‌و‌ على آله: يومر برجال الى النار فيقول لهم خازن النار: ‌يا‌ اشقياء ‌ما‌ كان حالكم؟
 
صاف: قابله ‌فى‌ الصف.
 صغر: ‌من‌ الصغار ‌و‌ ‌هو‌ الحقاره.
 شانهم: امرهم ‌و‌ حالهم.
 ادال له: جعل الغلبه له ‌و‌ ادال منه جعل الغلبه عليه ‌و‌ الاداله الغلبه.
 يجتاح: يهلك عدو لك ‌و‌ يستاصله ‌من‌ الجايحه ‌و‌ هى آفه تهلك الاموال ‌و‌ الثمار.
 يجهد: يتعب.
 فان صاف عدوك ‌و‌ عدوه فقللهم ‌فى‌ عينه ‌و‌ صغر شانهم ‌فى‌ قلبه اذا اصطف مقابل عدوك المحارب لدينك ‌و‌ عدوه الذى يريد قتاله ‌و‌ القضاء عليه فاجعل معنويات المجاهد عاليه رفيعه عظيمه ‌و‌ ذلك بان تريه اياهم قله ‌فى‌ العدد يسهل التغلب عليهم ‌و‌ القضاء على وجودهم ‌و‌ حقر ايضا قوتهم ‌و‌ قدرتهم ‌فى‌ قلبه بحيث يشعر انهم ‌لا‌ يصمدون امام الزحف الاسلامى ‌و‌ امام قدره المسلمين ‌و‌ هذه الحاله النفسيه ‌من‌ اهم الامور المعنويه التى تشد ‌من‌ عزيمته ‌و‌ قد كانت الجيوش تعبا معنويا قبل دخول ‌اى‌ معركه ‌و‌ قد ‌من‌ الله على المومنين ‌فى‌ معركه بدر بهذا العطاء العظيم فقال: ‌و‌ اذ يريكموهم اذ التقيتم ‌فى‌ اعينكم قليلا ‌و‌ يقللكم ‌فى‌ اعينهم ليقضى الله امرا كان مفعولا ‌و‌ الى الله ترجع الامور.
 ‌و‌ ادل له منهم ‌و‌ ‌لا‌ تدلهم منه انصر المسلمين على الكافرين ‌و‌ ‌لا‌ تجعل الكافرين ينتصرون على المسلمين...
 فان ختمت له بالسعاده ‌و‌ قضيت له بالشهاده فبعد ‌ان‌ يجتاح عدوك بالقتل ‌و‌ بعد ‌ان‌ يجهد بهم الاسر ‌و‌ بعد ‌ان‌ تامن اطراف المسلمين ‌و‌ بعد ‌ان‌ يولى عدوك مدبرين ثم ‌ان‌ الامام يطلب ‌من‌ الله لهذا المجاهد قبل ‌ان‌ يختم له بسعاده الشهاده ‌ان‌ يجعل حياته شوطا ‌فى‌ سبيل الله ‌و‌ مضمارا ‌من‌ اجل اكتنساب رضى الله ‌و‌ ذلك بتحقيق اربعه امور جوهريه قبل شهادته:
 الاولى: ‌ان‌ يقضى على الكفار ‌و‌ يستاصل شافتهم.
 الثانيه: ‌ان‌ ياسر منهم اسرى عديدين يتعب نفسه ‌فى‌ ذلك ليحصل على الاجر ‌و‌ الثواب.
 الثالثه: ‌ان‌ تامن حدود الاسلام ‌و‌ نواحيه ‌من‌ ‌شر‌ الاعداء.
 الرابعه: ‌ان‌ ‌من‌ يقى ‌من‌ الكفار ممن لم يقع قتيلا ‌او‌ اسيرا يلوذ بالفرار ‌من‌ وجه السيف ‌و‌ ‌لا‌ تحمله اقدامه على الوقوف ‌فى‌ وجه المسلمين ‌و‌ بذلك يذلون ‌و‌ يخذلون ‌و‌ يصبح عليهم عارا لازما يستتبعهم طيله حياتهم...
 
خلفه: جعله خليفه بعده.
 المرابطه: لزوم ثغر المسلمين مده ‌من‌ الزمن.
 خالفيه: ‌من‌ تخلف عنه ‌من‌ اهله ‌فى‌ بلده.
 الطائفه: القطعه ‌و‌ الجزء.
 العتاد: آله الحرب ‌من‌ سلاح ‌و‌ دواب ‌و‌ غيرها.
 شحذه على كذا: اذا حمله عليه ‌و‌ ساقه فيه.
 الوجه: الجهه.
 الحرمه: ‌ما‌ وجب القيام ‌به‌ ‌و‌ حرم التفريط فيه.
 اللهم ‌و‌ ايما مسلم خلف غازيا ‌او‌ مرابطا ‌فى‌ داره ‌او‌ تعهد خالفيه ‌فى‌ غيبته ‌او‌ اعانه بطائفه ‌من‌ ماله ‌او‌ امده بعتاد هذا دعاء للمسلمين الذين يحفظون الغزاه عندما يتوجهون الى القتال... دعاء لاولئك الذين يحلون محل الغازى ‌فى‌ رعايه ‌من‌ يترك خلفه ‌من‌ اولاد ‌و‌ ذريه ‌و‌ اهل فينفقون عليهم ‌و‌ يعينون محتاجهم ‌و‌ يساعدون فقيرهم ‌و‌ يمدون نفس المجاهد بجزء يسير مما يملكون ‌من‌ الاموال ‌او‌ بشى ء ‌من‌ الذخيره يقوى بها على مواجهه الاعداء.
 ‌او‌ شحذه على جهاد ‌او‌ اتبعه ‌فى‌ وجهه دعوه ‌او‌ رعى له ‌من‌ ورائه حرمه ‌اى‌ دفعه الى الجهاد ‌و‌ رغبه فيه ‌او‌ دعا له بالنصر ‌و‌ الفلاح ‌فى‌ الجهه التى قصدها ‌و‌ انتدب نفسه اليها ‌او‌ حفظ له ‌فى‌ غيبته حرمه ‌من‌ ‌رد‌ غيبته ‌و‌ حفظه ‌فى‌ اهله ‌و‌ ولده ‌و‌ ماله... ‌و‌ قد وردت الاحاديث ‌فى‌ حفظ المجاهدين ‌فى‌ غيبتهم ‌و‌ قضاء حوائجهم ‌و‌ تبليغ رسالتهم.
 - قال رسول الله ص: ‌من‌ بلغ رساله غاز كان كمن اعتق رقبه ‌و‌ ‌هو‌ شريكه ‌فى‌ ثواب غزوته.
 - ‌و‌ قال رسول الله ص: ‌من‌ اغتاب مومنا غازيا ‌و‌ اذاه ‌و‌ خلفه ‌فى‌ اهله بسوء نصب له ميزان عمله يوم القيامه فيستغرق حسناته ثم يركس ‌فى‌ النار اذا كان الغازى ‌فى‌ طاعه الله ‌عز‌ ‌و‌ جل.
 - ‌و‌ قال الصادق ع: ثلاثه دعوتهم مستجابه: احدهم الغازى ‌فى‌ سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه.
 فاجر له مثل اجره ‌و‌ زنا بوزن ‌و‌ مثلا بمثل هذا جواب ‌و‌ ايما مسلم خلف غازيا ‌او‌ مرابطا فاعطه ‌يا‌ رب اجر ‌و‌ ثواب ‌ما‌ اعطيته للمجاهد كاملا ‌لا‌ تنقص منه شيئا وزنا كما للمجاهد ‌و‌ مثلا كما اعطيته ‌و‌ هذا تفضل ‌من‌ الله فساحته تقبل الجود ‌و‌ الكرم اللامحدود...
 ‌و‌ عوضه ‌من‌ فعله عوضا حاضرا يتعجل ‌به‌ نفع ‌ما‌ قدم ‌و‌ سرور ‌ما‌ اتى ‌به‌ الى ‌ان‌ ينتهى ‌به‌ الوقت الى ‌ما‌ اجريت له ‌من‌ فضلك ‌و‌ اعددت له ‌من‌ كرامتك يسال الامام لهذا الذى يحفظ المجاهد ‌فى‌ شوونه ‌و‌ شوون اهله ‌و‌ ‌ما‌ يحيط ‌به‌ يسال الله له ‌ان‌ يقدم له ‌فى‌ دار الدنيا جزاء فعله مع المجاهد ‌و‌ ‌ما‌ مقام ‌به‌ ‌من‌ خدمته بان يوسع عليه ‌فى‌ الرزق ‌و‌ اطاله العمر ‌و‌ يحفظه ‌فى‌ اهله ‌و‌ ولده ‌و‌ سائر ‌ما‌ يملك ‌و‌ ‌ما‌ عنده ‌و‌ هذا فيه السرور له ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ عندما تنتهى ايام حياته ‌و‌ ينتقل عن الدنيا الى الاخره فسيلقى ‌من‌ الله ‌ما‌ فيه قره العين ‌و‌ راحه الضمير ‌و‌ السعاده الدائمه التى هى الجنه حيث اعدها الله لاهل الكرامه ‌من‌ خلقه الذين اطاعوه ‌و‌ التزموا امره ‌و‌ عملوا بمقتضى حكمه...
 
الفاقه: الفقر ‌و‌ الحاجه.
 المن: العطاء.
 اللهم ‌و‌ ايما مسلم اهمه امر الاسلام ‌و‌ احزنه تحزب اهل الشرك عليهم يسال الله لهذا الانسان الذى يعيش هموم الاسلام ‌و‌ يبقى ‌فى‌ تفكير دائم فيما يقوى هذا الدين يسال الله لهذا الانسان الذى يدرس الخطط الجهنميه التى يحيكها اهل الشرك ‌من‌ الكفار ‌و‌ الاحزاب منهم التى تجتمع ‌و‌ تلتقى ‌فى‌ الاعداد لمواجهه الاسلام ‌و‌ المسلمين.
 فنوى غزوا ‌او‌ ‌هم‌ بجهاد فقعد ‌به‌ ضعف ‌او‌ ابطات ‌به‌ فاقه ‌او‌ اخره عنه حادث ‌او‌ عرض له دون ارادته مانع فهذا الذى يعيش هموم الاسلام ‌و‌ يفكر ‌فى‌ عزته اذا نوى ‌ان‌ يغزو الاعداء ‌او‌ يجاهدهم ‌و‌ لكنه لم يستطع تنفيذ ‌ما‌ نوى لحدوث امر منعه منه كما لو مرض فاقعده مرضه عن الجهاد ‌او‌ كان فقيرا عاجزا عن النفقه ‌او‌ عرض له حادث ‌او‌ منعه عن تنفيذ ارادته للجهاد مانع عقلى ‌او‌ شرعى كما لو كان له ابوان يحتاجان الى اعانته...
 فهذا الذى نوى الجهاد ‌و‌ عزم عليه ‌و‌ لكن توقف للمانع الحاصل له هذا الانسان.
 فاكتب اسمه ‌فى‌ العابدين فانه بنيته كمن يعبد الله.
 ‌و‌ اوجب له ثواب المجاهدين اعطه ثواب المجاهدين فعلا ‌و‌ اجرهم.
 ‌و‌ اجعله ‌فى‌ نظام الشهداء ‌و‌ الصالحين ادخله ‌فى‌ جمله الشهداء الذين سقطوا ‌فى‌ سبيلك ‌و‌ الصالحين الذين اطاعوك ‌و‌ تورعوا عن معصيتك ‌و‌ هذا الثواب العظيم تفضل ‌من‌ الله ‌و‌ كرم ‌و‌ ليس بمستبعد منه على ‌من‌ نوى الخير فعجز عنه فان اصل وجودنا تفضل منه ‌و‌ كل موجوداتنا بفضل كرمه وجوده ‌و‌ قد وردت الاحاديث عن المعصومين ‌ان‌ الله يعطى الاجر لمن نوى الخير اذا لم يقدر على فعله...
 - عن ابى عبدالله ع قال: ‌ان‌ العبد المومن الفقير ليقول ‌يا‌ رب ارزقنى حتى افعل كذا ‌و‌ كذا ‌من‌ البر ‌و‌ وجوه الخير، فاذا علم الله ذلك منه بصدق نيه كتب الله له ‌من‌ الاجر مثل ‌ما‌ يكتب له لو عمله ‌ان‌ الله واسع كريم.
 
اللهم صل على محمد عبدك ‌و‌ رسولك ‌و‌ ‌آل‌ محمد ابتدا بالصلاه على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ختم بها ‌و‌ الله اكرم ‌من‌ ‌ان‌ يقبل طرفى الدعاء ‌و‌ ‌لا‌ يقبل وسطه كما ورد ‌فى‌ الاحاديث ‌و‌ لذا ابتدا بها واراد الختم بها.
 صلاه عاليه على الصلوات ترتفع على كل صلاه اخرى مهما كان نوعها ‌و‌ على ‌من‌ كانت ‌و‌ ممن صدرت ‌و‌ ‌فى‌ ‌اى‌ زمان صدرت؟...
 مشرفه فوق التحيات مرتفعه على كل احترام ‌و‌ تقدير يناله احد ‌من‌ عبادك.
 صلاه ‌لا‌ ينتهى امدها ليس لها ‌حد‌ تتوقف عنده بل هى ممتده بامتداد الحياه.
 كاتم ‌ما‌ مضى ‌من‌ صلواتك على احد ‌من‌ اوليائك كاحسن ‌و‌ اكمل ‌و‌ اتم صلاه صليتها على احد ‌من‌ اوليائك الانبياء ‌و‌ المرسلين ‌و‌ عبادك الصالحين.
 انك المنان الحميد صاحب العطاء الذى تستحق الحمد ‌و‌ الثناء.
 المبدى ء المعيد الفعال لما تريد فانت ابتدات خلق الانسان ‌و‌ انت الذى تميته ثم تعيده للحساب فانت القادر الذى بيده الامور فيفعل ‌ما‌ يشاء...
 

برچسب ها :
نظرات کاربران (0)
ارسال دیدگاه