لطفا منتظر باشید

عند ختمه القرآن

«1» اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً ، ‌و‌ جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ ، ‌و‌ فَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَهُ . «2» ‌و‌ فُرْقَاناً فَرَقْتَ ‌به‌ بَيْنَ حَلَالِكَ ‌و‌ حَرَامِكَ ، ‌و‌ قُرْآناً أَعْرَبْتَ ‌به‌ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ ‌و‌ كِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلًا ، ‌و‌ وَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ تَنْزِيلاً . «3» ‌و‌ جَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي ‌من‌ ظُلَمِ الضَّلَالَةِ ‌و‌ الْجَهَالَةِ بِاتِّبَاعِهِ ، ‌و‌ شِفَاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهَمِ التَّصْدِيقِ إِلَى اسْتَِماعِهِ ، ‌و‌ مِيزَانَ قِسْطٍ ‌لا‌ يَحِيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ ، ‌و‌ نُورَ هُدًى ‌لا‌ يَطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ ، ‌و‌ عَلَمَ نَجَاةٍ ‌لا‌ يَضِلُّ ‌من‌ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ ‌من‌ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ . «4» اللَّهُمَّ فَإِذْ أَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلَى تِلَاوَتِهِ ، ‌و‌ سَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ ‌حق‌ رِعَايَتِهِ ، ‌و‌ يَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيمِ لُِمحْكَمِ آيَاتِهِ ، ‌و‌ يَفْزَعُ إِلَى الْإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ ، ‌و‌ مُوضَحَاتِ بَيِّنَاتِهِ . «5» اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ مُجْمَلًا ، ‌و‌ أَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلًا ، ‌و‌ وَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً ، ‌و‌ فَضَّلْتَنَا عَلَى ‌من‌ جَهِلَ عِلْمَهُ ، ‌و‌ قَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ ‌من‌ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ . «6» اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً ، ‌و‌ عَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ ‌و‌ فَضْلَهُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ ‌به‌ ، ‌و‌ عَلَى آلِهِ الْخُزَّانِ لَهُ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ‌من‌ عِنْدِكَ حَتَّى ‌لا‌ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ . «7» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ ، ‌و‌ يَأْوِي ‌من‌ الْمُتَشَابِهَاتِ إِلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ ، ‌و‌ يَسْكُنُ فِي ظِلِّ جَنَاحِهِ ، ‌و‌ يَهْتَدِي بِضَوْءِ صَبَاحِهِ ، ‌و‌ يَقْتَدِي بِتَبَلُّجِ إِسْفَارِهِ ، ‌و‌ يَسْتَصْبِحُ بِمِصْبَاحِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَلْتَمِسُ الْهُدَي فِي غَيْرِهِ . «8» اللَّهُمَّ ‌و‌ كَمَا نَصَبْتَ ‌به‌ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلَالَةِ عَلَيْكَ ، ‌و‌ أَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إِلَيْكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إِلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ ، ‌و‌ سُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَحَلِّ السَّلَامَةِ ، ‌و‌ سَبَباً نُجْزَى ‌به‌ النَّجَاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ ، ‌و‌ ذَرِيعَةً نَقْدَمُ بِهَا عَلَى نَعِيمِ دَارِ الْمُقَامَةِ . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ احْطُطْ بِالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الْأَوْزَارِ ، ‌و‌ هَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الْأَبْرَارِ ، ‌و‌ اقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ ‌به‌ آنَاءَ اللَّيْلِ ‌و‌ أَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا ‌من‌ كُلِّ دَنَسٍ بِتَطْهِيرِهِ ، ‌و‌ تَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَاؤُوا بِنُورِهِ ، ‌و‌ لَمْ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ . «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُرْآنَ لَنَا فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي مُونِساً ، ‌و‌ ‌من‌ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ‌و‌ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً ، ‌و‌ لِأَقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إِلَى الْمَعَاصِي حَابِساً ، ‌و‌ لِأَلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ ‌من‌ غَيْرِ ‌ما‌ آفَةٍ مُخْرِساً ، ‌و‌ لِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآْثَامِ زَاجِراً ، ‌و‌ لِمَا طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنَّا ‌من‌ تَصَفُّحِ الِاعْتِبَارِ نَاشِراً ، حَتَّى تُوصِلَ إِلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ ، ‌و‌ زَوَاجِرَ أَمْثَالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلَابَتِهَا عَنِ احْتَِمالِهِ . «11» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَدِمْ بِالْقُرْآنِ صَلَاحَ ظَاهِرِنَا ، ‌و‌ احْجُبْ ‌به‌ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا ، ‌و‌ اغْسِلْ ‌به‌ دَرَنَ قُلُوبِنَا ‌و‌ عَلَائِقَ أَوْزَارِنَا ، ‌و‌ اجْمَعْ ‌به‌ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا ، ‌و‌ أَرْوِ ‌به‌ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأَ هَوَاجِرِنَا ، ‌و‌ اكْسُنَا ‌به‌ حُلَلَ الْأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي نُشُورِنَا . «12» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا ‌من‌ عَدَمِ الْإِمْلَاقِ ، ‌و‌ سُقْ إِلَيْنَا ‌به‌ رَغَدَ الْعَيْشِ ‌و‌ خِصْبَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ ، ‌و‌ جَنِّبْنَا ‌به‌ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ ‌و‌ مَدَانِيَ الْأَخْلَاقِ ، ‌و‌ اعْصِمْنَا ‌به‌ ‌من‌ هُوَّةِ الْكُفْرِ ‌و‌ دَوَاعِي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُونَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إِلَى رِضْوَانِكَ ‌و‌ جِنَانِكَ قَائِداً ، ‌و‌ لَنَا فِي الدُّنْيَا عَنْ سُخْطِكَ ‌و‌ تَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائدا ، ‌و‌ لما عندک بتحليل حلاله ‌و‌ تحريم حرامه شاهدا . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ هَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ ، ‌و‌ جَهْدَ الْأَنِينِ ، ‌و‌ تَرَادُفَ الْحَشَارِجِ إِذَا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّرَاقِيَ ، ‌و‌ قِيلَ ‌من‌ رَاقٍ ‌و‌ تَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا ‌من‌ حُجُبِ الْغُيُوبِ ، ‌و‌ رَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ ، ‌و‌ دَافَ لَهَا ‌من‌ ذُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ ، ‌و‌ دَنَا مِنَّا إِلَى الآْخِرَةِ رَحِيلٌ ‌و‌ انْطِلَاقٌ ، ‌و‌ صَارَتِ الْأَعْمَالُ قَلَائِدَ فِي الْأَعْنَاقِ ، ‌و‌ كَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأْوَي إِلَي مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلَاقِ «14» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ بَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ الْبِلَى ، ‌و‌ طُولِ الْمُقَامَةِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا ، ‌و‌ افْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلَاحِدِنَا ، ‌و‌ ‌لا‌ تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثَامِنَا . «15» ‌و‌ ارْحَمْ بِالْقُرْآنِ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا ، ‌و‌ ثَبِّتْ ‌به‌ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الَْمجَازِ عَلَيْهَا زَلَلَ أَقْدَامِنَا ، ‌و‌ نَوِّرْ ‌به‌ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنَا ، ‌و‌ نَجِّنَا ‌به‌ ‌من‌ کُلِّ کَرْبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌و‌ شَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ «16» ‌و‌ بَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ ‌و‌ النَّدَامَةِ ، ‌و‌ اجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلِ الْحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكَداً . «17» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ ، ‌و‌ صَدَعَ بِأَمْرِكَ ، ‌و‌ نَصَحَ لِعِبَادِكَ . «18» اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ‌و‌ عَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ الْنَّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً ، ‌و‌ أَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً ، ‌و‌ أَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً ، ‌و‌ أَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً . «19» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ ، ‌و‌ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ ، ‌و‌ ثَقِّلْ مِيزَانَهُ ، ‌و‌ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ ، ‌و‌ قَرِّبْ وَسِيلَتَهُ ، ‌و‌ بَيِّضْ وَجْهَهُ ، ‌و‌ أَتِمَّ نُورَهُ ، ‌و‌ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ «20» ‌و‌ أَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ ، ‌و‌ تَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ ‌و‌ خُذْ بِنَا مِنْهَاجَهُ ، ‌و‌ اسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا ‌من‌ أَهْلِ طَاعَتِهِ ، ‌و‌ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ ، ‌و‌ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ ، ‌و‌ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ «21» ‌و‌ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، صَلَاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ ‌ما‌ يَأْمُلُ ‌من‌ خَيْرِكَ ‌و‌ فَضْلِكَ ‌و‌ كَرَامَتِكَ ، إِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ، ‌و‌ فَضْلٍ كَرِيمٍ . «22» اللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا َ بَلَّغَ ‌من‌ رِسَالَاتِكَ ، ‌و‌ أَدَّى ‌من‌ آيَاتِكَ ، ‌و‌ نَصَحَ لِعِبَادِكَ ، ‌و‌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ ، أَفْضَلَ ‌ما‌ جَزَيْتَ أَحَداً ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، ‌و‌ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ ، ‌و‌ السَّلَامُ عَلَيْهِ ‌و‌ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ‌و‌ رَحْمَةُ اللهِ ‌و‌ بَرَکَاتُهُ

 
 القرآن:
 
 ‌من‌ التوفيق لهذا الانسان ‌ان‌ يعيش ‌فى‌ رحاب القرآن يقروه ‌و‌ يدرسه ‌و‌ يمارس ‌ما‌ فيه ‌من‌ احكام ‌و‌ شرائع ‌و‌ تعاليم... انه الكتاب الذى يخرج الناس ‌من‌ الظلمات الى النور... فيه اسرار الكون ‌و‌ عجائب الخلق... ‌هو‌ دستور الحياه ‌و‌ قانون النجاه... ‌ما‌ تمسكت ‌به‌ امه الا فازت ‌و‌ انتصرت ‌و‌ ‌ما‌ تخلت عنه امه الا سقطت ‌و‌ هوت... عمل ‌به‌ الرعيل الاول يوم نزوله فاتوا بالمعجزات ‌و‌ خوارق العادات... ‌هو‌ الذى احيا هذه الامه ‌و‌ كتب لها ‌ان‌ تكون رائده الامم ‌و‌ قائده مسيره المجتمع البشرى...
 
 اسف شديد:
 
 ‌و‌ لكن هذا القرآن لم ياخذه اهله بحقه ‌فى‌ هذا اليوم ‌و‌ لم يولوه ‌من‌ الاهميه ‌و‌ الدراسه ‌و‌ البحث ‌و‌ العمل ‌ما‌ يحق له بل تحول الى البركه يعلق ‌فى‌ جدران البيوت ‌او‌ ‌فى‌ صدور النساء ‌و‌ يقرا على الاموات ‌و‌ ‌فى‌ مناسبات الاحزان ‌و‌ الاحتفالات... اما العمل ‌به‌ فقد تعطل... فلا يمارس منه الا بعض العبادات التى افرغها ارباب الضلال ‌و‌ حكام الجور ‌من‌ مضمونها... اما قانون الحدود ‌و‌ القصاص ‌و‌ الديات ‌و‌ المعاملات فقد تعطلت كل آياته ‌و‌ احكامه فيها ‌و‌ بات المسلم ‌و‌ يسمع بهذه التشريعات دون ‌ان‌ يكون لها ‌فى‌ واقعه المعاش ‌اى‌ اثر...
 ‌و‌ ‌ان‌ ‌ما‌ نعانيه ‌من‌ تعاسه ‌و‌ ‌من‌ تخلف ‌و‌ ‌من‌ استبداد ‌و‌ انحراف ‌و‌ ظلم ‌و‌ جور كل هذا ‌و‌ اشباهه انما ‌هو‌ نتيجه البعد عن هذا الكتاب ‌و‌ عدم العمل بمضمون ‌و‌ ‌ما‌ جاء فيه ‌من‌ احكام ‌و‌ تشريع...
 ‌و‌ الامام زين العابدين ‌و‌ جميع الائمه ‌هم‌ تراجمه القرآن ‌و‌ دعاه احكامه... ‌هم‌ الذين خوطبوا به... ‌و‌ ‌هم‌ الترجمه العمليه له... عاشوا مع كل كلمه ‌و‌ مع كل حكم... بينوا للناس مراداته ‌و‌ اوضحوا مجمله ‌و‌ بينوا متشابهه ‌و‌ لم يبخلوا على هذه الامه بشى ء ينفعها الا ‌و‌ قدموه لها... هذا الامام العظيم ينتهى ‌من‌ تلاوه القرآن ‌و‌ يختمه فيشكر الله على هذه النعمه ‌و‌ يعدد محاسن هذا الكتاب ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ هدى ‌و‌ ‌ما‌ يحوى ‌من‌ تعاليم ‌و‌ كيف يزيح الشك ‌و‌ يزرع اليقين ‌و‌ كيف ‌ان‌ ‌من‌ يعتصم بحبله ينجو ‌و‌ ‌من‌ يتخلى عنه يسقط ‌و‌ يهلك ‌و‌ يستمر الامام ‌فى‌ دعائه حتى يتناول رسول الله باعتباره واسطه الخير ‌و‌ سفير السماء فيصفه بما يستحق ‌و‌ يدعو لرفع درجاته حتى تشملنا بركاته ‌و‌ ياخذنا بشفاعته الى الجنه...
 
 مع الدعاء:
 
 
المهيمن: الرقيب على الشى ء ‌و‌ المحافظ عليه.
 اللهم انك اعنتنى على ختم كتابك الذى انزلته نورا بمنك ‌و‌ احسانك ساعدتنى حتى اتيت على اكمال القرآن تلاوه ‌و‌ تدبرا هذا القرآن الذى انزلته نورا كما قلت: ‌يا‌ ايها الناس قد جاءكم برهان ‌من‌ ربكم ‌و‌ انزلنا اليكم نورا مبينا فهو نور يضى ء الدرب للسالكين ‌و‌ يوصلهم الى جنات النعيم...
 ‌و‌ جعلته مهيمنا على كل كتاب انزلته كما قال تعالى: ‌و‌ انزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ‌من‌ الكتاب ‌و‌ مهيمنا عليه فالقرآن ‌هو‌ الرقيب على ‌ما‌ تقدم ‌من‌ الكتب الذى يبين التحريف فيها ‌من‌ الصحيح ‌و‌ ‌ما‌ طرا عليها ‌و‌ ‌ما‌ بقى منها... فهو فوق جميع الكتب المنزله على الانبياء.
 ‌و‌ فضلته على كل حديث قصصته كما قال تعالى: الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها... قال الطبرسى رحمه الله: ‌هو‌ احسن الحديث لفرط فصاحته ‌و‌ ‌لا‌ عجازه ‌و‌ اشتماله على جميع ‌ما‌ يحتاج المكلف اليه ‌من‌ التنبيه على ادله التوحيد ‌و‌ العدل ‌و‌ بيان احكام الشرع ‌و‌ غير ذلك ‌من‌ المواعظ ‌و‌ قصص الانبياء ‌و‌ الترغيب ‌و‌ الترهيب...
 
الفرقان: الفارق ‌و‌ الفاصل بين الشيئين.
 اعربت: اظهرت ‌و‌ ابنت.
 ‌و‌ فرقانا فرقت ‌به‌ بين حلالك ‌و‌ حرامك كما قال تعالى: تبارك الذين نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فهو الذى يفرق بين الحق ‌و‌ الباطل ‌و‌ الصدق ‌و‌ الكذب ‌و‌ الحلال ‌و‌ الحرام...
 ‌و‌ قرآنا اعربت ‌به‌ عن شرائع احكامك ‌اى‌ اظهرت ‌به‌ عن الطرق الموصله الى الله فبينت تلك الطرق ‌و‌ الاحكام ‌من‌ العقائد ‌و‌ الشرائع... الاصول ‌و‌ الفروع...
 ‌و‌ كتابا فصلته لعبادك تفصيلا كما قال تعالى: كتاب احكمت آياته ثم فصلت ‌من‌ لدن حكيم خبير ‌و‌ معنى فصلت آياته ‌اى‌ بينت ‌و‌ توضحت بحيث بين الحلال ‌من‌ الحرام ‌و‌ الحق ‌من‌ الباطل ‌و‌ الامر ‌و‌ النهى ‌و‌ الوعد ‌و‌ الوعيد ‌و‌ الترغيب ‌و‌ الترهيب ‌و‌ المواعظ ‌و‌ الامثال الى غير ذلك ‌من‌ العلوم ‌و‌ الاحكام ‌و‌ المفاهيم...
 ‌و‌ وحيا انزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ‌و‌ آله تنزيلا هذا القرآن ‌هو‌ الكلام الموحى ‌به‌ الى رسول الله ‌من‌ قبل الله ‌و‌ قد نزله الله عليه تدريجيا ‌فى‌ مده عشرين سنه حسب الظروف الطارئه.
 
الشفاء: البرى ء ‌من‌ الداء ‌و‌ المرض.
 الانصات: السكوت للاستماع.
 القسط: العدل.
 ‌لا‌ يحيف: ‌لا‌ يميل عن الحق ‌و‌ يظلم ‌و‌ يجور.
 العلم: بالتحريك شى ء ينصب ‌فى‌ الفلوات ليهتدى به.
 امه اما: قصده.
 القصد: استقامه الطريق.
 الهلكات: جمع هلكه، الموت ‌و‌ العذاب.
 العصمه: المنعه.
 ‌و‌ جعلته نورا نهتدى ‌من‌ ظلم الضلاله ‌و‌ الجهاله باتباعه الكفر ‌و‌ الانحراف ‌و‌ الضلال ‌و‌ التعاسه ظلمات دامسه ‌لا‌ يكاد يتحرك الانسان فيها ‌و‌ ‌لا‌ يبصر مواقع اقدامه خلالها انه ‌لا‌ يكاد يقوم حتى يقع ‌و‌ ‌لا‌ ينجيه ‌من‌ هذه الظلمات الا الانوار الكاشفه التى ترفع حيرته ‌و‌ يبصر بها مواقع اقدامه ‌و‌ يتحرك نحو هدفه الصحيح ‌و‌ السليم ‌و‌ القرآن الكريم ‌هو‌ النور الذى يكشف للناس طريقهم ‌و‌ يبين لهم معالم الحركه الصحيحه... ‌ما‌ تمسك ‌به‌ قوم الا ارتقوا الى اعلى ذرى المجد ‌و‌ ‌ما‌ قصده طالب ‌حق‌ الا ‌و‌ وصل اليه... ‌ما‌ قصده احد ‌فى‌ مطلب هدى الا ‌و‌ اهتدى...
 ‌و‌ شفاء لمن انصت بفهم التصديق الى استماعه ‌من‌ استمع الى هذا القرآن باخلاص ‌و‌ صدق ‌و‌ كان يطلب الحقيقه ‌لا‌ ‌بد‌ ‌و‌ ‌ان‌ يشفى مما ‌به‌ ‌من‌ كفر ‌و‌ نفاق ‌و‌ فسق ‌و‌ انحراف ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ عاقل قرعت آيات القرآن شغاف قلبه فانقذته ‌من‌ الضلال ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ آيه سمعها جبار فخضع ‌و‌ ذل... انها نفحه الهيه مع كل آيه اذا التقت مع القلب الطالب للحقيقه اهتدى ‌و‌ تاب ‌و‌ اناب...
 ‌و‌ ميزان قسط ‌لا‌ يحيف عن الحق لسانه انه الميزان السليم الذى ‌لا‌ يبخس ‌من‌ وزن ‌به‌ ‌و‌ ‌لا‌ يميل عن الحق الى غيره... ‌من‌ اراد ‌ان‌ يعرف الحقيقه فليعرض نفسه على القرآن فان كان موتمرا بامره ‌و‌ منهيا عن نهيه ‌و‌ عاملا باحكامه فهو الصحيح السعيد ‌و‌ الا فعاقبته الخسران المبين...
 ‌و‌ نور هدى ‌لا‌ يطفا عن الشاهدين برهانه ‌من‌ عرف القرآن ‌و‌ حججه ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ ادله فانها النور الساطع الذى يعرى كل دخيل ‌و‌ كل زيف... انه الهدى المستمر الذى ‌لا‌ يقف ‌من‌ شاهده دون الانتصار على الاخصام...
 ‌و‌ علم نجاه ‌لا‌ يضل ‌من‌ ‌ام‌ قصد سنته انه الرايه الهاديه الى النجاه ‌و‌ الفوز، ‌من‌ قصده ليستفيد منه اهتدى ‌و‌ استفاد.
 ‌و‌ ‌لا‌ تنال ايدى الهلكات ‌من‌ تعلق بعروه عصمته ‌من‌ تمسك ‌به‌ ‌و‌ اقتدى بهداه ‌و‌ طبق احكامه ‌و‌ نفذ اوامره ‌و‌ عمل بما اراد فلا يهلك ابدا ‌و‌ ‌لا‌ تناله النكبات ‌او‌ يصاب بالمصيبات...
 
الجواسى: جمع جاسى اذا يبس ‌و‌ صلب.
 رعاها: حفظها.
 يدين: يتعبد ‌و‌ يتدين.
 المحكم: المتقن.
 فزعت اليه: التجات اليه.
 المتشابه: الذى يشبه غيره بحيث ‌لا‌ يتميزان.
 ‌و‌ وضح الامر: انجلى ‌و‌ انكشف.
 اللهم فاذا افدتنا المعونه على تلاوته ‌و‌ سهلت جواسى السنتنا بحسن عبارته فاجعلنا ممن يرعاه ‌حق‌ رعايته ‌و‌ يدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ‌و‌ يفزع الى الاقرار بمتشابهه ‌و‌ موضحات بيناته اللهم ‌يا‌ رب اذا اعطيتنا الاعانه على قرآءته ‌و‌ ختمه ‌و‌ سهلت السنتنا ‌و‌ اطلقتها ‌و‌ جعلتها تردده بسهوله ‌و‌ يسر فاجعلنا ممن يعمل ‌به‌ ‌و‌ يقتفى اثره ‌و‌ يعيش احكامه ‌و‌ يعتقد قلبا ‌و‌ دينا بالتسليم للايات المحكمه منه التى هى واضحه المعنى جليه المراد ‌و‌ يلتجا اليه رادا علم المتشابه الذى لم يتضح معناه لنا لتعدد المعانى فيه الى ساحته فهو ‌و‌ الذين انتجبهم اعلم بمراده ‌و‌ مقصده ‌و‌ كذلك نومن بالادله الواضحه التى يذكرها ‌و‌ يبنيها القرآن ‌و‌ يعتمد ‌فى‌ الاستدلال بها على كل مراد ...
 
المجمل: ‌هو‌ الذى لم يفصل.
 الالهام: القاء الله تعالى الشى ء ‌فى‌ النفس عن طريق الفيض.
 رفعتنا: شرفتنا ‌و‌ اعليت منزلتنا.
 اطاق الشى ء: قدر عليه.
 خلج خلجا: جذب ‌و‌ انتزع.
 الزيغ: الميل عن الاستقامه.
 قصد الطريق: استقامته.
 اللهم انك انزلته على نبيك محمد ص مجملا ‌و‌ الهمته علم عجائبه مكملا ‌و‌ ورثتنا علمه مفسرا ‌و‌ فضلتنا على ‌من‌ جهل علمه ‌و‌ قويتنا عليه لترفعنا فوق ‌من‌ لم يطق حمله انزل الله كتابه الكريم على نبيه مجملا لم يفصل فيه كل الاحكام ‌و‌ القضايا بل قدم العموميات التى تناولت العناوين الكبيره اما التفصيلات ‌و‌ الخصوصيات فقد الهم الله نبيه بها ‌و‌ اعلمه كيف تكون بخصوصياتها ‌و‌ شرائطها ‌و‌ موانعها ‌و‌ غيرها مما له علاقه بها ثم ‌ان‌ النبى اورثها لاهل البيت مفسره مشروحه مبينه ‌من‌ جميع جوانبها ‌و‌ لذا كان الائمه ‌هم‌ عدل القرآن واحد الثقلين الذين قاموا ببيان الاحكام ‌و‌ توضيحها للناس ‌و‌ حفظها ‌من‌ الضياع ‌و‌ الاندراس ‌و‌ بذلك كان لهم العظمه ‌و‌ العلو ‌و‌ الرفعه ‌و‌ التقدم على جميع البشر لانهم استطاعوا حمل هذه الامانه التى عجز غيرهم عن حملها... اختارهم الله بعد ‌ان‌ عرف منهم القدره على تحمل ‌ما‌ يريد ‌و‌ يطلب...
 
اللهم فكما جعلت قلوبنا له حمله ‌و‌ عرفتنا برحمتك شرفه ‌و‌ فضله فصل على محمد الخطيب ‌به‌ ‌و‌ على آله الخزان له ‌و‌ اجعلنا ممن يعترف بانه ‌من‌ عندك حتى ‌لا‌ يعارضنا الشك ‌فى‌ تصديقه ‌و‌ ‌لا‌ يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه اللهم انك برحمتك ‌و‌ فضلك قد جعلت قلوبنا تحمله ‌و‌ تعرفه ‌و‌ تحفظه ‌و‌ تعرف مداليله ‌و‌ مراداته ‌و‌ برحمتك عرفتنا علوه ‌و‌ منزلته ‌و‌ دوره ‌و‌ قيمته ‌فى‌ الحياه ‌و‌ كيف ‌ان‌ السعاده ‌لا‌ تكون الا بالعمل ‌به‌ ‌و‌ اقامته ‌و‌ احياء ‌ما‌ جاء فيه اللهم جعلت ذلك لنا فصل على محمد الذى خوطب ‌به‌ ‌و‌ خاطب الناس ‌به‌ ‌و‌ صل على آله الذين استودعوه فكان عندهم كل تفاصيله ‌و‌ تفاسيره ‌و‌ اجعلنا ممن يقر ‌و‌ يذعن بانه ‌من‌ عندك قد نزل حتى ‌لا‌ يدخل الشك علينا فنرتاب فيه ‌و‌ ‌لا‌ ناخذ بمضمونه ‌او‌ ‌لا‌ نهتم بما جاء ‌به‌ ‌و‌ حتى ‌لا‌ نندفع وراء الانحراف بعيدين عن طريق القرآن المستقيم...
 
ياوى: يلتجى ء.
 الحرز: الموضع الحصين الذى يحفظ فيه.
 المعقل: الملجا.
 تبلج: اضاء ‌و‌ اشرق.
 اللهم صلى على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعلنا ممن يعتصم بحبله ‌و‌ ياوى ‌من‌ المتشابهات الى حرز معقله اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعلنا ممن يعمل باحكامه ‌و‌ ينفذ اوامره ‌و‌ يلتزم بكل ‌ما‌ جاء ‌به‌ ‌و‌ ممن يرجع ‌فى‌ الامور المشتبهه ‌و‌ التى التبس فيها الحق بالباطل يرجع الى هذا القرآن ليستوضح الحق ‌و‌ يقف على الصواب ‌و‌ يستنطق القرآن ‌و‌ يصل الى الجواب...
 ‌و‌ يسكن ‌فى‌ ظل جناحه ينعم ‌و‌ يرتاح باحكام القرآن ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ سند قوى لكل ‌ما‌ يواجه هذا الانسان ‌او‌ يعترض طريقه...
 ‌و‌ يهتدى بضوء صباحه يصل الى الحق ‌و‌ الهدى ‌و‌ الى اعلى الذرى بما ‌فى‌ القرآن ‌من‌ حجج ‌و‌ بينات ‌و‌ براهين ‌و‌ ادله...
 ‌و‌ يقتدى بتبلج اسفاره يقتدى بوضوح بيناته ‌و‌ دامغ حججه ‌و‌ ظهور مراداته...
 ‌و‌ يستصبح بمصباحه ‌و‌ ‌لا‌ يلتمس الهدى ‌فى‌ غيره يجعل القرآن دليله الذى يمشى وراءه ‌و‌ نهاره الذى يسعى فيه ‌و‌ يطلب ‌من‌ خلاله مراده ‌و‌ ‌لا‌ يرجع الى غيره ‌من‌ الكتب ‌و‌ المفكرين ‌و‌ غيرهم ‌من‌ اصحاب العقول لان كل ذلك يبقى دون القرآن ‌و‌ تعاليمه ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ ‌حق‌ ‌و‌ صدق...
 
دله على الشى ء: ارشده اليه.
 انهجت: اثبت ‌و‌ اوضحت.
 نعرج: نصعد ‌و‌ نرتقى.
 العرصه: الارض الواسعه التى ليس عليها بناء.
 ذريعه: وسيله.
 دار المقامه: دار الاقامه.
 اللهم ‌و‌ كما نصبت ‌به‌ محمدا علما للدلاله عليك ‌و‌ انهجت باله سبل الرضا اليك... اللهم انك قد اقمت محمدا بهذا القرآن منارا يدل عليك ‌من‌ حيث الوجود ‌و‌ كون الله ‌هو‌ الواحد الاحد الفرد الصمد الحى القيوم ‌و‌ اوضحت باله الطيبين الطريق الذى ترضى عنه ‌و‌ ترغب فيه ‌و‌ هكذا كان ائمه اهل البيت ادلاء على مرضاه الله ‌و‌ امناء وحى الله ‌و‌ قد اخذوا بالامه الى ‌ما‌ يحب الله ‌و‌ يرضى...
 فصل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل القرآن وسيله لنا الى اشرف منازل الكرامه اللهم اجعل هذا القرآن ‌اى‌ وفقنا للعمل ‌به‌ ‌و‌ الالتزام بمنهاجه ‌و‌ اجعل ذلك طريقا الى الوصول الى اعلى ‌و‌ اشرف مراتب الدار الاخره حيث الانبياء ‌و‌ الشهداء...
 ‌و‌ سلما نعرج فيه الى محل السلامه فنصعد ‌به‌ الى اماكن الامن ‌و‌ السلامه ‌فى‌ الجنه حيث ‌لا‌ نصب فيها ‌و‌ ‌لا‌ تعب ‌و‌ ‌لا‌ شقاء ‌و‌ ‌لا‌ بلاء...
 ‌و‌ سببا نجزى ‌به‌ النجاه ‌فى‌ عرصه القيامه ‌و‌ ذريعه نقدم بها على نعيم دار المقامه بقراءتنا له ‌و‌ العمل ‌به‌ اجعل جزاءنا الفوز ‌فى‌ ساحات يوم القيامه حيث تنتصب الموازين ‌و‌ تنتشر الكتب لينال كل انسان جزاء عمله ‌و‌ اجعل القرآن وسيله للورود الى نعيم الجنه ‌و‌ خيراتها حيث الاقامه الدائمه التى ‌لا‌ انتقال عنها...
 
احطط: انزل.
 الثقل: الحمل الثقيل.
 الاوزار: جمع وزر ‌و‌ ‌هو‌ الاثم.
 الشمائل: جمع شمال بالكسر، الخلق.
 الابرار: جمع ‌بر‌ ‌و‌ ‌هو‌ النقى.
 قفوت: اتبعت.
 الدنس: الوسخ ‌و‌ يستعار للاثم ‌و‌ الذنوب.
 يقطعهم: يمنعهم، ‌او‌ يقتلهم.
 غره: خدعه.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ احطط بالقرآن عنا ثقل الاوزار اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ انزل عن ظهورنا بهذا القرآن الاحمال الثقيله ‌من‌ الذنوب ‌و‌ الاثام.. فان الذنوب حملها ثقيل ‌لا‌ يستطيع ظهر ابن آدم حملها ‌و‌ اذا كانت ثقيله فانه يسال الله بهذا القرآن ‌و‌ العمل ‌به‌ ‌ان‌ يسقطها ‌و‌ ينزلها ليرتاح الظهر ‌و‌ ينجو ‌من‌ عذاب الله ‌و‌ هوانه...
 ‌و‌ هب لنا حسن شمائل الابرار واقف بنا آثار الذين قاموا لك ‌به‌ آناء الليل ‌و‌ اطراف النهار اللهم تصدق علينا بطبايع الابرار الحسنه الطيبه ‌و‌ طبائعهم الطهر ‌و‌ الضياء ‌و‌ الاخلاص ‌و‌ التعبد لوجهك ‌و‌ العمل بما تحب ‌و‌ ترضى ‌و‌ اتبعنى بعمل الذين كانوا يتلونه ‌و‌ يرددونه ‌فى‌ اثناء الليل حيث كانوا يسهرون عيونهم ‌فى‌ ترتيله ‌و‌ تفهمه ‌و‌ الوعى له ‌و‌ ‌فى‌ اطراف النهار صباحا ‌و‌ مساء...
 حتى تطهرنا ‌من‌ كل دنس بتطهيره ‌و‌ تقفوا بنا آثار الذين استضاوا بنوره ‌و‌ لم يلههم الامل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره حتى يكون هذا القرآن ‌هو‌ الذى يزيل اوساخنا التى هى الذنوب ‌و‌ الاثام... ‌و‌ القرآن قد عرفه قوم فاصبحوا ‌به‌ ‌من‌ اطهر الناس... كانوا مشركين فاصبحوا موحدين ‌و‌ كانوا فاسقين فاصبحوا مومنين ‌و‌ كانوا متدينين فاصبحوا متقين طاهرين... انه القرآن ‌ما‌ رافقه عبد الا ‌و‌ عاد بالظفر ‌و‌ النصر... ‌و‌ اجعلنا ممن يمشى على آثار الذين عملوا ‌به‌ ‌و‌ طبقوا تعاليمه ففازوا برحمه الله ‌و‌ كانوا على بينه ‌من‌ احكامه... هولاء الذين اضاء لهم هذا القرآن الطريق ‌و‌ لم يشغلهم الامل ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ ‌ما‌ فيها ‌من‌ امور ماديه ‌و‌ طموحات معنويه زائله ‌لا‌ تدوم لم يشغلهم الامل بالدنيا عن العمل للاخره ‌و‌ ‌ما‌ فيها هذا الامل لم يوقفهم بحيله ‌و‌ ‌ما‌ تملك ‌من‌ رصيد يرغب فيه الانسان لم يمنعهم عن الاخره ‌و‌ لذاتها...
 
الافه: العاهه.
 اقترفه: اكتسبه ‌و‌ اجترحه.
 الاثام: جمع الاثم ‌و‌ ‌هو‌ الذنب.
 زاجرا: مانعا.
 الاعتبار: الاتعاظ.
 الامثال: جمع مثل بفتحتين المثل ‌و‌ النظير.
 الرواسى: الثوابت.
 الصلابه: مصدر صلب اشتد ‌و‌ قوى.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل القرآن لنا ‌فى‌ ظلم الليالى مونسا اللهم اجعل القرآن انيسنا ‌فى‌ الليالى الصعبه التى تمر علينا فان هذا القرآن يطرد الوحشه ‌و‌ ينزل السكينه ‌و‌ يونس الانسان لانه حينما يقروه فهو يلتقى بالله ‌و‌ يتصل ‌به‌ عبر كلماته يقرا آيات الرحمه فترتاح نفسه ‌و‌ يقرا آيات العذاب فيخاف ‌من‌ عقاب الله ‌و‌ يرتدع عن المحرمات ‌و‌ هكذا دواليك ‌فى‌ آيات الترغيب ‌و‌ الترهيب ‌و‌ الوعود ‌و‌ الوعيد ‌و‌ الجنه ‌و‌ النار ‌و‌ غيرها ‌من‌ الايات...
 ‌و‌ ‌من‌ نزغات الشيطان ‌و‌ خطرات الوسواس حارسا اللهم ‌و‌ اجعل هذا القرآن حافظا لنا ‌من‌ وسوسات الشيطان ‌و‌ ‌ما‌ يلقيه للانسان ‌من‌ شبهات تحرفه عن دينه ‌و‌ تصرفه عن يقينه ‌و‌ ‌ما‌ يخطر ‌من‌ الخطرات الرديه الفاسده التى يمكن ‌ان‌ تمر ‌فى‌ مخيله الانسان ‌و‌ هذه تحدث ‌فى‌ بعض الحالات حيث يتردد ‌فى‌ النفس الحديث عن الله ‌و‌ ياخذ ‌فى‌ التفكير ‌فى‌ ذاته ‌و‌ بعض افعاله فينحرف بدون شعور ‌و‌ ‌لا‌ ادراك.
 ‌و‌ ‌لا‌ قدامنا عن نقلها الى المعاصى حابسا فان القارى ء للقرآن عندما يقرا قوله تعالى: اليوم نختم على افواههم ‌و‌ تكلمنا ايديهم ‌و‌ تشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون عندما يقراها يمتنع عن المعصيه ‌و‌ يتوقف عن السير نحوها ‌او‌ يقول لاقدامه ‌لا‌ كنت اذا قدتنى الى معصيه...
 ‌و‌ ‌لا‌ لسنتنا عن الخوض ‌فى‌ الباطل ‌من‌ غير ‌ما‌ آفه مخرسا ‌و‌ ‌من‌ يقرا قوله تعالى: يوم تشهد عليهم السنتهم ‌و‌ ايديهم ‌و‌ ارجهلم بما كانوا يعملون... ‌لا‌ محاله سيرتدع عن الخوض ‌فى‌ الباطل ‌و‌ ‌لا‌ ياكل اعراض الناس ‌او‌ يفترى عليهم ‌و‌ يغتابهم... انه سيصمت ‌و‌ يحفظ لسانه ‌لا‌ محاله خوفا ‌من‌ الله ‌و‌ رعايه لحقه بدون مرض يصيبه ‌او‌ عاهه تلم ‌به‌ فتمنعه عن الكلام بل ‌هو‌ اختيارا يحفظه ‌و‌ يحرسه...
 ‌و‌ لجوارحنا عن اقتراف الاثام زاجرا فبهذا القرآن نمنع اعضاءنا ‌من‌ ارتكاب الاثام فاليد ‌لا‌ تخون ‌و‌ اللسان ‌لا‌ يتكلم بالحرام ‌و‌ العين ‌لا‌ تنظر الى الحرام ‌و‌ الرجل ‌لا‌ تمشى الى الحرام ‌و‌ هكذا سائر الاعضاء تمتنع عن ممارسه الحرام.
 ‌و‌ لما طوت الغفله عنا ‌من‌ تصفح الاعتبار ناشرا ‌اى‌ يمنعنا عما تطويه الغفله ‌و‌ النسيان ‌من‌ الاعتبار بان ننظر الى الحياه ‌و‌ الاحياء ‌و‌ نعتبر بمن مر عليها ‌و‌ ‌ما‌ اصاب الامم المتقدمه علينا فناخذ ‌من‌ ذلك العبره باننا لن نبقى فيها ‌و‌ لن تدوم لنا ‌و‌ نسعى ‌من‌ اجل ذلك ‌فى‌ سبيل الحياه الدائمه...
 حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه ‌و‌ زواجر امثاله التى ضعفت الجبال الرواسى على صلابتها عن احتماله حتى ندرك ‌ما‌ فيه ‌من‌ اسرار ‌و‌ لطائف سواء كانت بلاغيه ‌او‌ تشريعيه ‌او‌ علميه ‌او‌ غير ذلك ‌من‌ العلوم التى يكشف عنها الزمن ‌و‌ يتوصل اليها هذا الانسان ‌و‌ كذلك وفقنا الى ‌ان‌ نعرف زواجر امثاله ‌اى‌ الامثال التى ضربها الله ليعتبر بها الانسان ‌و‌ يستفيد ‌من‌ خلالها ‌فى‌ تربيه نفسه ‌و‌ حملها على تركه كل محرم هذا القرآن الذى لو اعطيت الجبال الثابته على صلابتها ‌و‌ قوتها لو اعطيت التكليف على ‌ان‌ تحمله لعجزت ‌و‌ اقرت بالعجز...
 
الانس: سكون القلب ‌و‌ اطمئنانه ‌و‌ ‌هو‌ ‌ضد‌ الوحشه.
 نزغات: ‌من‌ النزغ ‌و‌ ‌هو‌ النخس ‌و‌ الحمل على الشى ء ‌و‌ نزغات الشيطان وسوسته.
 الوسوسه: الخطرات الرديه ‌فى‌ القلب.
 حرسه: حفظه.
 خاض ‌فى‌ الامر: دخل فيه.
 
الدرن: الوسخ.
 الظما: العطش.
 الهواجر: جمع هاجره نصف النهار عند اشتداد الحر.
 الكسوه: بالكسره ‌و‌ الضم اللباس.
 يوم النشور: اليوم الذى يحيى الله فيه الناس للحساب.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ادم بالقرآن صلاح ظاهرنا اجعل ظاهرنا مستمرا على الخير ‌و‌ الاحسان ‌و‌ صلاح الظاهر غالبا ‌ما‌ يدل على صلاح الباطن ‌و‌ ‌هو‌ حجه معتبره لدى الفقهاء ‌فى‌ اثبات عداله الفرد ‌و‌ ‌هو‌ مطلوب ‌من‌ جميع الناس...
 ‌و‌ احجب ‌به‌ خطرات الوسواس عن صحه ضمائرنا ‌و‌ اغسل ‌به‌ درن قلوبنا ‌و‌ علائق اوزارنا ‌و‌ نسالك بهذا القرآن ‌ان‌ تمنع ‌به‌ ‌ما‌ يمكن ‌ان‌ يمر ‌فى‌ اذهاننا ‌و‌ تحدثنا انفسنا ‌به‌ ‌من‌ السو فيفسد نوايانا ‌و‌ دخائلنا ‌و‌ كذلك اغسل ‌به‌ اوساخ قلوبنا ‌و‌ ‌ما‌ علق بها ‌من‌ الاثام ‌و‌ المعاصى ‌اى‌ اجعل قلوبنا طاهره ‌من‌ كل رذيله ‌و‌ ‌من‌ كل اثم حتى نلقاك اتقياء انقياء...
 ‌و‌ اجمع ‌به‌ منتشر امورنا ‌و‌ ‌حد‌ بالقرآن ‌ما‌ افترقنا عليه ‌و‌ اجعلنا مجتمعين موحدين لنكون اقوياء اعزاء...
 وارو ‌به‌ ‌فى‌ موقف العرض عليك ظما هواجرنا اسقنا بالقرآن حتى نرتوى فلا يصيبنا عطش ‌فى‌ ذلك الموقف الذى نقفه امامك يوم القيامه للحساب حيث يدب الظما ‌فى‌ القلوب ‌من‌ شده الحر ‌و‌ قساوته ‌و‌ هذا القرآن ‌من‌ يرتوى ‌به‌ فيعمل بتعاليمه ‌و‌ يمتثل احكامه ‌و‌ يسترشد بهداه ‌لا‌ ‌شك‌ انه ‌لا‌ يظما يوم القيامه ‌و‌ ‌لا‌ يصيبه عطش ‌او‌ جهد ‌او‌ شده...
 ‌و‌ اكسنا ‌به‌ حلل الامان يوم الفزع الاكبر ‌فى‌ نشورنا اللهم البسنا بهذا القرآن ثياب الامان يوم الخوف الاكبر عند قيامنا ‌من‌ قبورنا للحساب ‌و‌ ‌ان‌ ‌من‌ اهتدى بالقرآن سوف يامن ‌من‌ الخوف ‌و‌ ياخذ صك البراءه ‌من‌ النار لان القرآن نعم الشفيع ‌و‌ نعم الامان ‌من‌ العذاب...
 
الجبر: الاصلاح.
 خلتنا: فقرنا ‌و‌ حاجتنا.
 العدم: بالتحريك ‌و‌ بالضم فقدان الشى ء.
 الاملاق: الفقر.
 رغد العيش: سعته ‌و‌ طيبه.
 
الخصب: البركه ‌و‌ النماء.
 السعه: خلاف الضيق.
 جنبنا عنه: ابعدنا عنه.
 الضرائب: جمع ضريبه السجيه ‌و‌ الطبيعه.
 مدانى: ‌من‌ الدناوه ‌و‌ هى الحقاره.
 هوه: حفره.
 ذائدا: مانعا.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجبر بالقرآن خلتنا ‌من‌ عدم الاملاق اللهم ‌سد‌ فقرنا بالقرآن ‌و‌ اصلح حالنا ‌و‌ ارفع حاجتنا ‌به‌ ‌و‌ ‌من‌ قرا قوله تعالى: فامشوا ‌فى‌ مناكبها ‌و‌ كلوا ‌من‌ رزقه ‌و‌ اليه النشور ‌و‌ قوله تعالى: فاذا قضيت الصلاه فانتشروا ‌فى‌ الارض... ‌و‌ ‌من‌ قرا القرآن يعرف كيف ‌ان‌ القرآن يحث على العمل ‌و‌ على رفع الحاجه بالسعى ‌و‌ الكد...
 ‌و‌ سق الينا ‌به‌ رغد العيش ‌و‌ خصب سعه الارزاق ‌و‌ بالقرآن وفر الينا السعه ‌و‌ البركه ‌و‌ اجعل الوفره الكثيره ‌و‌ العطاء الممدود ‌فى‌ الارزاق حتى نذوق طعم كرمك فنودى شكر ‌ما‌ اعطيت ‌و‌ منحت.
 ‌و‌ جنبنا ‌به‌ الضرائب المذمومه ‌و‌ مدانى الاخلاق ‌و‌ اعصمنا ‌به‌ ‌من‌ هوه الكفر ‌و‌ دواعى النفاق ابعدنا ‌و‌ نجنا بهذا القرآن عن الطبائع ‌و‌ الخصال المذمومه القبيحه كالبخل ‌و‌ الشح ‌و‌ الحسد ‌و‌ الانانيه ‌و‌ جنبنا الاخلاق السافله التى ‌لا‌ يرتضيها الكرام ‌و‌ اصحاب الشان كقله الحياء ‌و‌ البذاءه ‌و‌ الجبن ‌و‌ غيرها... ‌و‌ احفظنا بهذا القرآن ‌من‌ الوقوع ‌فى‌ مفاسد الكفر التى هى البعد عن الله ‌و‌ عن الانبياء ‌و‌ تعاليمهم ‌و‌ ‌ما‌ جاءت ‌به‌ الشريعه ‌و‌ كذلك ‌ما‌ يودى الى النفاق ‌من‌ الشك ‌و‌ الريب ‌و‌ حياكه الموامرات على الاسلام ‌و‌ الناس المومنين...
 حتى يكون لنا ‌فى‌ القيامه الى رضوانك ‌و‌ جنانك قائدا حتى يكون هذا القرآن يوم القيامه قائدا يقودنا الى الجنان ‌و‌ الى رضى الله حيث ‌ما‌ ‌لا‌ عين رات ‌و‌ ‌لا‌ اذن سمعت ‌و‌ ‌لا‌ خطر على قلب بشر ‌و‌ بعباره اخرى يكون هذا القرآن ‌هو‌ الذى يقودنا الى الجنه ‌و‌ نعيمها...
 ‌و‌ لنا ‌فى‌ الدنيا عن سخطك ‌و‌ تعدى حدودك ذائدا ففى الاخره يقودنا الى الجنه ‌و‌ ‌فى‌ الدنيا يمنعنا عن ارتكاب الحرام ‌و‌ ‌ما‌ يوجب غضب الله... فهو الذى يحجزنا عن القتل ‌و‌ السرقه ‌و‌ الخيانه ‌و‌ كل ‌ما‌ يوجب غضب الله...
 ‌و‌ لما عندك بتحليل حلاله ‌و‌ تحريم حرامه شاهدا ‌و‌ القرآن ‌هو‌ الشاهد على ‌من‌ احل حلاله ‌و‌ حرم حرامه فمن قرا القرآن ‌و‌ عرف ‌ان‌ الصلاه واجبه فالقرآن سيشهد انه اقام احكامه ‌و‌ اوجب الصلاه ‌و‌ ‌من‌ عرف ‌ان‌ الزنا حرام فتركه خوفا ‌من‌ الله فالقرآن يشهد عليه انه حرم حرامه ‌و‌ ‌من‌ شهد له القرآن فاز ‌و‌ انتصر ‌و‌ كان ‌من‌ اهل الجنه...
 
كرب الامر: شق عليه.
 السوق: نزع الروح.
 الجهد: المشقه.
 الانين: الصوت ‌من‌ شده الالم..
 الترادف: التتابع.
 الحشارج: جمع حشرجه الصوت الذى يردده ‌فى‌ حلقه عند الموت.
 التراقى: جمع ترقوه عظم مقدم الصدر.
 راق: ‌من‌ الرقيه ‌و‌ هى التعويذه.
 تجلى: ظهر ‌و‌ بان.
 المنايا: جمع منيه الموت.
 داف: خلط.
 ذعاف الموت: سم الموت.
 المذاق: ‌من‌ الذوق ‌و‌ ‌هو‌ الطعم.
 القلائد: جمع القلاده ‌ما‌ يعلق ‌فى‌ العنق.
 يوم التلاق: يوم القيامه.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ هون بالقرآن عند الموت على انفسنا كرب السياق ‌و‌ جهد الانين ‌و‌ ترادف الحشارج اذا بلغت النفوس التراقى ‌و‌ قيل ‌من‌ راق ‌و‌ تجلى ملك الموت لقبضها ‌من‌ حجب الغيوب ‌و‌ رماها عن قوس المنايا باسهم وحشه الفراق وداف لها ‌من‌ ذعاف الموت كاسا مسمومه المذاق ‌و‌ دنا منا الى الاخره رحيل ‌و‌ انطلاق ‌و‌ صارت الاعمال قلائد ‌فى‌ الاعناق ‌و‌ كانت القبور هى الماوى الى ميقات يوم التلاق يسال الله بهذا القرآن كما نساله نحن ‌ان‌ يسهل علينا سكرات الموت ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ عذاب ‌و‌ شدائد... صوره مرعبه لهذا الانسان الذى كان يعيش ‌فى‌ الدنيا... انه كان يامل كثيرا ‌و‌ يطغى كثيرا ‌و‌ يتجبر ‌و‌ يتكبر ‌و‌ يتيه ‌و‌ يزهو... كان يعمل الموبقات ‌و‌ يرتكب المعاصى ‌و‌ يعيش ليفسد ‌و‌ يضل عباد الله... هذا الانسان ‌فى‌ آخر يوم ‌من‌ ايام الدنيا ‌و‌ اول يوم ‌من‌ ايام الاخره... انه على فراش الموت يحتضر فهناك الشدائد ‌و‌ الاتعاب ‌من‌ جراء سوق الروح ‌و‌ خروجها... انها شده عظيمه فهذه الروح التى كانت تسرى ‌فى‌ تلك الاعضاءها هى تخرج باشد ‌ما‌ يكون الجهد ‌و‌ التعب ‌و‌ هناك الانين الذى يفطر القلوب القاسيه انها احداث الوجع ‌و‌ الالم الذى يتالم لاجلها السامع ‌و‌ هناك الانفاس التى تعلو ‌و‌ تهبط ‌و‌ تتردد ‌فى‌ الحلقوم فلا تخرج ‌و‌ ‌لا‌ تستقر انها تعذبه ‌و‌ تجرحه ‌و‌ ‌لا‌ تخرج... انها الروح بلغت التراقى الى عظم الصدر حيث منها تخرج ‌و‌ هناك الشده بل اشد مراتب خروجها هناك يلتمس ‌من‌ يرقيه... ‌من‌ يطلب له الشفاء ‌و‌ العافيه ‌من‌ هذا الجهد ‌و‌ البلاء... ‌و‌ لكن ‌لا‌ طبيب ‌و‌ ‌لا‌ دواء... بل ملك الموت يعالجها لقبضها... انه تحرك ‌من‌ الغيب المحجوب الذى ‌لا‌ ندركه ‌و‌ ‌لا‌ نعرفه ‌و‌ ‌لا‌ نقف عليه... انه تحرك لقبضها فرماها بسهم وحشه الفراق... يتصور هذا الميت- بل هى الحقيقه- انه سيستوحش ‌من‌ وحدته ‌و‌ غربته... فلا اهل ‌و‌ ‌لا‌ اولاد ‌و‌ ‌لا‌ اصدقاء ‌و‌ ‌لا‌ خلان ‌و‌ ‌لا‌ شى ء ممن كان يانس ‌به‌ ‌فى‌ دار الدنيا... انها الوحشه بكامل معناها... ‌ما‌ اقسى هذا التصور ‌و‌ ‌ما‌ اوحشه ‌و‌ فوق هذا فانه اضاف الى هذه الوحشه كاسا ممزوجه بالموت مسمومه، ‌من‌ ذاقها ‌لا‌ يكاد يتجرعها... انها تقطع الامعاء ‌و‌ تقضى على الحياه... انها كاس ‌لا‌ يقدر على استساغتها احد... لقد دنا رحيله عن دار الدنيا لينطلق الى الاخره ‌و‌ صارت الاعمال التى كان يقوم بها ملازمه له يراها الناس ‌لا‌ يستطع ‌ان‌ يتحلل منها ‌او‌ يخرج عنها ‌و‌ اصبحت القبور هى المستقر له ‌و‌ دار الاقامه بدلا عن القصور ‌و‌ الدور... لقد اصبح رهين القبور الى يوم القيامه... انها دار وحشه ‌و‌ دار غربه يستعد لها المومنون ‌و‌ ينساها الكافرون ‌و‌ الفاسقون... انه القرآن ببركته تهون كلها...
 
يلى الميت: اذا فنى جسده ‌و‌ دار البلى ‌هو‌ القبر.
 المقامه: الاقامه.
 الثرى: التراب.
 الملاحد: جمع ملحد ‌و‌ ‌هو‌ اللحد الشق بجانب القبر يوضع فيه الميت.
 الموبقات: المهلكات.
 الاثام: ‌من‌ الاثم المعصيه.
 السدف: جمع سدفه ‌و‌ هى الظلمه.
 الاهوال: جمع هول الفزع ‌و‌ الخوف.
 الطامه: القيامه.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ بارك لنا ‌فى‌ حلول دار البلى ‌و‌ طول المقامه بين اطباق الثرى ‌و‌ اجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا ‌و‌ افسح لنا برحمتك ‌فى‌ ضيق ملاحدنا ‌و‌ ‌لا‌ تفضحنا ‌فى‌ حاضر القيامه بموبقات آثامنا اللهم صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اجعل البركه فيما نزلنا فيه ‌من‌ القبور التى تبلى اجسادنا ‌و‌ تفنيها ‌و‌ ‌لا‌ يبقى ‌من‌ اجسادنا شى ء الا تحوله الى الرميم...، ‌و‌ البركه فيه ‌ان‌ يجعل القبر روضه ‌من‌ رياض الجنه حتى تتنعم هذه الروح التى طرا الفناء على جسدها ‌و‌ قالبها المادى... انه المكان الذى يطول المقام ‌به‌ بين التراب... ‌و‌ اجعل القبور بعد خروجنا ‌من‌ الدنيا اليها خير منازلنا اجعلها مباركه مريحه ‌و‌ وسع علينا ‌فى‌ اماكن دفننا بان تجعل قبورنا روضه ‌من‌ رياض الجنه نتنعم فيها ‌و‌ نرى اللذه الطيبه ‌و‌ ‌لا‌ تكشف عوراتنا ‌و‌ تفضحنا بسيئاتنا المهلكه يوم القيامه حين حضور الناس عامه ‌و‌ مشاهدتهم لنا ‌و‌ لها.
 
و ارحم بالقرآن ‌فى‌ موقف العرض عليك ذل مقامنا ‌و‌ ارحم بهذا القرآن موقفنا الذليل الخائف يوم نعرض عليك للحساب ‌و‌ نقف بين يديك لمناقشه ‌ما‌ عملته ايدينا ‌و‌ ‌ما‌ اكتسبته جوارحنا ‌و‌ هل هناك يبقى احد بدون خوف ‌و‌ دون اضطراب ‌و‌ قد احضرت الملفات كلها ‌و‌ هيئت الدعاوى مع البينات عليها... انه موقف الانسان الذليل الذى يحتاج الى العز ‌و‌ ‌لا‌ ‌عز‌ الا بيد الله...
 ‌و‌ ثبت ‌به‌ عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل اقدامنا ‌لا‌ ‌بد‌ ‌و‌ ‌ان‌ نمشى على الصراط- ‌و‌ ‌هو‌ جسر جهنم- ‌و‌ هناك تزل بالمجرمين ‌و‌ المنحرفين اقدامهم فيسقطون ‌فى‌ نار جهنم بينما المومنون المطيعون يمرون عليه كالبرق الخاطف حتى يصلوا الى ابواب الجنه فيدخلونها ‌و‌ ‌من‌ هنا يسال الامام- كما نسال تبعا له- ‌ان‌ يثبت اقدامنا فلا تزل فنسقط ‌فى‌ النار...
 ‌و‌ نور ‌به‌ قبل البعث سدف قبورنا ‌و‌ نجنا ‌به‌ ‌من‌ كرب يوم القيامه ‌و‌ شدائد اهوال يوم الطامه اللهم اجعل ظلمات قبورنا ‌و‌ ‌ما‌ فيها ‌من‌ وحشه مميته اجعلها بهذا القرآن مضيئه مشعه بالانوار مونسه لنا غير موحشه ‌و‌ نجنا ‌من‌ كل شده ‌و‌ نازله قويه يوم القيامه للحساب ‌و‌ نجنا ايضا ‌به‌ ‌من‌ شدائده ‌و‌ هى عظائم البلايا ‌و‌ المصائب ‌و‌ ‌ما‌ فيها ‌من‌ فزع ‌و‌ خوف يوم الطامه ‌و‌ ‌هو‌ يوم القيامه.
 
الود: المحبه.
 النكد: الشده ‌و‌ العسر.
 ‌و‌ بيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمه ‌فى‌ يوم الحسره ‌و‌ الندامه ‌و‌ اجعل لنا ‌فى‌ صدور المومنين ودا ‌و‌ ‌لا‌ تجعل الحياه علينا نكدا اللهم بيض وجوهنا، ‌و‌ كان بياض الوجوه علامه النجاح ‌و‌ النصر ‌و‌ انهم المومنون الصالحون ‌و‌ نتيجه ذلك دخول الجنه ‌و‌ الفوز برضوان الله- يوم تسود وجوه الظلمه فان سواد الوجوه علامه الفشل ‌و‌ الخسران ‌و‌ نتيجه ذلك دخول النار ‌و‌ غضب الجبار ‌و‌ هذا يطال الظالمين الذين يمارسون الظلم على الاخرين ‌و‌ يمارسون الظلم على انفسهم بمخالفه تكاليف الله ‌و‌ اوامره اللهم بيض وجوهنا يوم الحسره حيث يتحسر المومنون لعدم زيادتهم ‌فى‌ طاعه ربهم ‌و‌ يوم الندامه حيث يندم العصاه على فعلهم القبيح ‌و‌ اجعل لنا ‌فى‌ قلوب المومنين محبه فانها ‌من‌ اعظم النعم ‌و‌ قد وعد الله قوما بالموده حيث قال: ‌ان‌ الذين آمنوا ‌و‌ عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا.
 اللهم ‌لا‌ تجعل الحياه علينا نكدا ‌اى‌ شقاء ‌و‌ تعاسه ‌و‌ عسرا بل اجعلها ميمونه مباركه عامره بطاعتك.
 
صدع بالامر: جهر ‌به‌ ‌و‌ اظهره.
 اللهم صل على محمد عبدك ‌و‌ رسولك كما بلغ رسالتك ‌و‌ صدع بامرك ‌و‌ نصح لعبادك اللهم صل على محمد عبدك ‌و‌ رسولك كما بلغ رسالتك ‌من‌ اجل تبليغ رسالتك ‌و‌ هى الدين ‌و‌ الاسلام ‌و‌ صدع بامرك جهر ‌به‌ ‌و‌ لم يخف احدا بل اعلنه امام الناس ‌و‌ دعا اليه ‌و‌ نادى ‌فى‌ العالم بوجوب اتباعه ‌و‌ السير على هداه ‌و‌ قد نصح لعبادك حيث اوصلهم الى ‌ما‌ ينفعهم ‌و‌ يفيدهم...
 
مكن فلان عند فلان: اذا عظم ‌و‌ ارتفع شانه عنده.
 الجاه: القدر ‌و‌ المنزله.
 اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه ‌و‌ على آله يوم القيامه اقرب النبيين منك مجلسا ‌و‌ يراد بالقرب هنا القرب المعنوى ‌اى‌ اعلاهم مرتبه بحيث يراه الخلق اعلى ‌من‌ جميع البشر...
 ‌و‌ امكنهم منك شفاعه تستجيب له ‌فى‌ كل احد يطلب منك العفو عنه ‌و‌ الصفح عن زلاته ‌و‌ خطيئاته ‌و‌ ‌لا‌ ترد له طلبا ‌فى‌ نجاه ‌من‌ يريد ‌و‌ يحب...
 ‌و‌ اجلهم عندك قدرا ‌و‌ اوجههم عندك جاها ‌و‌ اجعله اعلاهم منزله عندك ‌و‌ اعظمهم قدرا ‌و‌ مهابه ‌و‌ جلاله...
 
اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد ‌و‌ شرف بنيانه اجعل ‌ما‌ اسسه ‌و‌ بناه ‌من‌ الدين ‌و‌ الاسلام عاليا رفيعا قويا بان تجعل دينه مهيمنا على الاديان كلها كاملا تاما...
 ‌و‌ عظم برهانه ‌ما‌ اتى ‌به‌ ‌من‌ الحجج والادله اجعلها قويه مقنعه يذعن لها كل مكابر ‌و‌ يرتضى بها كل طالب للحق ‌و‌ منصف.
 ‌و‌ ثقل ميزانه اجعل حسناته كثيره ‌و‌ خيراته عميمه حتى تكون له الكلمه النافذه عند الله.
 ‌و‌ تقبل شفاعته فان المذنبين ليس لهم الا عفو الله ‌و‌ شفاعه رسوله ‌و‌ الائمه ‌و‌ الشفاعه هى دخول النبى ‌فى‌ عمليه توسل الى الله ‌فى‌ ‌ان‌ يسقط ذنوب العاصين ‌و‌ ادخالهم الى الجنه ‌و‌ قد وردت الايات ‌و‌ الروايات بذلك...
 ‌و‌ قرب وسيلته اقبل ‌يا‌ رب ‌ما‌ توسل ‌به‌ النبى ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ فعله ‌و‌ قام ‌به‌ ‌من‌ جهاد ‌و‌ اجتهاد وجد ‌و‌ نشاط ‌و‌ ‌ما‌ عمله ‌من‌ حسنات ‌و‌ خيرات...
 ‌و‌ ارفع درجته اجعل درجته ‌و‌ مرتبته ‌فى‌ الجنه ارفع مما يستحق حتى اذا ارتفعت درجته نالنا ‌من‌ بركتها ‌ما‌ يرفعنا ‌و‌ ينفعنا.
 
السنه: الطريقه.
 المله: الدين.
 المنهاج: الطريق الواضح.
 الحوض: مجتمع الماء، الكوثر.
 ‌و‌ احينا على سنته اكتب لنا ‌ما‌ دمنا على قيد الحياه ‌ان‌ نكون على طريقته التى شرعها ‌و‌ اسسها ‌و‌ بناها...
 ‌و‌ توفنا على ملته اذا قضيت علينا بالموت ‌و‌ اردت قبض ارواحنا فلتكن ميتتنا ‌و‌ نحن على الاسلام ‌و‌ الايمان حتى نحقق اساس القبول لدخول الجنه.
 ‌و‌ خذبنا منهاجه ‌و‌ اسلك بنا سبيله ‌اى‌ وفقنا ‌و‌ يسرلنا ‌و‌ الزمنا بقوتك ‌ان‌ ناخذ طريقه الواضح البين الذى ‌لا‌ غبار عليه ‌و‌ ‌ان‌ يسلك بنا ‌و‌ يدلنا ‌و‌ يوصلنا الى الطريق التى يرسمها لنا ‌و‌ ‌هو‌ الاسلام..
 ‌و‌ اجعلنا ‌من‌ اهل طاعته ممن اطاعوا النبى ‌و‌ اخذوا بقوله ‌و‌ ‌من‌ اطاع النبى كان ممن اطاع الله.
 ‌و‌ احشرنا ‌فى‌ زمرته اجمع بيننا ‌و‌ بينه ‌فى‌ مستقر رحمتك مع النبيين ‌و‌ الشهداء ‌و‌ الصديقين.
 ‌و‌ اوردنا حوضه ‌و‌ اسقنا كاسه ‌و‌ قد وردت الاخبار ‌ان‌ لرسول لله ‌فى‌ الاخره حوضا فيه ماء ‌من‌ بلغه ‌و‌ وصل اليه ‌و‌ شرب منه شربه فانه ‌لا‌ يظما بعدها ابدا ‌و‌ مما ورد ‌فى‌ الاخبار ‌ان‌ الساقى يومها ‌هو‌ الامام على ‌و‌ ‌لا‌ يشرب منه الا ‌من‌ احب رسول الله ‌و‌ اهل بيته ‌و‌ عمل بسنتهم ‌و‌ اتبع طريقتهم ‌و‌ نحن نسال الله ‌ان‌ نرد الحوض ‌و‌ يسقينا رسول الله ‌و‌ اهل بيته منه انه على كل شى ء قدير.
 
خيرك ‌و‌ فضلك ‌و‌ كرامتك انك ذو رحمه واسعه ‌و‌ فضل كريم الصلاه ‌من‌ الله الرحمه فنسالك اللهم ‌ان‌ تصلى على محمد صلاه كامله توصله بها الى ‌ما‌ يرغب فيه ‌و‌ يطلبه ‌من‌ خيرك العام ‌و‌ عطائك التام ‌و‌ ‌ما‌ يوجب توقيره ‌و‌ تعظيمه ‌و‌ يرفع ‌من‌ شانه انك ‌يا‌ رب ذو رحمه واسعه وسعت كل شى ء ‌و‌ انت ‌يا‌ رب صاحب العطاء الكبير...
 
و صل الله على محمد ‌و‌ آله.. صلاه تبلغه بها افضل ‌ما‌ يامل ‌من‌
 
اللهم اجزه بما بلغ ‌من‌ رسالاتك وادى ‌من‌ آياتك ‌و‌ نصح لعبادك ‌و‌ جاهد ‌فى‌ سبيلك ‌و‌ هذا دعاء لله ‌ان‌ يعطى نبيه ‌و‌ يجزيه بما اوصل الى الناس ‌من‌ مرادات الله ‌و‌ هى تعاليم الاسلام ‌و‌ احكامه ‌و‌ ‌ما‌ ادى اليهم ‌من‌ الايات القرآنيه التى ينشرح لها الصدر ‌و‌ تنفتح لها القلوب ‌و‌ ‌من‌ الادله الداله على وجود الله ‌و‌ وحدانيته ‌و‌ صفاته ‌و‌ ‌ما‌ يختص به... ‌و‌ كذلك بما نصح لعبادك بان اوصل اليهم الحق ‌و‌ ارشدهم اليه ‌و‌ جاهد قدرته ‌فى‌ سبيل الله ‌و‌ اعلاء كلمته.
 اللهم اجزه بهذه الامور التى قدمها هذه الامور ‌و‌ هى
 افضل ‌ما‌ جزيت احدا ‌من‌ ملائكتك المقربين ‌و‌ انبيائك المرسلين المصطفين ‌و‌ السلام عليه ‌و‌ على آله الطيبين الطاهرين ‌و‌ رحمه الله ‌و‌ بركاته اجعل ثواب محمد ‌و‌ جزاءه افضل ‌و‌ اعظم ‌من‌ جزاء كل ‌من‌ اعطيته ‌من‌ ملائكتك المقربين الذين كانوا ‌لا‌ يعصونك فيما امرت ‌و‌ يعملون بامرك ‌لا‌ يحيدون عنه ‌و‌ ‌لا‌ ينحرفون عن طاعتك ‌و‌ كذلك اعطه افضل ‌ما‌ اعطيت لاعظم انبيائك الذين اخترتهم ‌من‌ عندك ‌و‌ ارسلتهم الى عبادك ‌و‌ اصطفيتهم ‌من‌ بين خلقك ‌و‌ السلام على رسول الله ‌و‌ على آله الطيبين الطاهرين ‌و‌ رحمه الله ‌و‌ بركاته...
 

برچسب ها :
نظرات کاربران (0)
ارسال دیدگاه