لطفا منتظر باشید

فى دفع كید الاعداء

«1» إِلَهِي هَدَيْتَنِي فَلَهَوْتُ ، ‌و‌ وَعَظْتَ فَقَسَوْتُ ، ‌و‌ أَبْلَيْتَ الْجَمِيلَ فَعَصَيْتُ ، ثُمَّ عَرَفْتُ ‌ما‌ أَصْدَرْتَ إِذْ عَرَّفْتَنِيهِ ، فَاسْتَغْفَرْتُ فَأَقَلْتَ ، فَعُدْتُ فَسَتَرْتَ ، فَلَكَ إِلَهِي الْحَمْدُ . «2» تَقَحَّمْتُ أَوْدِيَةَ الْهَلَاكِ ، ‌و‌ حَلَلْتُ شِعَابَ تَلَفٍ ، تَعَرَّضْتُ فِيهَا لِسَطَوَاتِكَ ‌و‌ بِحُلُولِهَا عُقُوبَاتِكَ . «3» ‌و‌ وَسِيلَتِي إِلَيْكَ التَّوْحِيدُ ، ‌و‌ ذَرِيعَتِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً ، ‌و‌ لَمْ أَتَّخِذْ مَعَكَ إِلَهاً ، ‌و‌ قَدْ فَرَرْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي ، ‌و‌ إِلَيْكَ مَفَرُّ الْمُسي ءِ ، ‌و‌ مَفْزَعُ الْمُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفْسِهِ الْمُلْتَجِىِ . «4» فَكَمْ ‌من‌ عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ ، ‌و‌ شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ ، ‌و‌ أَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ ، ‌و‌ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ ، ‌و‌ سَدَّدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ ، ‌و‌ لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ ، ‌و‌ أَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ ، ‌و‌ يُجَرِّعَنِي زُعَاقَ مَرَارَتِهِ . «5» فَنَظَرْتَ ‌يا‌ إِلَهِي إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتَِمالِ الْفَوَادِحِ ، ‌و‌ عَجْزِي عَنِ الِانْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ ، ‌و‌ وَحْدَتِي فِي كَثِيرِ عَدَدِ ‌من‌ نَاوَانِي ، ‌و‌ أَرْصَدَ لِي بِالْبَلَاءِ فِيما لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي . «6» فَابْتَدَأْتَنِي بِنَصْرِكَ ، ‌و‌ شَدَدْتَ أَزْرِي بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلْتَ لِي حَدَّهُ ، ‌و‌ صَيَّرْتَهُ ‌من‌ بَعْدِ جَمْعٍ عَدِيدٍ وَحْدَهُ ، ‌و‌ أَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ ، ‌و‌ جَعَلْتَ ‌ما‌ سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ ، فَرَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ، ‌و‌ لَمْ يَسْكُنْ غَلِيلُهُ ، قَدْ عَضَّ عَلَى شَوَاهُ ‌و‌ أَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفَتْ سَرَايَاهُ . «7» ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَايِدِهِ ، ‌و‌ نَصَبَ لِي شَرَكَ مَصَايِدِهِ ، ‌و‌ وَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ ، ‌و‌ أَضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ انْتِظَاراً لِانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ لِفَرِيسَتِهِ ، ‌و‌ ‌هو‌ يُظْهِرُ لِي بَشَاشَةَ الْمَلَقِ ، ‌و‌ يَنْظُرُنِي عَلَى شِدَّةِ الْحَنَقِ . «8» فَلَمَّا رَأَيْتَ ‌يا‌ إِلَهِي تَبَاركْتَ ‌و‌ تَعَالَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ ، ‌و‌ قُبْحَ ‌ما‌ انْطَوَى عَلَيْهِ ، أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ ، ‌و‌ رَدَدْتَهُ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِ ، فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلًا فِي رِبَقِ حِبَالَتِهِ الَّتِي كَانَ يُقَدِّرُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا ، ‌و‌ قَدْ كَادَ أَنْ يَحُلَّ بِي لَوْ ‌لا‌ رَحْمَتُكَ ‌ما‌ ‌حل‌ بِسَاحَتِهِ . «9» ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ حَاسِدٍ قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ ، ‌و‌ شَجِيَ مِنِّي بِغَيْظِهِ ، ‌و‌ سَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ ، ‌و‌ وَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ ، ‌و‌ جَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ ، ‌و‌ قَلَّدَنِي خِلَالًا لَمْ تَزَلْ فِيهِ ، ‌و‌ وَحَرَنِي بِكَيْدِهِ ، ‌و‌ قَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ . «10» فَنَادَيْتُكَ ‌يا‌ إِلَهِي مُسْتَغِيثاً بِكَ ، وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ ، عَالِماً أَنَّهُ ‌لا‌ يُضْطَهَدُ ‌من‌ أَوَى إِلَى ظِلِّ كَنَفِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَفْزَعُ ‌من‌ لَجَأَ إِلَى مَعْقِلِ انْتِصَارِكَ ، فَحَصَّنْتَنِي ‌من‌ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ . «11» ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَهَا عَنِّي ، ‌و‌ سَحَائِبِ نِعَمٍ أَمْطَرْتَهَا عَلَيَّ ، ‌و‌ جَدَاوِلِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا ‌و‌ ، عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا ، ‌و‌ أَعْيُنِ أَحْدَاثٍ طَمَسْتَهَا ، ‌و‌ غَوَاشِيَ کُرُبَاتٍ کَشَفْتَهَا . «12» ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ ، ‌و‌ عَدَمٍ جَبَرْتَ ، ‌و‌ صَرْعَةٍ أَنْعَشْتَ ، ‌و‌ مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ . «13» كُلُّ ذَلِكَ إِنْعَاماً ‌و‌ تَطَوُّلًا مِنْكَ ، ‌و‌ فِي جَمِيعِهِ انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيكَ ، لَمْ تَمْنَعْكَ إِسَاءَتِي عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ حَجَرَنِي ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ ، ‌لا‌ تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ . «14» ‌و‌ لَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ ، ‌و‌ لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ ، ‌و‌ اسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ ، أَبَيْتَ ‌يا‌ مَوْلَايَ إِلَّا إِحْسَاناً ‌و‌ امْتِنَاناً ‌و‌ تَطَوُّلًا ‌و‌ إِنْعَاماً ، ‌و‌ أَبَيْتُ إِلَّا تَقَحُّماً لِحُرُمَاتِكَ ، ‌و‌ تَعَدِّياً لِحُدُودِكَ ، ‌و‌ غَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِلَهِي ‌من‌ مُقْتَدِرٍ ‌لا‌ يُغْلَبُ ، ‌و‌ ذِي أَنَاةٍ ‌لا‌ يَعْجَلُ . «15» هَذَا مَقَامُ ‌من‌ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النِّعَمِ ، ‌و‌ قَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ ، ‌و‌ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيعِ . «16» اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالُْمحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ ، ‌و‌ الْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَاءِ ، ‌و‌ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِمَا أَنْ تُعِيذَنِي ‌من‌ ‌شر‌ كَذَا ‌و‌ كَذَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ ‌لا‌ يَضِيقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَتَكَأَّدُكَ فِي قُدْرَتِکَ ‌و‌ أَنْتَ عَلَي کُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «17» فَهَبْ لِي ‌يا‌ إِلَهِي ‌من‌ رَحْمَتِكَ ‌و‌ دَوَامِ تَوْفِيقِكَ ‌ما‌ أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ ‌به‌ إِلَى رِضْوَانِكَ ، ‌و‌ آمَنُ ‌به‌ ‌من‌ عِقَابِكَ ، ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
 
اللهو: الاشتغال بما يستمتع ‌به‌ مما ‌لا‌ يعنيه عما يعنيه.
 الوعظ: زجر مقترن بالتخويف.
 ابليت: اعطيت.
 الاصدار: خلاف الايراد يقال اصدرت الابل اذا اتيت بها للشرب ‌و‌ اصدرتها اذا صرفتها.
 اقلت: عفوت.
 عدت: رجعت.
 الهى هديتنى فلهوت ‌و‌ وعظت فقسوت ‌و‌ ابليت الجميل فعصيت ثم عرفت ‌ما‌ اصدرت اذ عرفتنيه فاستغفرت فاقلت فعدت فسترت فلك الهى الحمد الهى قد دللتنى على طريق الهدى ‌و‌ الحق بارسالك الرسل ‌و‌ انزال البينات ‌و‌ اخذت بيدى لما فيه الفوز ‌و‌ النجاه ‌و‌ لكنى لهوت ‌و‌ اشتغلت بما ‌لا‌ يهمنى ‌و‌ ‌لا‌ يعنينى ‌و‌ قد زجرتنى عن المعصيه ‌و‌ خوفتنى آثارها المترتبه عليها ‌و‌ لكنى قسوت على نفسى حينما لم يرق هذا القلب القاسى للموعظه ‌و‌ لم يعتبر بها ‌و‌ يتخذ الدروس ‌و‌ الحكم...
 ‌و‌ انك سبحانك اعطيت العطايا الكبيره ‌و‌ الخير العميم ‌من‌ صحه ‌و‌ مال ‌و‌ اولاد ‌و‌ هدايه فعصيت امرك بشكرها ‌و‌ اداء حقها ‌و‌ لم اراعيك فيما امرت ‌و‌ طلبت ثم اننى عرفت بتعريفك ‌ما‌ جنيت ‌من‌ المعاصى ‌و‌ ‌ما‌ ارتكبت ‌من‌ الاثم ‌و‌ ‌ما‌ كان منى ‌من‌ الذنوب التى اجترحتها ‌و‌ فعلتها فاستغفرت منها ‌و‌ تبت اليك وعدت الى عفوك ‌و‌ صفحك فعفوت عنى ‌و‌ غفرت الخطايا ‌و‌ لم تواخذنى بها ولكنى لشقوتى عدت الى ارتكابها ‌من‌ جديد ‌و‌ سولت لى نفسى ممارستها ‌و‌ لكن بلطفك سترتنى ‌و‌ لم تفضحنى بها ‌و‌ لم تشهرنى بها بين الناس فلك الحمد ‌يا‌ الهى على نعمك ‌و‌ عطاياك ‌و‌ على عفوك ‌و‌ سترك ‌و‌ كل ‌ما‌ اسديت الى..
 
تقحمت: دخلت.
 الشعاب: جمع شعب الطريق ‌فى‌ الجبل ‌او‌ مسيل الماء.
 التلف: الهلاك.
 السطوه: البطش بشده.
 تقحمت اوديه الهلاك ‌و‌ حللت شعاب تلف تعرضت فيها لسطواتك ‌و‌ بحلولها عقوباتك، ‌و‌ وسيلتى اليك التوحيد، ‌و‌ ذريعتى انى لم اشرك بك شيئا ‌و‌ لم اتخذ معك الها ‌و‌ قد فررت اليك بنفسى ‌و‌ اليك مفر المسى ء ‌و‌ مفزع المضيع لحظ نفسه المتلجى ء ‌و‌ لقد كان ‌ما‌ تماديت ‌به‌ ‌من‌ الزلات ‌و‌ الهفوات اننى دخلت بدون ترو منى ‌و‌ ‌لا‌ استيعاب تفكر اوديه الموت ‌و‌ الفناء ‌و‌ ذلك لان المعاصى تميت الانسان ‌و‌ تقضى عليه ‌فى‌ الاخره حيث يكون نصيبه النار ‌و‌ اقمت ‌فى‌ اماكن ‌و‌ عره استحققت فيها اخذك ‌و‌ بطشك ‌و‌ نزول عقوباتك فكان المعاصى ‌فى‌ شعاب قاسيه الدخول ‌و‌ قد دخلها الانسان فاستحق العقوبه ‌و‌ العذاب.
 
الذريعه: الوسيله.
 فر: هرب.
 التضيع: اهمال الشى ء حتى يذهب.
 الحظ: النصيب.
 التجاء اليه: اعتصم به.
 ‌و‌ على كل حال مع تلك المعاصى ‌و‌ الخطايا التى ارتكبتها ‌و‌ فعلتها ‌و‌ مع كل تلك الانحرافات لم اقطع الطرق اليك ‌و‌ لم اسد النوافذ الى جنابك حتى يصيبنى الياس ‌من‌ التوسل اليك ‌و‌ طلب العفو ‌و‌ المغفره منك بل اننى ‌و‌ مع كل ذلك اتوسل اليك باعظم الوسائل ‌و‌ الطرق ‌فى‌ الامل بنجاتى الا ‌و‌ هى وسيله توحيدك ‌و‌ اننى اعترف بانك واحد احد ‌و‌ انه ‌لا‌ شريك لك ‌فى‌ الامور لم اتخذ معك الها ‌و‌ لم اشرك بك احدا ‌و‌ هذا اعظم ‌ما‌ اقدمه بين يديك ‌و‌ اتوسل ‌به‌ للفوز ‌و‌ النجاه... ‌و‌ قد هربت اليك ‌و‌ التجات الى جنابك اريد نجاه نفسى ‌و‌ دفع المكروه عنها... هربت اليك بهذه النفس الضعيفه طالبا رضاك ‌و‌ عفوك ‌و‌ صفحك ‌و‌ اليك ملجاء المسيئين ‌و‌ الى رحابك يعود ‌من‌ ضيع الطاعات ‌و‌ اهمل المهمات ‌و‌ اساء الى نفسه فانت اهل للعود اليه ‌و‌ تملك كل اسباب النجاه ‌و‌ العفو...
 
ارهفت السيف: رققته.
 شبا السنان: طرفه المحدود.
 حده: طرفه المحدود ‌و‌ الحده ‌فى‌ الانسان الباس.
 داف: خلط.
 سدد السهم: وجهه اليه.
 يسومنى: يطلب لى ‌و‌ يريد.
 الجرعه: ‌من‌ الماء كاللقمه ‌من‌ الطعام ‌و‌ يجرعنى ‌اى‌ يشربنى شيئا فشيئا.
 الزعاق: الماء المر الغليظ الذى ‌لا‌ يطاق شربه.
 فكم ‌من‌ عدو انتضى على سيف عداوته ‌و‌ شحذ لى ظبه مديته ‌و‌ ارهف لى شبا حده ‌و‌ داف لى قواتل سمومه ‌و‌ سدد نحوى صوائب سهامه ‌و‌ لم تنم عنى عين حراسته ‌و‌ اضمر ‌ان‌ يسومنى المكروه ‌و‌ يجرعنى زعاق مرارته كان اعداء اهل البيت كثيرين ‌و‌ كان اشد اعدائهم ‌و‌ اقساهم عليهم بنوا اميه الذين كانوا يشعرون ‌ان‌ اهل البيت يهددونهم ‌فى‌ امجادهم ‌و‌ ياتون عليهم بما عندهم ‌من‌ فضائل ‌و‌ مناقب ‌و‌ قد عانى الامام زين العابدين اشد المعاناه حيث راى واقعه كربلاء بام عينه ‌و‌ بعدها قد ‌لا‌ حقته السلطه الامويه ‌و‌ راقبته ‌و‌ حبست عليه انفاسه ‌و‌ ‌هو‌ يصور لنا مدى القساوه التى كان يعيشها ‌و‌ يرسم لنا اعداءه ‌و‌ كيف يعاملونه... انهم قد اظهروا عداوتهم ‌و‌ بينوها ‌و‌ جاهروا بها ‌و‌ قد كان الامام يسمع باذنيه سب جده ‌و‌ ابيه... انهم قد حاكوا ضده الموامرات ‌و‌ ارادوا ‌فى‌ اكثر ‌من‌ موقع ‌ان‌ يوقعوه ‌فى‌ الهلاك... انهم كانوا يصوبون نحوه سهام غدرهم ‌و‌ كيدهم ‌و‌ ‌ما‌ يملكونه ‌من‌ قدره ‌و‌ ‌ما‌ عندهم ‌من‌ خبث لقد كانوا يراقبون الامام ‌و‌ تصرفاته خوفا ‌من‌ تحرك يودى بهم ‌و‌ يطيح بعروشهم... كانوا يخافون ‌من‌ كل حركه يقوم بها الامام ‌و‌ لذا كان تحت الرقابه باستمرار... يضمرون له السوء ‌و‌ يسقونه مراره الوحده ‌و‌ الوحشه ‌و‌ العزله مع ‌ما‌ كانوا يمارسون عليه ‌من‌ الاضطهاد ‌و‌ التضييق...
 
انتضى: السيف جرده ‌و‌ سله.
 شحذ: السيف احده ‌و‌ رقق شفرته.
 الظبه: ‌حد‌ السيف ‌و‌ نحوه.
 المديه: بتثليث الميم الشفره.
 
الفوادح: المصائب الشديده.
 ناوانى: عادانى.
 الارصاد: الانتصار ‌و‌ قيل ‌هو‌ مع العداوه.
 فنظرت ‌يا‌ الهى الى ضعفى عن احتمال الفوادح ‌و‌ عجزى عن الانتصار ممن قصدنى بمحاربته ‌و‌ وحدتى ‌فى‌ كثير عدد ‌من‌ ناوانى ‌و‌ ارصد لى بالبلاء فيما لم اعمل فيه فكرى انك ‌يا‌ الهى قد علمت ‌ما‌ انا عليه ‌من‌ الضعف بحيث ‌لا‌ اقدر على احتمال المصائب ‌و‌ علمت عجزى ‌و‌ قله حيلتى عن الانتصار بحيث ‌لا‌ اقدر على الانتصار على ‌من‌ قصدنى بمحاربته فانهم اعداء يملكون القوه ‌و‌ القدره ‌و‌ يملكون العده ‌و‌ العدد فانا وحدى ‌و‌ اعدائى كثيرون يريدون محاربتى ‌و‌ قد راقبونى ليصبوا على البلاء ‌و‌ المكروه ‌و‌ انا لم اهتد ‌و‌ لم يصل فكرى الى ‌ما‌ يخططون ‌و‌ يرسمون لى ‌من‌ البلاء... انه ع يصور الحاله التى يعيشها معه الاعداء ‌و‌ ‌ما‌ يخططون ‌من‌ خلالها للقضاء عليه ‌و‌ لكن الله انتصر له ‌و‌ نجاه ‌من‌ بينهم ‌و‌ لم يستطع احد ‌ان‌ ينال ‌من‌ شخصه شيئا لقد كان الله معه يحفظه ‌و‌ يسدده ‌و‌ يدفع عنه  
 
الازر: القوه الشديده.
 فللت: كسرت ‌و‌ ثلمت.
 عديد: كثير.
 الكعب: ‌فى‌ الاصل للعظم الناتى ء فوق قدم الانسان ‌او‌ عند ملتقى الساق ‌و‌ القدم ‌و‌ هنا كنايه عن الشرف ‌و‌ العلو.
 سدده: وجهه نحوى.
 الغيظ: الغضب الشديد.
 الغليل: حراره العطش ‌و‌ يطلق على الحقد.
 شواه: اطراف اصابعه.
 السرايا: جمع سريه قطعه ‌من‌ الجيش.
 ‌و‌ لذا يقول:
 فابتداتنى بنصرك ‌و‌ شددت ازرى بقوتك ثم فللت لى حده ‌و‌ صيرته ‌من‌ بعد جمع عديد وحده ‌و‌ اعليت كعبى عليه ‌و‌ جعلت ‌ما‌ سدده مردودا عليه فرددته لم يشف غيظه ‌و‌ لم يسكن غليله قد عض على شواه ‌و‌ ادبر موليا قد اخلفت سراياه ‌و‌ تفضلا منك ‌يا‌ رب بدون مساله منى سابقه رحمتنى فنصرتنى ابتداء، ‌و‌ قويت عزيمتى ‌و‌ جعلتنى بقوتك ‌و‌ فضلك قويا فقد كسرت شوكه عدوى ‌و‌ عطلت منه قوته ‌و‌ جعلته بعد تلك الجماعه التى كانت تحوطه ‌و‌ يضرب ‌من‌ اراد ‌و‌ بعد ذلك العدد الكبير جعلته وحده لم يبق معه احد ‌و‌ قد اعليت منزلتى عليه ‌و‌ رفعت مقامى على مقامه ‌و‌ جعلت ‌ما‌ وجهه نحوى ‌من‌ الايذاء مردودا عليه راجعا اليه فارجعته دون ‌ان‌ يشفى غيظه منى ‌او‌ يدرك امنيته بل كبت ‌و‌ لم يهدا حقده الذى اججه نحوى انه لشده غضبه ‌و‌ عدم ظفره بما اراد قد عض على انامله غيظا ‌و‌ غضبا ‌و‌ ادبر راجعا خاسئا غير ظافر قد اخفقت جيوش حقده ‌و‌ لم تظفر مكايده ‌و‌ حيله فيما كان يصبو اليه ‌و‌ يرغب فيه...
 
باغ: ظالم.
 بغانى: طلبنى.
 مكائده: خدعه.
 الشرك: حبائك الصائد.
 المصائد: جمع مصيده آله الصيد.
 تفقدت الشى ء: طلبته عند فقده ‌و‌ غيبته.
 اضباء: استتر ‌و‌ اختفى ليخدع.
 الطريده: الفريسه- الصيد.
 انتهز الامر: اغتنمه.
 الفرصه: الحاله التى يتمكن فيها ‌من‌ المطلوب.
 
البشاشه: طلاقه الوجه.
 التملق: التودد ‌و‌ التلطف.
 الحنق: الغيظ الشديد.
 ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ باغ بغانى بمكائده ‌و‌ نصب لى شرك مصائده ‌و‌ وكل ‌به‌ تفقد رعايته ‌و‌ اضباء الى اضباء السبع لطريدته انتظارا لانتهاز الفرصه لفريسته ‌و‌ ‌هو‌ يظهر لى بشاشه الملق ‌و‌ ينظرنى على شده الحنق ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ معتد ظالم قد طلبنى ‌و‌ ارادنى: بحيله ‌و‌ خدعه فهو قد اقام لى ‌ما‌ يوقعنى ‌فى‌ الظلم ‌و‌ الجور ‌و‌ ‌ما‌ يعود على بالخيبه ‌و‌ الخسران ‌و‌ جعل رقابته مستمره على بحيث ‌لا‌ امتلك الحريه الكامله ‌و‌ الاراده التامه ‌و‌ قد اختباء ‌و‌ استتر ‌فى‌ غفله عنى ينتظر افتراسى ‌و‌ اقتلاع جذورى ‌و‌ القضاء على مع انه يظهر حلاوه المنطق ‌و‌ حسن اللقاء ‌و‌ بشاشه الوجه ولكنه ينطوى على حقد دفين انه ذو وجهين ففى اللقاء يهش ‌و‌ يبش ‌و‌ ‌فى‌ الغياب ينصب الحبائل ‌و‌ يحيك الموامرات للقضاء على ‌و‌ الايقاع ‌بى‌ لاهلاكى.
 
الدغل: بالتحريك الفساد ‌و‌ الريبه.
 السريره: ‌ما‌ يسره الانسان ‌و‌ يضمره.
 اركسه: قلبه على راسه.
 ‌ام‌ الراس: الدماغ ‌و‌ قيل الجلده الرقيقه التى تكون على الدماغ.
 الزبيه: بالضم حفره تحفر ‌فى‌ موضع عال يصاد فيها الاسد ‌و‌ نحوه.
 الحفره: بالضم الحفيره ‌ما‌ يحفر ‌من‌ الارض.
 القمع: القهر ‌و‌ الاذلال.
 الاستطاله: الترفع ‌و‌ العلو.
 الربق: جمع ربقه ‌و‌ هى العروه ‌فى‌ الحبل تشد بها الحيوانات.
 الحباله: الشرك الذى يصطاد به.
 فلما رايت ‌يا‌ الهى تباركت ‌و‌ تعاليت دغل سريرته ‌و‌ قبح ‌ما‌ انطوى عليه اركسته لام راسه ‌فى‌ زبيته ‌و‌ رددته ‌فى‌ مهوى حفرته فانقمع بعد استطالته ذليلا ‌فى‌ ربق حبالته التى كان يقدر ‌ان‌ يرانى فيها ‌و‌ قد كاد ‌ان‌ يحل بى- لو ‌لا‌ رحمتك ‌ما‌ ‌حل‌ بساحته فلما رايت ‌يا‌ الهى تباركت ‌و‌ تعاليت فساد داخله ‌و‌ قبح ‌ما‌ يسره ‌و‌ ينطوى عليه ‌من‌ الشر ‌و‌ الرذيله قلبته على راسه ‌فى‌ حفرته التى كان يحفرها لعبدك ‌و‌ رددته الى حيث كان ينويه لى ‌و‌ يخططه ‌فى‌ القضاء على فقهر بعد علوه ‌و‌ تكبره ‌و‌ دخل ذليلا فيما كان يعده لى ‌كى‌ اكون فيه ‌من‌ ذل ‌و‌ مهانه ‌و‌ مصائب ‌و‌ بلايا ‌و‌ قد كان يتصور ‌ان‌ يرانى فيها ‌و‌ قد استعمل جميع ‌و‌ سائله لاكون فيها
 
و اقع ‌فى‌ مصايدها لو ‌لا‌ ‌ان‌ رحمتك صرفتها عنى ‌و‌ طالته ‌هو‌ دونى...
 ‌و‌ بعباره قصيره ‌ان‌ الله قد راى ‌ما‌ كان يعده لوقوعى ‌فى‌ الدواهى ولكنه سبحانه صرفها عنى ‌و‌ الحقها ‌به‌ برحمته ‌بى‌ ‌و‌ عطفه على...
 
شرق: شرق بريقه غص به.
 ‌و‌ الغصه: بالضم ‌ما‌ نشب ‌فى‌ الحلق ‌و‌ اعترض فلم يجر فيه.
 الشجى: ‌ما‌ يعترض ‌فى‌ الحلق ‌من‌ عظم ‌و‌ غيره.
 الغيظ: شده الغضب.
 سلقه بلسانه: خاطبه بما يكره.
 الوحر: امتلاء الصدر ‌من‌ الغيظ.
 القرف: التهمه.
 العرض: ‌ما‌ يصونه الانسان ‌و‌ يحامى عنه ‌ان‌ يعاب.
 الغرض: الهدف.
 مراميه: سهامه التى يرميها.
 القلاده: ‌ما‌ يجعل ‌فى‌ العنق.
 الخلال: جمع خله ‌و‌ هى الخصله.
 ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ حاسد قد شرق ‌بى‌ بغصته ‌و‌ شجى منى بغيظه ‌و‌ سلقنى بحد لسانه ‌و‌ وحرنى بقرف عيوبه ‌و‌ جعل عرضى غرضا لمراميه ‌و‌ قلدنى خلالا لم تزل فيه ‌و‌ وحرنى بكيده ‌و‌ قصدنى بمكيدته ‌و‌ هذا ‌هو‌ الحاسد ‌و‌ ‌ما‌ اكثره اليوم- الذى يرى النعمه على الناس فيتمنى زوالها عنهم ‌و‌ يسعى بما يملك ‌من‌ وسائل ‌فى‌ سبيل تحقيق ذلك ‌و‌ الامام قد ابتلى بالحساد ‌فى‌ زمانه ‌و‌ اهل البيت كلهم قد وقعوا ضحيه الحسد حيث راى اعداوهم ‌ما‌ ينعم الله ‌به‌ على اهل البيت ‌من‌ حيث انهم خلفاء الرسول ‌و‌ اجمع الناس لصفات الكمال فحسدوهم ‌و‌ كادوهم ‌و‌ بغوا عليهم ‌و‌ راحوا ‌فى‌ مطاردتهم ‌و‌ تشريدهم ‌و‌ قتلهم... ‌و‌ قد نال الامام زين العابدين سهم ‌و‌ افر ‌من‌ ذلك حيث عاش واقعه كربلاء ‌و‌ عاش بعدها الحصار ‌و‌ الرقابه ‌و‌ لذا يتوجه الى الله ‌و‌ يستعين ‌و‌ يصور لنا حاله حساده...
 ‌كم‌ ‌من‌ حاسد، تعبير آخر عن كثرتهم ‌و‌ كبير عددهم قد غص ‌بى‌ ‌و‌ لم يقدر ‌ان‌ يتحملنى ‌او‌ يطيق ذكرى فكنت ‌فى‌ حلقه اذى له ‌و‌ مراره لم يقدر على اغفالى ‌و‌ نسيانى ‌و‌ كاننى كنت بالنسبه له كل شى ء انغص عليه حياته ‌و‌ اقلق وجوده كان يحقد على ‌و‌ ينالنى بلسانه بما اكره ‌و‌ ‌لا‌ احب حيث كان يشتمنى ‌و‌ يشتم الصالحين ‌من‌ اهلى ‌و‌ قد نقل التاريخ مشاهد كثيره لهذا القول... ‌و‌ قد اتهمنى بما فيه ‌من‌ العيوب ‌و‌ جعل كرامتى ‌و‌ سمعتى هدفا لشتائمه ‌و‌ سبابه ‌و‌ الزمنى صفات هى فيه لم تزل فكان يرى الصفه ‌و‌ القبيحه فيه فيرمينى بها ‌و‌ يقذفها الى ‌و‌ ‌من‌ كيده ‌و‌ خبثه كان يتهمنى بالسوء ‌و‌ القبيح ‌و‌ يقصدنى بخبيثه ‌و‌ انحرافه...
 
الاضطهاد: القهر.
 آوى اليه: التجاء اليه.
 الظل: اصله الفى ء ‌و‌ يستعمل ‌فى‌ العز.
 الكنف: بفتحتين الجانب.
 الفزع: الخوف.
 المعقل: الملجاء.
 فناديتك ‌يا‌ الهى مستغيثا بك واثقا بسرعه اجابتك عالما انه ‌لا‌ يضطهد ‌من‌ آوى الى ظل كنفك ‌و‌ ‌لا‌ يفزع ‌من‌ لجاء الى معقل انتصارك فحصنتنى ‌من‌ باسه بقدرتك لما كان هذا الحاسد يمارس مع الامام هذا الاسلوب القبيح واجهه الامام باعظم ‌ما‌ يملك ‌و‌ ‌هو‌ التوجه الى الله فكان الله عند سماع قول الامام مجيبا... دعوتك ‌يا‌ الهى اطلب اعانتك فانى محتاج اليها ‌و‌ انى على علم ‌و‌ ثقه بانك تستجيب بسرعه للمظلوم المطيع لك العامل بامرك ‌و‌ انا على علم ‌و‌ يقين انه ‌لا‌ ينال قهر ‌او‌ ذل ‌من‌ التجاء اليك ‌و‌ عاد الى كنفك فانت العزيز الذى ‌لا‌ تقبل بالضيم ‌ان‌ يصيبنى ‌و‌ ‌لا‌ ترضى بظلمى ‌و‌ قهرى ‌و‌ ‌لا‌ يخاف ‌من‌ لجاء الى مكان قوتك التى بها ينتصر على العالمين فمنعت بقدرتك ‌و‌ قوتك ‌ان‌ يطالنى ظلمه ‌او‌ ينالنى اثمه... ‌و‌ ‌من‌ التجاء الى الله ‌و‌ كان مطيعا لله كفاه الله امر اعدائه ‌و‌ نصره عليهم ‌و‌ دفع شرهم عنه...
 
السحائب: جمع سحابه ‌و‌ هى الغيمه.
 جليتها: كشفتها.
 الجداول: جمع جدول النهر الصغير.
 
نشرتها: اجريتها ‌و‌ بسطها.
 الاحداث: النوائب.
 الطمس: المحو ‌و‌ ازاله الاثر.
 الغواشى: جمع غاشيه ‌من‌ غشيه يغشاه اذا ستره ‌و‌ غطاه.
 الكربات: الغموم.
 ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ سحائب مكروه جليتها عنى ‌و‌ سحائب نعم امطرتها على ‌و‌ جداول رحمه نشرتها ‌و‌ عافيه البستها ‌و‌ اعين احداث طمستها ‌و‌ غواشى كربات كشفتها ثم انه ع ذكر نعم الله ‌و‌ فضله عليه ‌و‌ اخذ ‌فى‌ تعداد بعضها ‌و‌ هى كما تكون بانزال النعمه قد تكون بازاله النقمه ‌و‌ لذا كان كشف الضر ‌من‌ النعم...
 فكم ‌من‌ سحائب مكروه جليتها لقد كشفت بقدرتك ‌ما‌ كان يصيبنى ‌من‌ المكروه الشديد حيث كانت هذه النفس تطبق عليها الغموم ‌و‌ الهموم فكنت تكشفها بفضلك ‌و‌ ‌فى‌ المقابل كنت تنزل على النعم ‌و‌ الخيرات ‌و‌ تجرى رحمتك ‌و‌ تبسطها على ‌و‌ عافيتك كانت تحل ‌بى‌ ‌و‌ انالها بفضلك...
 ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ النوائب ‌و‌ المصائب قد ازلتها ‌و‌ فرجتها ‌و‌ هموم ‌و‌ غموم قد كشفتها... لقد كان فضلك يتجسد ‌فى‌ ازاله النقمه ‌و‌ حلول النعمه على اختلاف الحالين...
 
العدم: بفتحتين ‌و‌ بالضم ‌و‌ السكون الفقر.
 جبرت: اصلحت ‌ما‌ انكسر.
 الصرعه: الوقوع على الارض.
 انعشه: اقامه ‌و‌ رفعه.
 ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ ظن حسن حققت ‌و‌ عدم جبرت ‌و‌ صرعه انعشت ‌و‌ مسكنه حولت كل ذلك انعاما ‌و‌ تطولا منك ‌و‌ ‌فى‌ جميعه انهماكا منى على معاصيك ‌و‌ ‌لا‌ يزال الامام يعدد بعض نعم الله عليه فيذكر انه كان يظن بالله الظنون الحسنه ‌و‌ انه اذا ناداه سمعه ‌و‌ اذا طلب منه استجاب له ‌و‌ جبر فقره فاغناه ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ وقعه ‌فى‌ ورطه ‌او‌ مشكله قد اخرج منها سالما ‌و‌ نصره ‌و‌ ازاح فقره ‌و‌ حاجته فقد حولها الى الغنى ‌و‌ الثروه ‌و‌ الاكتفاء
 
التطول: الافضال.
 انهمك ‌فى‌ الامر: جد فيه ‌و‌ الح.
 حجرنى: منعنى.
 مساخطك: ‌من‌ السخط ‌و‌ ‌هو‌ الغضب.
 ‌و‌ قد كان ذلك فضلا منه ‌و‌ احسانا ‌و‌ ‌فى‌ مقابل هذه النعم جميعها ‌و‌ ‌فى‌ اثناء عطائها كنت ملازما معاصيك مداوما على مخالفتك، ‌و‌ كل ذلك اعتراف ‌من‌ الامام بعظمه الله ‌و‌ جوده ‌و‌ كرمه.
 لم تمنعك اساءتى عن اتمام احسانك ‌و‌ ‌لا‌ حجرنى ذلك ‌من‌ ارتكاب مساخطك ‌لا‌ تسال عما تفعل ‌و‌ لقد سئلت فاعطيت ‌و‌ لم تسال فابتدات ‌و‌ استميح فضلك فما اكديت ثم لم تقف اساءتى المتجسده ‌فى‌ مخالفه امرك عن اتمام احسانك الى بل كان فضلك يكمل ‌و‌ يتم دون ‌ان‌ تقف الاساءه حاجزا عنها كما ‌ان‌ هذا الاحسان لم يمنعنى عن ارتكاب ‌ما‌ يسخطك ‌و‌ يغضبك ‌و‌ كان ‌من‌ حقى ‌ان‌ اشكر احسانك بعدم ارتكاب محرم...
 ‌و‌ انك الحكيم الذى ‌لا‌ يصدر منه الاكل خير ‌و‌ لذا ‌لا‌ تسال عما تفعل ‌و‌ ‌ما‌ وجه الحكمه فيه لانك الحكيم...
 
استمحته سماحه: سالته العطاء.
 اكدى: منع ‌و‌ جحد ‌و‌ بخل.
 ابيت: امتنعت.
 تقحم الامر: دخل فيه بدون رويه ‌و‌ ‌لا‌ تامل.
 الحرمات: بضمتين جمع حرمه ‌ما‌ حرمه الله.
 الوعيد: التهديد.
 الاناه: عدم العجله.
 ‌و‌ ‌من‌ فضلك ‌و‌ جودك ‌و‌ كرمك ‌ان‌ ‌من‌ سالك امرا اعطيته اياه ‌و‌ حتى ‌من‌ لم يسالك قد اعطيته ‌من‌ فضلك ابتداء بدون مساله ‌و‌ هذا منتهى الكرم ‌و‌ الجود قد اعطيت هذا الانسان اصل الوجود بدون استحقاق منه ‌و‌ بدون طلب...
 ‌و‌ سالك فضلك ‌و‌ جودك فاعطيت بدون بخل ‌و‌ ‌لا‌ شح ‌و‌ ‌لا‌ منع ‌و‌ حاشا ساحتك ‌ان‌ توصف بمنع ‌او‌ بخل...
 ابيت ‌يا‌ مولاى الا احسانا ‌و‌ امتنانا ‌و‌ تطولا ‌و‌ انعاما، ‌و‌ ابيت الا تقحما لحرماتك ‌و‌ تعديا لحدودك ‌و‌ غفله عن وعيدك ‌يا‌ مولاى ‌و‌ ربى ‌ان‌ عاقبه المسى ء المنع ‌و‌ العقوبه ‌و‌ لكنك رفضت هذا ‌و‌ ابيت الا ‌ان‌ تحسن ‌و‌ تعطى ‌و‌ تتصدق ‌و‌ تتفضل ‌و‌ تنعم على عبدك لان ذلك شانك ‌و‌ ابيت انا الخاسر المعاند الا ارتكابا لما حرمت ‌و‌ منعت ‌و‌ تجاوزا لحدودك التى رسمت حيث ارتكبت الحرام ‌و‌ تركت الواجب ‌و‌ سهوت عن وعيدك ‌و‌ تهديدك لمن فعل ذلك بالنار ‌و‌ عذاب شديد ‌لا‌ يقوى عليه انسان...
 فلك الحمد الهى ‌من‌ مقتدر ‌و‌ ‌لا‌ يغلب ‌و‌ ذى اناه ‌لا‌ تعجل هذا مقام ‌من‌ اعترف بسبوغ النعم ‌و‌ قابلها بالتقصير ‌و‌ شهد على نفسه بالتضييع فبعد ذكر كل هذه النعم لك الحمد ‌يا‌ الهى ‌من‌ قادر على فعل ‌ما‌ تريد باكمل ‌ما‌ تريد ‌و‌ احسن ‌ما‌ تريد فانك ‌لا‌ تغلب ‌و‌ ‌لا‌ يقدر احد ‌ان‌ يغلبك ‌او‌ ينتصر عليك ‌و‌ يمنعك عن فعل ‌ما‌ تريد... انك ‌لا‌ تاخذ المتمردين عليك بسرعه ‌و‌ ‌لا‌ تعاجلهم بالعقوبه...
 
سبغت النعمه: اتسعت ‌و‌ فاضت.
 التضييع: الاهمال ‌و‌ عدم التحفظ على الشى ء حتى يهلك.
 ‌و‌ انا منهم ‌و‌ قد اعترفت ‌و‌ اقررت لك بكثره نعمك ‌و‌ عمومها ‌و‌ ‌ما‌ قابلتها ‌و‌ واجهتها بالتقصير ‌فى‌ شكرها ‌و‌ عدم اداء حقها ‌و‌ كان ‌من‌ ‌حق‌ كل نعمه ‌ان‌ اقف امامها طويلا ‌و‌ اشكرك عليها كثيرا... اننى اشهد على نفسى باننى قد ضيعت هذه النعم ‌و‌ قصرت ‌فى‌ شكرها...
 
الرفيعه: العاليه الشريفه.
 توجه الى الله بكذا: قصده مثولا اليه بكذا.
 وجدك: غناك.
 ‌لا‌ يتكادك: ‌لا‌ يصعب ‌و‌ ‌لا‌ يشق عليك.
 اللهم فانى اتقرب اليك بالمحمديه الرفيعه ‌و‌ العلويه البيضاء ‌و‌ اتوجه اليك بهما ‌ان‌ تعيذنى ‌من‌ ‌شر‌ كذا ‌و‌ كذا فان ذلك ‌لا‌ يضيق عليك ‌فى‌ وجدك ‌و‌ ‌لا‌ يتكادك ‌فى‌ قدرتك ‌و‌ انت على كل شى ء قدير اللهم انى اتوسل اليك ‌و‌ اطلب القرب منك ببلوغ رحمتك ‌و‌ نيل ‌ما‌ اريد بالشريعه المحمديه العظيمه العاليه ‌و‌ الدرجه العلويه الطاهره النظيفه... انه يتوجه الى الله ‌و‌ يساله بنبوه محمد ‌و‌ ولايه على ‌و‌ ‌ما‌ لهما ‌من‌ الدرجه الرفيعه ‌و‌ المقام الكريم ‌ان‌ تجيرنى ‌و‌ تحمينى ‌من‌ ‌شر‌ الاشرار ‌و‌ كيد الفجار ‌و‌ عباره كذا ‌و‌ كذا... كنايه عما يريد ‌و‌ عن المطلوب عنده فان ذلك ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ طلبته منك ‌لا‌ يضيق عليك ‌فى‌ غناك ‌و‌ ‌لا‌ يشق عليك ‌فى‌ عطاياك فانك ‌يا‌ رب تملك الوجود كله فاذا اعطيتنى ‌ما‌ سالتك ‌لا‌ يوثر ذلك ‌فى‌ ملكك ‌و‌ ‌لا‌ يضر ‌فى‌ خلقك ‌و‌ ‌لا‌ تعجز قدرتك ‌او‌ يشق عليك فعله ‌و‌ انت على كل شى ء قدير ‌و‌ قدرتك مطلقه...
 
العروج: الصعود.
 فهب لى ‌يا‌ الهى ‌من‌ رحمتك ‌و‌ دوام توفيقك ‌ما‌ اتخذه سلما اعرج ‌به‌ الى رضوانك ‌و‌ آمن ‌به‌ ‌من‌ عقابك ‌يا‌ ارحم الراحمين فهب لى ‌يا‌ الهى ‌من‌ رحمتك تسديدى ‌و‌ تصويب افعالى ‌و‌ دوام توفيقك بان اكون باستمرار ‌فى‌ طاعتك ‌و‌ خدمتك اعطنى بهذه ‌ما‌ اتخذه سلما اصعد ‌به‌ الى ‌ما‌ ترضى ‌و‌ تحب ‌و‌ آمن ‌به‌ ‌من‌ عقابك ‌و‌ عذابك ‌يا‌ ارحم الراحمين ارحمنا ‌و‌ اجرنا ‌من‌ النار...
 

برچسب ها :
نظرات کاربران (0)
ارسال دیدگاه