
فى التضرع و الاستكانه
«1» إِلَهِي أَحْمَدُكَ و أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى حُسْنِ صَنِيعِكَ إِلَيَّ ، و سُبُوغِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ، و جَزِيلِ عَطَائِكَ عِنْدِي ، و عَلَى ما فَضَّلْتَنِي به من رَحْمَتِكَ ، و أَسْبَغْتَ عَلَيَّ من نِعْمَتِكَ ، فَقَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِي ما يَعْجِزُ عَنْهُ شُکْرِي . «2» و لَوْ لا إِحْسَانُكَ إِلَيَّ و سُبُوغُ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ما بَلَغْتُ إِحْرَازَ حَظِّي ، و لا إِصْلَاحَ نَفْسِي ، و لَكِنَّكَ ابْتَدَأْتَنِي بِالْإِحْسَانِ ، و رَزَقْتَنِي فِي أُمُورِي كُلِّهَا الْكِفَايَةَ ، و صَرَفْتَ عَنِّي جَهْدَ الْبَلَاءِ ، و مَنَعْتَ مِنِّي مَحْذُورَ الْقَضَاءِ . «3» إِلَهِي فَكَمْ من بَلَاءٍ جَاهِدٍ قَدْ صَرَفْتَ عَنِّي ، و كم من نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ أَقْرَرْتَ بِهَا عَيْنِي ، و كم من صَنِيعَةٍ كَرِيمَةٍ لَكَ عِنْدِي «4» أَنْتَ الَّذِي أَجَبْتَ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ دَعْوَتِي ، و أَقَلْتَ عِنْدَ الْعِثَارِ زَلَّتِي ، و أَخَذْتَ لِي من الْأَعْدَاءِ بِظُلَامَتِي . «5» إِلَهِي ما وَجَدْتُكَ بَخِيلًا حِينَ سَأَلْتُكَ ، و لا مُنْقَبِضاً حِينَ أَرَدْتُكَ ، بَلْ وَجَدْتُكَ لِدُعَائِي سَامِعاً ، و لِمَطَالِبِي مُعْطِياً ، و وَجَدْتُ نُعْمَاكَ عَلَيَّ سَابِغَةً فِي كُلِّ شَأْنٍ من شَأْنِي و كُلِّ زَمَانٍ من زَمَانِي ، فَأَنْتَ عِنْدِي مَحْمُودٌ ، و صَنِيعُكَ لَدَيَّ مَبْرُورٌ . «6» تَحْمَدُكَ نَفْسِي و لِسَانِي و عَقْلِي ، حَمْداً يَبْلُغُ الْوَفَاءَ و حَقِيقَةَ الشُّكْرِ ، حَمْداً يَكُونُ مَبْلَغَ رِضَاكَ عَنِّي ، فَنَجِّنِي من سُخْطِكَ . «7» يا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ و يا مُقِيلِي عَثْرَتِي ، فَلَوْ لا سَتْرُكَ عَوْرَتِي لَكُنْتُ من الْمَفْضُوحِينَ ، و يا مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ ، فَلَوْ لا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ من الْمَغْلُوبِينَ ، و يا من وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلَى أَعْنَاقِهَ ، فَهُمْ من سَطَوَاتِهِ خَائِفُونَ ، و يا أَهْلَ التَّقْوَى ، و يا من لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنِّي ، و تَغْفِرَ لِي فَلَسْتُ بَرِيئاً فَأَعْتَذِرَ ، و لا بِذِي قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، و لا مَفَرَّ لِي فَأَفِرَّ . «8» و أَسْتَقِيلُكَ عَثَرَاتِي ، و أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ من ذُنُوبِيَ الَّتِي قَدْ أَوْبَقَتْنِي ، و أَحَاطَتْ بِي فَأَهْلَكَتْنِي ، مِنْهَا فَرَرْتُ إِلَيْكَ رَبِّ تَائِباً فَتُبْ عَلَيَّ ، مُتَعَوِّذاً فَأَعِذْنِي ، مُسْتَجِيراً فَلَا تَخْذُلْنِي ، سَائِلًا فَلَا تَحْرِمْنِي مُعْتَصِماً فَلَا تُسْلِمْنِي ، دَاعِياً فَلَا تَرُدَّنِي خَائِباً . «9» دَعَوْتُكَ يا رَبِّ مِسْكِيناً ، مُسْتَكِيناً ، مُشْفِقاً ، خَائِفاً ، وَجِلًا ، فَقِيراً ، مُضْطَرّاً إِلَيْكَ . «10» أَشْكُو إِلَيْكَ يا إِلَهِي ضَعْفَ نَفْسِي عَنِ الْمُسَارَعَةِ فِيما وَعَدْتَهُ أَوْلِيَاءَكَ ، و الُْمجَانَبَةِ عَمَّا حَذَّرْتَهُ أَعْدَاءَكَ ، و كَثْرَةَ هُمُومِي ، و وَسْوَسَةَ نَفْسِي . «11» إِلَهِي لَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، و لَمْ تُهْلِكْنِي بِجَرِيرَتِي ، أَدْعُوكَ فَتُجِيبُنِي و إِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ تَدْعُونِي ، و أَسْأَلُكَ كُلَّمَا شِئْتُ من حَوَائِجِي ، و حَيْثُ ما كُنْتُ وَضَعْتُ عِنْدَكَ سِرِّي ، فَلَا أَدْعُو سِوَاک ، و لا أَرْجُو غَيْرَکَ «12» لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، تَسْمَعُ من شَكَا إِلَيْكَ ، و تَلْقَى من تَوَكَّلَ عَلَيْكَ ، و تُخَلِّصُ من اعْتَصَمَ بِكَ ، و تُفَرِّجُ عَمَّنْ لَاذَ بِكَ . «13» إِلَهِي فَلَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ الآْخِرَةِ و الْأُولَى لِقِلَّةِ شُكْرِي ، و اغْفِرْ لِي ما تَعْلَمُ من ذُنُوبِي . «14» إِنْ تُعَذِّبْ فَأَنَا الظَّالِمُ الْمُفَرِّطُ الْمُضَيِّعُ الآْثِمُ الْمُقَصِّرُ الْمُضَجِّعُ الْمُغْفِلُ حَظَّ نَفْسِي ، و إِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
الصنيع و الصنيعه: ما اصطنع من خير و معروف.
سبوغ النعمه: كثرتها و سعتها.
الجزيل: الكثير.
الهى احمدك- و انت للحمد اهل- على حسن صنيعك الى و سبوغ نعمائك على و جزيل عطائك عندى و على ما فضلتنى به من رحمتك و اسبغت على من نعمتك فقد اصطنعت عندى ما يعجز عنه شكرى ابتداء ع بحمد الله لنعمه عليه و صنعه الحسن به... الهى احمدك و انت مستحق للحمد على صنعك الحسن الى من حيث خلقتنى و رزقتنى و ربيتنى و هدايتنى ان كل حركه فهى عطاء الله و تقديره و ان نعمك فائضه واسعه على فقد صورتنى باحسن ما يكون و اعطيتنى خير ما يكون و اكثرت العطاء و لك الحمد على ما فضلتنى به على غيرى و ذلك من رحمتك بى فاننى عندما انظر الى اصحاب العاهات و البلايا و المصائب ارى رحمتك بى قد غمرتنى وفاضت على و انك يا رب قد اوسعت عطاءك و نعمك على و احسنت الى بما اعجز عن شكره و كما قال تعالى: و ان تعدوا نعمه الله لا تحصوها... و لن نقدر على شكر نعمه واحده فكيف نشكرك على جميع النعم...
احرز: ادرك و حصل.
حظى: نصيبى.
صرف عنه المكروه: رده عنه.
الجهد: المشقه.
البلاء: الاصابه بالمكروه.
جهد البلاء: اقصى المشقه و غايتها.
و لو لا احسانك الى و سبوغ نعمائك على ما بلغت احراز حظى و لا اصلاح نفسى و لكنك ابتداتنى بالاحسان و رزقتنى فى امورى كلها الكفايه و صرفت عنى جهد البلاء و منعت منى محذور القضاء و لو لا انك يا رب احسنت الى بالعطاء و اوسعت على فى النعم فاعطيتنى هذه الخيرات و الطيبات لما قدرت ان ابلغ و احصل على حصتى و نصيبى الذى انا فيه الان و لم اقدر على ان تكون نفسى صالحه كما هى الان و لكن عطاوك و جودك و كرمك و عنايتك هى التى جعلتنى على ما انا عليه من ادراك نصيبى... انك احسنت الى من نفسك بدون سوال منى و ابتداء من اول عمرى و بدون استحقاق منى و رزقتنى ما به الكفايه فى جميع الامور حتى لا احتاج الى غيرك و صرفت عنى و ابعدت ما به التعب و ما يوجب النصب و المشقه من البلايا و المشاكل و منعت منى كل امر احذره و اكرهه و قضيت بما هو خير و حسن لى...
الهى فكم من بلاء جاهد قد صرفت عنى، و كم من نعمه سابغه اقررت بها عينى و كم من صنيعه كريمه لك عندى و هذه من نعم الله التى تستحق الذكر و تستحق الشكر الهى كم من بلاء- اى مكروه شاق متعب قد صرفته و ابعدته عنى و لم ينلنى منه شى ء و كم من نعمه واسعه فائقه كثيره كبيره قد اعطيتنى فاطمانت نفسى و ارتاحت لعطائك... و كم من معروف اكرمتنى به و هو من فضلك عندى... انها عطايا كثيره و نعم فائقه جزيله...
اقال الله عثرته: رفعه من سقوطه بمحو ذنوبه.
و العثره: السقوط.
زلت قدمه: زلقت.
الظلامه: ما يطلبه المظلوم من الظالم.
انت الذى اجبت عند الاضطرار دعوتى و اقلت عند العثار زلتى و اخذت لى من الاعداء بظلامتى و هذه ايضا من نعم الله انه سبحانه يسمع دعاء المضطر المحتاج اذا دعاه و يستجيب له فيرفع ضره كما قال تعالى: امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء......
و انت يا رب الذى تغفر ذنوبى عندما اقع فيها و اعود اليك بغفرانها فان العبد عندما تزل قدمه فيسقط فى معصيه ثم يعود الى الله يستغفره و يتوب اليه يغفر الله له ذنبه و يتوب عليه...
و انت يا رب الذى تدفع عنى ظلم الناس و ترد على منهم ما اخذوا منى و انتهكوا من حقوقى...
الانقباض: ضد الانبساط، عدم السرور.
مبرور: مشكور.
الهى ما وجدتك بخيلا حين سالتك و لا منقبضا حين اردتك بل وجدتك لدعائى سامعا و لمطالبى معطيا و وجدت نعماك على سابغه فى كل شان من شانى و كل زمانى من زمانى الهى ما وجدتك بخيلا شحيحا حين سالتك حاجه من حاجاتى او امرا من امورى و لا مانعا لما اردت من فضلك و عطائك بل انت يا رب على العكس من ذلك لقد عودتنى اننى اذا دعوتك لامر سمعته و لطلبى الذى اردت استجبت و لبيت... اننى وجدت عطائك و نعمك على فائضه كثيره فى كل امر من امورى و فى كل وقت من اوقات حياتى من الصغر الى الكبر و فى ايسر الامور و اعظمها فى كل ذلك لا تعد نعمك على و لا تحصى.
فانت عندى محمود و صنيعك لدى مبرور
فانت يا رب عندى محمود تستحق الحمد، و معروفك و فضلك لدى مشكور
مبلغ الشى ء: منتهاه.
السخط: الغضب.
تحمدك نفسى و لسانى و عقلى حمدا يبلغ الوفاء و حقيقه الشكر، حمدا يكون مبلغ رضاك عنى فنجنى من سخطك
تحمدك نفسى فانا اقوم بما فرضت و طلبت و اودى ما اردت و يحمدك لسانى من حيث ذكرك فهو لا ينسى ذكرك ابدا يسبح بحمدك و يثنى عليك و يحمدك عقلى من حيث انى اعتقد انك تستحق الحمد و انا على يقين من ذلك... فالحمد عن اعتقاد و باللسان و العمل... احمدك حمدا يكون وافيا بنعمك و ما تستحق و يصل الى حقيقه الشكر بان يكون شكرا يفى بعطاياك و مننك و احسانك... حمدا ينتهى الى ان ترضى عنى و يكون سببا لنجاتى من غضبك و عقابك...
الكهف: الملجاء.
اعياه الامر: اعجزه.
المذاهب: الطرق و المقاصد.
العوره: ما يستحى من كشفها و يعاب عليها.
النير: الخشبه التى توضع معترضه فى عنق الثوريين حال الحرث.
السطوات: جمع سطوه الاخذ بشده و البطش.
يا كهفى حين تعيينى المذاهب و يا مقيلى عثرتى، فلو لا سترك عورتى لكنت من المفضوحين و يا مويدى بالنصر فلو لا نصرك اياى لكنت من المفضوحين و يا مويدى بالنصر فلولا نصرك اياى لكنت من المغلوبين و يا من وضعت له الملوك نير المذله على اعناقها فهم من سطواته خائفون و يا اهل التقوى و يا من له الاسماء الحسنى و هذه من نعم الله و عطاياه يعددها الامام و يذكرها...
يا ملجئى حين اعجز عن سلوك طريق الحق حينما تتعدد الطرق فاذا بى اعود اليك فاهتدى و اصل الى شاطى ء الامن و السلامه و يا غافر خطيئتى و ما حى ذنبى و ساتره، فلو لا انك سترت و على قبائحى و ذنوبى و ما عملته يداى لكنت امام الناس من اهل القبائح و الرذائل و لا نكشفت اوراق السوء عندى فسقطت من اعينهم و ازدرتنى نفوسهم...
و انت يا رب الذى قويتنى و ساعدتنى حتى انتصرت على نفسى و على الاعداء و لو لا نصرك لى لكنت من المهزومين المغلوبين الذين يمارس عليهم الظلم و الاعتداء مع ما فى الهزيمه من العار و القبح...
و يا من خضعت الملوك لعظمته و عزته فلم تستطع ان ترفع طرفها اليه و اى ملك يقف امام مالك السموات و الارض و اى ملك عاقل لا يقف امام الله وقفه الشكر الذى يتضمن الاعتراف بعظمه الله و قدرته، و ان ملك العبد لعاريه لا يقدر على الحفاظ عليها كما لا يقدر على نيلها و الوصول اليها... ان ملوك الدنيا مملوكون لله اذلاء امام الله... خائفون من نقمه الله و بطشه و اخذه...
انت الذى تستحق ان يتقى غضبك فلا يقدم مخلوق على معصيتك و لك احسن الاسماء التى تدل على المسمى... انت الرحمن الرحيم الغفور الكريم...
اسالك ان تعفو عنى و تغفر لى فلست بريئا فاعتذر و لا بذى قوه فانتصر و لا مفر لى فافر و استقيلك عثراتى و اتنصل اليك من ذنوبى التى قد اوبقتنى و احاطت بى فاهلكتنى منها فررت اليك رب تائبا فتب على متعوذا فاعذنى، مستجيرا فلا تخذلنى، سائلا فلا تحرمنى معتصما فلا تسلمنى داعيا فلا تردنى خائبا يا رب اسالك و اتوجه اليه بالدعاء ان تعفو عنى فلا تعذبنى او تواخذنى بما فعلت و تغفر لى خطيئتى فلا تحاسبنى عليها... فاننى و اعترف لست بريئا من الذنوب حتى اعتذر اليك بعدم ارتكابها و لا بصاحب قوه حتى اذا عملتها استطيع ان ادفع عنى العذاب و العقاب و انتصر لنفسى فيها و لا مكان يحمينى حتى التجى ء اليه هربا من عقابك اسالك يا رب ان تغفر ذنوبى و اعتذر اليك و ابراء من ذنوبى التى اذلتنى و استولت على فاهلكتنى و قضت على... منها هربت اليك يا رب تائبا فتب على و اقبل توبتى و امح حوبتى و اغفر زلتى، اننى ملتجاء اليك فاحفظنى.. مستنجد بك و متقو بعفوك فلا تخيبنى و ترجعنى ذليلا بدون نيل الوبه و المغفره... كنت و سابقى سائلا جنابك العفو و الرحمه فلا تحرمنى و تمنعنى ما طلبت و سالت و ها انا ملتجاء اليك طالبا حفظك فلا تتركنى بيد الشيطان و النفس الاماره بالسوء فاهلك... كنت و ما زلت داعيا لك طالبا حاجتى منك فلا تردنى خاسرا بدون ان انال ما طلبت و املت...
تنصل: خرج من الشى ء بعذر او توبه او غيرها.
اوبقه: اتلفه و اهلكه.
متعوذا فاعذنى: ملتجاء فاحفظنى.
خذله: ترك نصرته.
حرمه من كذا: منعه منه.
الخيبه: فوت المطلوب و عدم الظفر به.
اسالك ان تعفو عنى و تغفر لى فلست بريئا فاعتذر و لا بذى قوه فانتصر و لا مفر لى فافر و استقيلك عثراتى و اتنصل اليك من ذنوبى التى قد اوبقتنى و احاطت بى فاهلكتنى منها فررت اليك رب تائبا فتب على متعوذا فاعذنى، مستجيرا فلا تخذلنى، سائلا فلا تحرمنى معتصما فلا تسلمنى داعيا فلا تردنى خائبا يا رب اسالك و اتوجه اليه بالدعاء ان تعفو عنى فلا تعذبنى او تواخذنى بما فعلت و تغفر لى خطيئتى فلا تحاسبنى عليها... فاننى و اعترف لست بريئا من الذنوب حتى اعتذر اليك بعدم ارتكابها و لا بصاحب قوه حتى اذا عملتها استطيع ان ادفع عنى العذاب و العقاب و انتصر لنفسى فيها و لا مكان يحمينى حتى التجى ء اليه هربا من عقابك اسالك يا رب ان تغفر ذنوبى و اعتذر اليك و ابراء من ذنوبى التى اذلتنى و استولت على فاهلكتنى و قضت على... منها هربت اليك يا رب تائبا فتب على و اقبل توبتى و امح حوبتى و اغفر زلتى، اننى ملتجاء اليك فاحفظنى.. مستنجد بك و متقو بعفوك فلا تخيبنى و ترجعنى ذليلا بدون نيل الوبه و المغفره... كنت و سابقى سائلا جنابك العفو و الرحمه فلا تحرمنى و تمنعنى ما طلبت و سالت و ها انا ملتجاء اليك طالبا حفظك فلا تتركنى بيد الشيطان و النفس الاماره بالسوء فاهلك... كنت و ما زلت داعيا لك طالبا حاجتى منك فلا تردنى خاسرا بدون ان انال ما طلبت و املت...
المسكين: الفقير.
مستكينا: خاضعا ذليلا.
المشفق: الحذر المتحرز.
الوجل: الخوف.
اضطره اليه: احوجه اليه و الجاه اليه.
دعوتك يا رب مسكينا مستكينا مشفقا خائفا و جلا فقيرا، مضطرا اليك
و هذه حقيقه تكوين الانسان و ما هو عليه يذكرها الامام لزياده الاعتراف و لما فيها من الاستعطاف... انها حالات هذا الانسان الصغير الضعيف المذنب المسى ء... دعوتك يا رب حاله كونى فقيرا سى ء الحال- مستكينا ذليلا خاضعا لا اقدر على الحركه امامك، مشفقا حذرا متحرزا عما فعلت و جنيت و جلا خائفا اشد الخوف، فقيرا الى رحمتك... مضطرا اليك ملتجئا اليك فى امورى الصعبه...
سارع الى كذا: بادر اليه.
المجانبه: المباعده.
وسوسه النفس: حديثها السرى...
اشكو اليك يا الهى ضعف نفسى عن المسارعه فيما و عدته اوليائك و المجانبه عما حذرته اعداوك و كثره همومى و وسوسه نفسى
اشكو اليك يا الهى نفسى فانها مركز الداء و اساس البلاء فانها لا تبادر الى ما وعدت به اوليائك من الانبياء و الاوصياء و الصالحين حيث وعدتهم بالجنه و رضوانك ان اطاعوا امرك و التزموا حكمك و لم يرتكبوا المحظور من عندك، و لم تترك جانبا ما خوفت به اعداءك بل هى فعلت ما يفعله اعداوك من ارتكاب المحرمات... اشكو اليك كثره همومى التى تقض على مضجعى و تمنعنى لذه الحياه و وسوسه نفسى التى تتحدث دائما بالشر و تمنينى الامانى الباطله...
بجريرتى: بذنبى.
الهى لم تفضحنى بسريرتى و لم تهلكنى بجريرتى، ادعوك فتجيبنى و ان كنت بطيئا حين تدعونى و اسالك كلما شئت من حوائجى و حيث ما كنت و هذه من نعم الله ان ما يسره الانسان فى نفسه و ما ينويه من الشر و القبيح لا يظهره الله للناس و لا يبديه لهم و لو كشفه لبانت خبائث الناس و قبائحهم و ايضا فانه سبحانه لم يعاقب على الذنب بمجرد وقوعه من العبد بل امهله و اجله و اخره لعله يتوب و الى رحابه يعود...
ان من فضلك يا رب و كرمك انك تعاملنى بغير ما اعاملك رحمه بعبدك و تعطفا عليه ادعوك فتجيبنى الى ما دعوتك بدون ابطاء او تاخير بينما انت حينما تدعونى اكون بطيئا عن اجابتك مع انك ما دعوتنى الا لصالحى و خيرى... و اننى اسالك و اطلب منك كلما شئت من حوائجى ماديا و معنويا دنيويا و آخرويا و حيث ما كنت فى بر او بحر او جو فى عسر او يسر مع غيرى او منفردا فتستجيب لى و تقبل دعوتى...
وضعت عندك سرى فلا ادعو سواك و لا ارجو غيرك،
وضعت عندك سرى و استودعتك ضميرى فانك الحافظ الذى لا تكشف السر و لا تبوح به لاحد فادعوك وحدك و لا ادعو سواك لانك القادر على الاستجابه دون احد من خلقك و لا ارجو لما اومل و اريد الا انت وحدك دون احد من خلقك...
لبيك: اقامه على طاعتك بعد اقامه و اجابه بعد اجابه، اقبل على امرك.
شكى اليه: بثه ما فى نفسه.
اعتصم بالله: امتنع به.
تفرج عنه: تكشف ما به من غم.
لاذبه: التجاء اليه.
لبيك لبيك تسمع من شكا اليك و تلقى من توكل عليك و تخلص من اعتصم بك و تفرج عمن لاذبك
لبيك لبيك اننا لك مجيبون مجيبون و بامرك قائمون... تسمع من شكا اليك ما حل به من الامور و المصائب و المشاكل و انت القادر على حلها و تستجيب لمن توكل عليك فى قضاء حوائجه و نيل ماربه و تخلص من التجاء اليك من ذنوبه و آثامه و تفرج عمن لاذ بك اى تكشف هموم و غموم من لجاء اليك و انقطع الى جنابك يا ارحم الراحمين...
الهى فلا تحرمنى خير الاخره و الاولى لقله شكرى و اغفر لى ما تعلم من ذنوبى
الهى اليك اتوجه بالدعاء ان لا تحرمنى و تمنعنى خير الاخره التى هى الجنه و ما فيها و خير الاولى و هى الدنيا، بان اعيش سعيدا آمنا.. لا تحرمنى ذلك لقله شكرى لان ذلك لم يكن عن عدم ايمانى بك بل لهفوات النفس و اخطائها و اغفر لى ما تعلم من ذنوبى و هى كثيره قد نسيها صاحبها و احصيتها انت...
المفرط: المتوانى، المقصر.
المضيع: الذى يهمل الشى ء حتى يتلف.
الاثم: المخطى ء و المذنب.
المضجع: المضيع- المفرط.
ان تعذب فانا الظالم المفرط المضيع الاثم المقصر المضجع المغفل حظ نفسى و ان تغفر فانت ارحم الراحمين
و بعد هذا ان تعذب عبدك و ينله عقابك فانا الظالم المتهاون الذى لم يرع حقك و لم يطع امرك الذى تهاون و غفل عما فيه حظ نفسه الاوفر و سعادتها... و اذا غفرت و هذا من شانك فانت ارحم الراحمين ارحمنا برحمتك و اشملنا بعفوك...